يسهم شهر رمضان في الانتعاش الاقتصادي الذي تشهده مطاعم الرياض بشكل كبير وأكثر من الشهور الأخرى، خصوصاً مع النمو المتسارع وظهور جيل يشجع الأكل المتنوع في مطاعم بمواصفات عالمية ومذاقات مختلفة ، وكذا تسارع الحركة الشرائية، الأمر الذي أسهم في زيادة الطلب على بوفيهات المطاعم في رمضان وبنسبة 100 في المائة.

يوضح خليل محمد المسؤول في أحد المطاعم، أن الزبون يقبل على البوفيه المفتوح في رمضان وخصوصاً من الشباب لقلة الأسعار وكثرة الكميات المعروضة، فكل الأصناف موجودة أمامه، حيث يكتفي بدفع مبلغا معينا كأن يكون 35 ريالا للشخص الواحد ويختار ما يشاء، بينما لو طلب على حسب «المنيو» فقد يصل المبلغ إلى أكثر من 50 ريالا مقابل كميات قليلة.

وعن تفاوت أسعار البوفيهات بين المطاعم في هذا الشهر، ذكر أن ذلك تحكمه قوة المطعم وشهرته، فشهرة المطعم تتحكم بسعره، ثم إن الأصناف المقدمة في المطاعم الراقية تكون ذات طعم مختلف ومعدة من أجود المواد الغذائية بخلاف المطاعم المتدنية، كما أن الأصناف تكون متنوعة، فبعض البوفيهات تعد أكثر من 30 صنفا رمضاني وبعضها تصل أصنافه إلى 100 نوع، وهذا أيضا يسهم في اختلاف الأسعار، فهي تختلف من الأكلات البحرية والمشاوي والمقبلات واللحوم والدجاج وغيرها، ويضيف خليل أن البوفيهات تجد إقبالاً بشكل عام من سكان الرياض خصوصاً فئة الشباب، فنسبة الزبائن من الشباب تصل إلى 90 في المائة بينما العائلات لا تتجاوز 10 في المائة، فالمعدل اليومي لزبائن البوفيه يصل إلى المئات، فيوم الجمعة مثلاً يراوح دخل البوفيه ليوم واحد بين 100 و200 ألف ريال سعودي، وهذا أكبر دليل على شدة إقبال الزبائن، والزبائن يحكمهم بشكل عام الذوق بالأكل وتفي بحاجة الصائم من وجبة الفطور أو السحور.

أما عقيل صالح مدير أحد مطاعم الخمسة نجوم فذكر أن البوفيه المفتوح يجد إقبالا كبيرا في رمضان من الزبائن وطوال أيام الأسبوع، ويعزو ذلك إلى محدودية السعر، فالغالب أن الزبون لا يُفضل طلبات الأكل عن طريق «المنيو» لأن في ذلك مخاطرة بالنسبة للأسعار، بينما في البوفيه يجد أن كل الأصناف أمامه بسعر يعرفه مسبقاً، ويوضح عقيل أن أصحاب المطاعم يعدون البوفيهات لسببين: إما مادي وهذا يكون في يومي الخميس والجمعة أو الأعياد والمناسبات الدينية كرمضان، أو تسويقي ويكون الغرض منه المردود الإعلاني لشهرة المطعم، ففي الغالب يتم تجهيز بوفيه بأسعار منخفضة نوعاً ما لشركات ضخمة بهدف جذب الشركة للتعاقد مستقبلاً في حفلاتها المقبلة.

ويشير إلى أن الأسعار تختلف على حسب المكان، فالبوفيهات الشعبية يراوح سعر الوجبة للشخص الواحد فيها بين 20 و30 ريالا والتي غالباً ما يصل مستوى الزبائن إلى 300 شخص نظراً إلى تدني السعر والخدمة تكون ذاتية، ثم إن كل بوفيه تحكمه الخدمات التي ترافقه من عدمها، فمثلاً قد يصل البوفيه للشخص الواحد إلى 300 ريال لكن ترافق السعر خدمة من ناحية التقديم ومساعدة الزبون لمعرفة نوعية الأكل وكيفية إعداده، وهذا بشكل عام يرفع من السعر.

أما منيف المالكي، فيبين أنه يفضل البوفيه لهدوئه وبحاجته كونه عازبا فهو يبحث عن وجبة الفطور والسحور. وبشكل عام لا يهتم بالسعر ، لأنه بمقارنته بالمواد والطبخ ترجح كفة المطعم خصوصاً لو كانت ببوفيهات مميزة وبعروض ترويجية كالتي نراها في هذا الشهر ، ويبين أن جميع الشباب من فئة العزاب يفضلون البوفيهات على البيت.