أين موقعك من القوى العاملة؟

تعد ''السلسلة الزمنية'' من أدوات البحث الكمي التي يستخدمها البحث العلمي لمقارنة ظاهرة تاريخية بأخرى حاضرة، ما من شأنه المساعدة على استقراء المستقبل، ومن ثم إعداد الموارد وتوفير الإمكانات اللازمة للتعامل مع هذه الظاهرة عند حدوثها في المستقبل.
تجري مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات ''سلسلة زمنية'' من الأبحاث الخاصة بالقوى العاملة، تسمى ''بحث القوى العاملة''. تسعى السلسة إلى التعرف على الخصائص السكانية والاجتماعية والاقتصادية لهذه القوى، وتوظيف نتائجها في إعداد البرامج التنموية في المملكة وتخطيطها.
يهدف هذا المقال إلى استقراء مستقبل القوى العاملة في المملكة بحلول عام 2020، وأهم الخصائص الأساسية لهذه القوى من خلال الاعتماد على ثلاثة أمور. الأول حقيقة ''تاريخية'' عبارة عن ''بحث القوى العاملة لعام 1999''. والثاني حقيقة ''قائمة'' عبارة عن ''بحث القوى العاملة لعام 2009''. والثالث ظاهرة ''مستقبلية'' سنعتمد في التعرف عليها على وجهة نظرك أنت عزيزي القارئ.
تشير نتائج ''بحث القوى العاملة لعام 1999'' إلى أن إجمالي عدد سكان المملكة بلغ في عام 1999, 19.895.232 فردا, بلغ عدد السكان ذوي الأعمار 15 سنة فأكثر 13.840.751 فرداً (69.57 في المائة) من إجمالي عدد السكان, وبلغ حجم القوى العاملة 5.846.908 أفراد (42.24 في المائة) من إجمالي عدد السكان ذوي الأعمار 15 سنة فأكثر.
اتسمت هذه القوى العاملة بكثافة حجم الذكور فيها عن الإناث, حيث بلغ عدد الذكور 4.984.401 فرد (85.25 في المائة) مقابل 862.507 أفراد (14.75 في المائة) من الإناث, كما اتسمت هذه القوى العاملة بزيادة نسبة غير السعوديين إلى السعوديين, إذ بلغ عدد السعوديين في القوى العاملة 2.823.715 فرداً (48.29 في المائة)، مقابل 3.023.193 فرداً (51.71 في المائة) من غير السعوديين.
اتسمت القوى العاملة السعودية البالغة 2.823.715 فرداً، بمجموعة من الخصائص السكانية والاجتماعية والاقتصادية, حيث صنف 2.595.090 فرداً (91.90 في المائة)، بأنهم مشتغلون، والـ 228.625 فرداً الباقون (8.10 في المائة) بأنهم متعطلون. واتسمت هذه القوى العاملة السعودية بكثافة حجم الذكور فيها عن الإناث، حيث بلغ عدد الذكور 2.411.006 أفراد (85.38 في المائة) مقابل 412.709 أفراد (14.62 في المائة) من الإناث.
كما اتسمت هذه القوى بتراوح أعمار معظمهم بين 25 و29 سنة (538.425 فرداً، 20.75 في المائة)، ويحمل معظمهم الشهادة الابتدائية (524.715 فرداً، 20.22 في المائة)، ويعمل معظمهم في منطقة الرياض 625.442 فرداً (24.10 في المائة)، ويعمل معظمهم في مهن خدمية 825.024 فرداً (31.79 في المائة)، ويتواجد معظمهم في قطاع الإدارة العامة 1.016.076 فرداً (39.15 في المائة).
تشير نتائج ''بحث القوى العاملة لعام 2009'' إلى أن إجمالي عدد سكان المملكة بلغ في عام 2009, 24.169.595 فرداً, بلغ عدد السكان ذوي الأعمار 15 سنة فأكثر 17.259.662 فرداً (71.41 في المائة) من إجمالي عدد السكان, وبلغ حجم القوى العاملة 8.611.001 فرد (49.89 في المائة) من إجمالي عدد السكان ذوي الأعمار 15 سنة فأكثر. اتسمت هذه القوى العاملة بكثافة حجم الذكور فيها عن الإناث, حيث بلغ عدد الذكور 7.327.980 فردا (85.10 في المائة) مقابل 1.283.021 فرداً (14.90 في المائة) من الإناث, كما اتسمت هذه القوى العاملة بزيادة نسبة غير السعوديين إلى السعوديين, إذ بلغ عدد السعوديين في القوى العاملة 4.286.515 فردا (49.78 في المائة)، مقابل 4.324.486 فرداً (50.22 في المائة) من غير السعوديين.
اتسمت القوى العاملة السعودية البالغة 4.286.515 فردا، بمجموعة من الخصائص السكانية والاجتماعية والاقتصادية, حيث صنف 3.837.968 فرداً (89.54 في المائة)، بأنهم مشتغلون، والـ 448.547 فرداً الباقون (10.46 في المائة) بأنهم متعطلون. واتسمت هذه القوى العاملة السعودية بكثافة حجم الذكور فيها عن الإناث, حيث بلغ عدد الذكور 3.580.790 فرداً (83.54 في المائة) مقابل 705.725 فرداً (16.46 في المائة) من الإناث.
كما اتسمت هذه القوى بتراوح أعمار معظمهم بين 25 و29 سنة 879.167 فرداً (22.91 في المائة)، ويحمل معظمهم الشهادة الثانوية أو ما يعادلها 1.228.533 فرداً (32.01 في المائة)، ويعمل معظمهم في منطقة الرياض 953.688 فرداً (24.85 في المائة)، ويعمل معظمهم في مهن خدمية 1.345.867 فرداً (35.07 في المائة)، ويتواجد معظمهم في قطاع الإدارة العامة 1.511.483 فرداً (39.38 في المائة).
عديدة هي الفوائد التي نخرج بها عندما نقارن تطورات خصائص القوى العاملة السعودية خلال عقد من الزمن. من أهم هذه التطورات الإيجابية زيادة نسبة السعوديين في القوى العاملة، وزيادة نسبة الإناث السعوديات إلى نسبة الذكور السعوديين في القوى العاملة، وارتقاء معظم القوى العاملة السعودية في سلم التعليم العام من الشهادة الابتدائية إلى الشهادة الثانوية أو ما يعادلها.
ومن أهم هذه التطورات السلبية تراجع نسبة المشتغلين في القوى العاملة السعودية، وثبات التوزيع الجغرافي للقوى العاملة السعودية بوجود منطقة الرياض على هرم جذب القوى العاملة السعودية، وزيادة امتهان القوى العاملة السعودية في العمل في المهن الخدمية. حدثت جميع هذه التطورات تحت مظلة نمو ملحوظ في مركز المملكة في مؤشر التنمية البشرية التابع لمنظمة الأمم المتحدة, فتطور تصنيف المملكة في المؤشر من 0.754 نقطة، محققة المركز 68 من أصل 162 دولة في عام 1999، إلى 0.716 نقطة, محققة المركز 59 من أصل 182 دولة في عام 2009.
وفي ظل هذه التطورات، يبرز سؤالان يستأنسان وجهة نظرك أنت عزيزي القارئ حول إجاباتهما. السؤال الأول: ما توقعاتك لتطورات القوى العاملة في المملكة بحلول عام 2020، وأهم خصائصها السكانية والاجتماعية والاقتصادية؟ والسؤال الآخر: أين ترى موقعك من هذه القوى العاملة؟

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي