شهدت أسعار الدجاج المجمد والمبرد ارتفاعات متتالية في أسعارها، وصلت إلـى 10 في المائة خلال الأيام الماضية، حيث وصل سعر مقاس الألف جرام لإحدى شركات الدجاج 11 ريالا، ولم يكن يتجاوز حاجز العشرة ريالات.

وذكر عاملون في محال بيع الدجاج أن الزيادة في أسعار الدجاج هي الثانية خلال الستة أشهر الماضية، مرجعين ذلك بحسب تأكيدات الموردين إلى غلاء أسعار الأعلاف وارتفاع تكلفة تربية الدواجن. ورصدت "الاقتصادية" خلال جولة لها على أسواق بيع الدجاج في الربوة وعتيقة في الرياض، أن الزيادة طالت جميع الشركات المنتجة للدجاج، ما عدا شركة واحدة لم ترفع أسعارها، لكنها قللت من وزن الدجاج لجميع الأحجام، كثرة المعروض من الدجاج، عمد العاملون في هذه المحال إلى بيع الدجاج المتبقي المنتج قبل الزيادة بسعره بعد الزيادة.

وقال فاررق صبري بائع في أحد محال بيع الدجاج المبرد والمجمد في الرياض إن هذه هي المرة الثانية التي ترتفع فيها أسعار الدجاج لكل الأوزان، حيث إن المرة الأولى كان في شباط (فبراير) الماضي، بزيادة نصف ريال على الدجاجة الواحدة، وخمسة ريالات على الكرتون عشرة دجاجات، وأن الزيادة الثانية مماثلة للأولى، مشيراً إلى أن الزيادات طالت جميع الشركات المنتجة للدجاج، وأن إحدى الشركات زادت ريالا واحدا على منتجها.

وعزا صبري أسباب الزيادة إلى ارتفاع تكلفة تربية الدواجن في السعودية، نتيجة زيادة أسعار الأعلاف، كما يذكر له الموردون، مشيراً إلى أنه ليس هناك نقص في المعروض من الدجاج، وأن المستهلكين يقبلون على شراء الدجاج بعد الزيادة بحجم الإقبال نفسه قبل ارتفاع الأسعار، إلا أنهم متذمرون من هذه الزيادات التي ربما تعودها . ووافقه الرأي زميله محمد حلمي بائع في سوق الربوة، مشيرا إلى أن الزيادة لم تستثن أي شركة، إلا شركة واحدة لم ترفع الأسعار، بل عمدت إلى تقليل الوزن، كنوع من التحايل على المستهلكين. من جانبه، عبر عدد من المستهلكين للدجاج عن استيائهم لزيادة أسعار الدواجن بشكل مستمر، مرجعين ذلك لضعف الرقابة من قبل الجهات ذات العلاقة. يقول عبد الله اللحيدان مستهلك :" إن الزيادات المتتالية على الدواجن أمر لا يحتمل، فليس هناك أسباب معقولة في رفع الأسعار، فهل يعقل أن تزيد الأسعار لسلعة خلال أيام، فقبل عشرة أيام اشتريت كرتون دجاج (عشرة حبات) حجم ألف جرام بـ 100 ريال، واليوم أفاجأ بأن السعر وصل 110 ريالات، أي بزيادة عشرة ريالات، ودون ذكر أساب مقنعة في ذلك".

ودعا اللحيدان وزارة التجارة والجهات ذات العلاقة إلى وقف هذه التجاوزات من قبل شركات الدجاج ، مشيراً إلى أن الدول الغربية تلزم أي شركة ترغب في رفع أسعار منتجاتها بالإعلان عن ذلك قبل مدة من الزيادة، بعكس ما يحدث لدينا.

إلى ذلك، قال عبد الله بن بكر قاضي رئيس مجلس إدارة الجمعية التعاونية لمنتجي الدواجن، إن السعودية حققت قفزات كبيرة في تأمين المنتج الوطني من الدجاج والبيض، فقد وصلت نسبة تحقيق الاكتفاء الذاتي 100 في المائة للبيض الطازج، أما الدجاج اللاحم فقد حقق نسبة اكتفاء 60 في المائة، ولكن زيادة الطلب وزيادة حصة الفرد الواحد من استهلاك الدجاج جعلت هذه النسبة تظل ثابتة، وأن هناك حاجة ماسة لزيادة الإنتاج والاستثمار في هذا المجال.

وأكد قاضي لـ"الاقتصادية" في لقاء سابق أن صناعة الدواجن من أكثر الصناعات تقنية وتعقيداً ، إلا أنها في المملكة حققت في الفترة الأخيرة تطوراً ملحوظاً من خلال المشاريع العملاقة وحديثة التطور حيث بلغ حجم الاستثمار أكثر من 32 مليار ريال، وتقدر الإحصائيات الصادرة من وزارة الزراعة والمياه أن حجم الإنتاج المحلي بلغ 525 ألف طن، وقد بلغت أعداد الدجاج اللاحم المنتج في المشاريع المتخصصة في المملكة (525 مليونا)، ومعدل استهلاك الفرد السنوي من الدجاج اللاحم في المملكة نحو 42 كجم.