يوما بعد الآخر تتأكد وجهة نظر غالبية المدربين في نهائيات كأس العالم 2006 في ألمانيا في عدم رغبتهم اصطحاب اللاعبين زوجاتهم خلال المشاركة في العرس الكروي الكبير، فبخلاف حالة التركيز التي يفقدها اللاعبون بوجود زوجاتهم وأبنائهم بات حضور الزوجات إلى معسكر المنتخبات التي يلعب فيها أزواجهن نذير شؤم على هذه المنتخبات.
#2#
وبدأت قضية اصطحاب الزوجات في مونديال ألمانيا ٢٠٠٦ عندما قرر السويدي سفن جوران إريكسون مدرب المنتخب الإنجليزي وقتها، السماح لزوجات اللاعبين بمرافقتهم خلال رحلة ألمانيا، قبل أن يتهمه بعد ذلك بالتسبب في فشل الفريق خلال المونديال بتحويل معسكر المنتخب إلى ما سماه وقتها بالسيرك.
وجاء مونديال ٢٠١٠ ليكون خير شاهد هو الآخر على فشل تجربة اصطحاب الزوجات لدى أغلب المنتخبات، فكانت البداية مع المنتخب الفرنسي الذي ظهرت زوجات لاعبين في المدرجات خلال مشاركته في جنوب إفريقيا قبل أن يخرج مجرجرا أذيال الهزيمة مودعا المونديال من الدور الأول، فيما وصفته الصحف الفرنسية بأنه عار وفضيحة للفرنسيين.
وكانت أبرز زوجات اللاعبين الفرنسيين حضورا في المدرجات الجزائرية وهيبة زوجة فرانك ريبيرى، الذي كان ينتظر أن يصبح نجم الفريق وانهالت عليه التشبيهات قبل المونديال بأنه القائد خليفة زين الدين زيدان، إلا أن مستواه أحبط كل من تابع منتخب الديوك.
نفس الأمر تكرر مع المنتخب الإسباني الذي رشحه الجميع لنيل اللقب مبكرا من خلال ما يملكه من نجوم كبار، في مقدمتهم الحارس العملاق إيكر كاسياس، إلا أن الحارس خيب الآمال بعد أن سكن شباكه هدف ساذج أمام تشيلي نتيجة تقدمه المبالغ فيه، فضلا عن مستواه المهتز منذ المباريات الودية التي سبقت البطولة، حتى إن البعض طالب بتغييره والاستعانة بفيكتور فالديز حارس برشلونة مكانه.
وشنت الصحف الإسبانية هجوما ضاريا على كاسياس بسبب نزول خطيبته سارا كاربونيرو إلى أرض الملعب قبل المباريات للتسجيل معه بحكم عملها مذيعة في إحدى القنوات الإسبانية ومرافقتها له خلال المعسكر.
#3#
وعادت الأزمة إلى مبتكريها عندما خرج المنتخب الإنجليزي بخسارة مذلة أمام ألمانيا من دور ثمن النهائي بأربعة أهداف مقابل هدف، بعد أن تمرد اللاعبون على قرار المدير الفني الإيطالي فابيو كابيللو بمنع حضور الزوجات إلى المعسكر للحفاظ على التركيز على هدف الفوز بالمونديال، فبعد أن خاض الفريق الدور الأول في غياب زوجات اللاعبين وتأهلهم كثان للمجموعة الثالثة، فوجئ كابيللو بزوجات اللاعبين يقفن في المدرجات خلال مباراة ألمانيا، فجاءت كريستيان بليكلي زوجة فرانك لامبارد، توني بولي زوجة جون تيرى ومعها أبناؤه، كارلي زوكور زوجة جو كول، تشانتيلا تاجوى زوجة إيمل هيسكى، داربى زوجة ماثيو أبسون، لاورا جونسون زوجة جيلين جونسون، وأماندا سالمون زوجة الحارس ديفيد جيمس.
وشنت الصحف الإنجليزية هجوما ضاريا على اللاعبين، وقالت صحيفة "ديلى ميرور" بعد الخروج المذل "عودوا مع زوجاتكم"، في إشارة إلى عودة الزوجات مع أزواجهن إلى لندن عقب وداعهم المونديال، وذكرت الصحيفة أن الأضواء تركزت على خطيبة لامبارد بسبب انفعالاتها اللافتة للنظر في المدرجات مع تحركات لاعب الوسط الإنجليزي وأيضا توني زوجة تيري التي اصطحبت أبناءها للملعب قبل أن يودعا الملعب عقب دخول الهدف الثالث في مرمى إنجلترا وتبخر الحلم.



