1000 ريال دخل يومي لدافعي العربات في الحرم
يرصد دافعو العربات غير النظاميين, بعين واحدة، رجال إدارة دفع العربات أثناء تجوالهم حول جنبات المسجد الحرام خوفا من مصادرة عرباتهم التي يقتاتون منها لقمة عيشهم ومصروفات كسوتهم للعيد, بينما ترقب عين أخرى المعتمرين العاجزين والمحتاجين إلى الطواف أو السعي بالعربات, ويتسابقون إلى تقديم الخدمات بأسعار مغرية في منافسة شريفة فيما بينهم.
في المقابل يكثف رجال إدارة العربات التابعون للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي حملاتهم الميدانية في القبض عليهم, ومصادرة عرباتهم, بحجة أن العربات غير مرخصة, وأنها تسبب ازدحاما للمعتمرين أثناء طوافهم, وسعيهم, حيث تم تكوين لجنة خاصة لمتابعتهم.
يقول الشاب أحمد الفهمي (19 عاما) حامل شهادة الثانوية "آتي كل صباح من الساعة العاشرة صباحا من قريتي التي تبعد عن مكة أكثر من 100 كيلو للحرم المكي بعربتي, وأنتظر قدوم المعتمرين كبار السن من أجل إركابهم لأداء العمرة, أتولى أنا المهمة الصباحية، بينما يأتي أخي الأكبر ويتولى الفترة المسائية في عمل متواصل طوال اليوم, للكسب المادي ،خصوصا أن أيام شهر رمضان المبارك تشهد تحركا كبيرا مع توافد المعتمرين بأعداد كبيرة جدا".
وأضاف الفهمي أن سعر نقل المعتمر وأداء الطواف والسعي في حدود 300 إلى 400 ريال في حال عدم وجود زحام شديد خلال الطواف والسعي، أما في حال وجود زحام شديد فيرتفع السعر إلى 500 ريال, مشيرا إلى أن مدة الطواف والسعي تستغرق حدود ساعة إلى ساعتين في الطواف والسعي في الأيام التي لا يوجد فيها زحام شديد، أما في أيام الزحام الشديد فنستغرق تقريبا حدود ثلاث ساعات.
ويضيف الشاب خالد صالح (20 عاما): إنني خلال كل سنة في رمضان أقضي جل وقتي في دفع المعتمرين والزوار القادمين إلى الحرم المكي الشريف وأجمع مكسبا مربحا من هذه المهنة التي تساعدني على قضاء احتياجاتي السنوية دائما، وكذلك أعول منها أسرتي, وأضاف: تواجهنا أحيانا مضايقات من داخل المشرفين على الساحات في الحرم المكي الشريف لمنعنا من أداء عملنا بحجة أننا غير مسموح لنا بممارسة هذه المهنة، مبيّنا أن هذه المهنة أكسبته طابع العمل, والبعد عن الكسل, والبطالة, وكفت يده عن سؤال الناس.
أحمد السعيد الذي يعمل في دفع العربات في الحرم المكي منذ أربع سنوات ينفي أن يكون لظهور العربات الجديدة في الحرم المكي الشريف باستخدام التقنيات الحديثة عائق في مواصلته هذا العمل على الرغم من وجود واستحداث عربات جديدة في الحرم المكي بعيدة عن الجانب التقليدي القديم, مضيفا أن دخله اليومي في شهر رمضان يتجاوز أحيانا 1000 ريال خصوصا في العشر الأواخر من رمضان وأنه اعتاد هذا العمل بشكل موسمي، ويضيف أن أرباحه تتجاوز أحيانا عشرة آلاف ريال نهاية رمضان.
من جهتها، أكدت إدارة العربات في الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي على لسان مديرها محمد الشمراني "أنه ولمواجهة بعض الممارسات الخاطئة من بعض أصحاب العربات الخاصة غير المرخصة، الذين يقوم بعضهم باستغلال المعتمرين، فقد تم تكوين لجنة من إدارة العربات وقوة أمن الحرم المكي الشريف لمواجهة تلك الممارسات ومعاقبة مرتكبيها والعمل على القضاء على ما تسببه تلك العربات الخاصة غير المرخصة من إزعاج واستغلال ومضايقة للمعتمرين".
وأضاف الشمراني أن الرئاسة وفرت العربات الكهربائية وبأجور رمزية ويصل عددها إلى 100 عربة كهربائية يتحكم فيها المعتمر بنفسه, إضافة إلى عربات الأجرة الموجودة في الصفا في الدور الأرضي من المسجد الحرام وتبدأ أجرتها من 50 ريالا، ويرتفع خلال العشر الأواخر إلى 100 ريال ويصل عددها إلى 521 عربة.