بدأت البرامج التدريبية التي تقيمها إدارات التعليم في المملكة تستحوذ على اهتمامات الطلاب، بل ويتنافسون في التسجيل فيها، ويعود ذلك للطرق الحديثة التي ينتهجها المدربون في التدريب، إضافة إلى أنها تزود الطلاب بالمهارات الحياتية، التي تعينهم على إدارة شؤونهم بأنفسهم والتعامل الإيجابي مع الآخرين.
ويؤكد لـ»الاقتصادية» مدربون تربويون أن الدورات التدريبية التي يعدونها تشهد كثافة في التسجيل خلال الأعوام الثلاثة الماضية، مرجعين ذلك إلى التغير الفكري الذي طرأ على الطلاب، وطريقة عرض المدربين للدورات واستخدام التشويق في عملية التدريب.
في المقابل، يرى عدد من الطلاب أن التدريب أسهم في تغيير كثير من توجهاتهم، وفتح لهم العديد من آفاق المعرفة.
يقول عبد الرحمن المطرودي مدرب و مشرف لجنة التدريب في مكتب الإشراف على الأندية الصيفية، إن برامج التدريب التي تقدم للطلاب تشهد إقبالا على التسجيل فيها، فما أن تطرح دورة تدريبية إلا والتسجيل مغلق بعد مدة قصيرة، مشيراً إلى التغير النوعي التي طرأت على هذه الدورات، لتتواكب مع المراحل العمرية للشباب، مشيراً إلى تغير فكر الطلبة للبرامج التدريبية عن السابق. وأشار المطرودي إلى أن البرامج التدريبية تسهم في تعزيز الممارسات القيادية لدى الطلاب في الحياة، وعلى التعامل الصحيح والإيجابي مع الآخرين، ومع المجتمع بمؤسساته المختلفة، وتدرب الطلاب على المهارات الحياتية، وتزدهم بالمهارات التي تؤهلهم لسوق العمل.
وشاركه الرأي جمعان اللملوم مدرب معتمد في تعليم الرياض، منوهاً بأهمية البرامج التدريبية لأبنائنا الطلاب، و ما يعود عليهم بالنفع و الفائدة عليهم، والتي ستساعد على الفهم الصحيح للحوار والإقناع، وتنمية الحس الوطني، وتعزيزه في نفوس الطلاب.
يقول سعد الناصر طالب في المرحلة الثانوية:» إن دورة تدريبية في كيف تختار تخصصك أسهمت في مساعدته في التوجه لاختيار تخصصه في الصف الثاني الثانوي، حيث تعرف على المميزات التي تختص كل مجال، وما يتطلبه سوق العمل».
ودعا الناصر الطالب في الصف الثاني ثانوي طبيعي زملاءه إلى التسجيل في مثل هذه الدورات التدريبية التي تعينهم على تنمية قدراتهم ومواهبهم.
وفي السياق نفسه، بدأ 57 نادياً صيفياً تابعاً لتعليم الرياض برامج التدريب الصيفي لطلاب الأندية الصيفية، وتتمثل هذه البرامج في تقديم العديد من الدورات التي تركز على تزويد الطلاب بالمهارات الحياتية، التي تعينهم على إدارة شؤونهم بأنفسهم، والتعامل الإيجابي مع الآخرين، كما تعودهم الاعتماد على النفس، إضافة إلى التركيز على مهارات القيادة والحوار والإبداع، وتنمية الحس الوطني لدى الطلاب، واستشعاره في نفوسهم.
وتأتي فكرة البرنامج في تدريب طلاب الأندية الصيفية بعدد مستهدف لا يقل عن ثلاثة آلاف طالب، للتعريف بأهمية التدريب لدى الطلاب، في حياتهم المستقبلية، وتنمية مهاراتهم في تسع حقائب هي: (تنمية مهارات الاتصال في الحوار ـ أنا وأبي ـ رحلة إلى المستقبل – متعتي في قراءتي، وطني مسؤوليتي، الثقة بالنفس، والتفكير الإبداعي، التعلم الذاتي، فن المذاكرة).
