عذراً .. الموظف في إجازة

بدأت الإجازة الصيفية مطلع هذا الأسبوع وبدأت معها رحلة جديدة للمعاناة في متابعة المعاملات بين الدوائر الحكومية، فلا تكاد تصل دائرة حكومية لتعرف من الموظف الموجود فيها، ماذا تم في المعاملة الخاصة بك إلا وتفاجأ بأن الموظف في إجازة، وإذا سألت عن البديل فعادة ما تكون الإجابة لا يوجد ويمكنك المراجعة بعد شهر.
هكذا هو حال كثير منا في هذه الأيام فعلى الرغم من أن للموظف كامل الحق في أن يستمتع بإجازته وفق ما نص عليه النظام فإن للمراجع الحق الكامل في أن يجد من ينهي له إجراءات معاملته من بين موظفي الدوائر الحكومية، وقد لا يلام الموظف على تمتعه بإجازته السنوية ولكن اللوم كل اللوم يقع على إدارة ذلك الموظف التي لم تقم بتنظيم الإجازات بين الموظفين ولم تسع إلى مراعاة مصالح الناس والحرص على إنجازها خلال الصيف.
ويتفاوت أسلوب المديرين في التعامل مع إجازات الموظفين فمنهم من يفرط في هذا الأمر فيعتمد كل الإجازات التي تصل إلى مكتبه دون تخطيط أو تنظيم أو وضع بدائل أو الاستعداد بآلية عمل تلائم مثل هذا الموسم ومنهم من يتحفظ فيلغي الإجازات بغير وجه حق ويحرم الموظفين من إجازاتهم السنوية بدعوى حاجة العمل وقد يكون الموظف منتظرا عاماً كاملاً ليستفيد من هذه الإجازة فتلغى عليه مما يسهم في إحباطه وخفض معنوياته الأمر الذي قد يؤثر في إنجاز ذلك الموظف وأسلوب تعامله مع المراجعين.
تحتاج الإدارات في الدوائر الحكومية خاصة إلى وضع خطة شاملة لتنظيم الإجازات بين منسوبيها خصوصاً في موسم الصيف، وتصادف الإجازة هذا العام منتصف شهر رجب وشعبان ورمضان ثم العودة إلى المدارس بعد العيد وهذا التسلسل في الزمن ينذر ببيات صيفي لبعض الدوائر الحكومية فالموظف الذي سيأخذ إجازته أواخر شهر رجب سيأتي للعمل نهاية شعبان ثم سيلحق ذلك شهر رمضان وكلنا يعرف الإنتاجية لموظفي الدولة في هذا الشهر، خصوصا مع خفض ساعات العمل يلي ذلك إجازة عيد الفطر، التي تمتد هذا العام لتتجاوز عشرة أيام وفق تقويم أم القرى، أي أن الإنتاجية لبعض الدوائر الحكومية ستكاد تكون معدومة لمدة ثلاثة أشهر ابتداء من منتصف شهر رجب وحتى منتصف شهر شوال.
وعندما تتقلص إنتاجية الموظف لمدة ثلاثة أشهر في العام - هذا إن وجدت في الأساس - فهذا الأمر سيساهم بشكل كبير في تعطل مصالح الناس وشل حركة الخدمات المقدمة من قبل بعض أجهزة الدولة بحجة أن الموظف في إجازة، وبعض الإدارات تلجأ في بعض الأحيان إلى توفير البدلاء إلا أن هؤلاء البدلاء هم عبارة عن أسماء وديكورات وليس لهم أية صلاحيات أو أي دور يمكن أن يقوموا به فكل همهم هو التواجد في مكان العمل - إن حضروا - وتسلم بعض المعاملات وأخذ الأسماء والأرقام دون أن يكون لهم دور فاعل في خدمة الناس وقضاء حوائجهم فقد تم استدعاؤهم لا للقيام بعمل وإنما لكيلا يقال إنه لا يوجد موظف بديل.
إن موسم الإجازات هو موسم مهم في كل دائرة حكومية وعلى مدير الدائرة أن يضع نصب عينيه أنه مسؤول أمام الله عن مصالح الناس فلا يتجاهلها في أي وقت كان وخصوصا في موسم الإجازات بل يجب عليه أن يحرص على أن يؤدي مهامه على أكمل وجه وألا يسمح بأي تقصير أو تجاوز ضمن دائرة يكون هو مسؤولا عنها وذلك بحجة أن الموظف في إجازة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي