مصير الاوروغواي والمكسيك في يديهما وفرنسا وجنوب إفريقيا تعولان على الروح الرياضية

مصير الاوروغواي والمكسيك في يديهما وفرنسا وجنوب إفريقيا تعولان على الروح الرياضية

مصير الاوروغواي والمكسيك في يديهما وفرنسا وجنوب إفريقيا تعولان على الروح الرياضية

سيكون مصير الاوروغواي والمكسيك في يديهما عندما يتواجهان غدا الثلاثاء على ملعب "رويال بافوكنغ" في راستنبرغ، فيما تعول فرنسا وجنوب افريقيا المضيفة على "الروح الرياضية" لمنافسيهما من اجل الحصول على فرصة تأهل احدهما الى الدور الثاني عندما يلتقيان بدورهما على ملعب "فري ستايت ستاديوم" في بلومفونتين وذلك في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الأولى لمونديال 2010.

في المباراة الأولى، سيكون التعادل كافيا لكي يضمن المنتخبان الاوروغوياني والمكسيكي تأهلهما إلى الدور الثاني لان كل منهما يملك أربع نقاط، مقابل نقطة لكل من فرنسا وجنوب إفريقيا، إلا إن الطرفين سيسعيان للفوز من اجل تجنب مواجهة محتملة جدا في الدور الثاني مع الأرجنتين متصدرة المجموعة الثانية، وهو الأمر الذي سيفتح المجال إمام منافسيهما للابقاء على "حلم" التأهل الذي سيكون اقرب إلى الفرنسيين (- هدفين) في حال فوزهم على البلد المضيف (- 3 أهداف) بفارق ثلاثة أهداف، شرط فوز الاوروغواي (+ 3 أهداف) على المكسيك (+ 2) بفارق هدفين.

وكان المنتخب المكسيكي وجه ضربة قاسية لأمال الفرنسيين ببلوغ الدور الثاني بعدما تغلب عليهم 2-صفر في الجولة الثانية، فيما تغلبت الاوروغواي على جنوب إفريقيا المضيفة 3-صفر لتحقق فوزها الأول في النهائيات منذ مونديال 1990 عندما تغلبت بقيادة مدربها الحالي اوسكار تاباريز على كوريا الجنوبية 1-صفر.

وتقف الإحصائيات إلى جانب المنتخب المكسيكي الذي نجح في الخروج فائزا في سبع مواجهات سابقة مع منافسه الأمريكي الجنوبي بطل 1930 و1950، مقابل ثلاث هزائم و7 تعادلات، إلا أنهم لم يتواجها سوى مرة واحدة في نهائيات المونديال وكانت عام 1966 عندما تعادلا صفر-صفر في دور المجموعات.

والملفت إن المنتخب المكسيكي لم يخسر ايا من مبارياته في المسابقات الرسمية مع الاوروغواي ففاز مرتين وتعادل معه مرتين خلال كوبا أميركا، وكانت أخر مواجهة بينهما في البطولة القارية عام 2007 عندما فاز "تريكولور" 3-1 في الدور الثاني.

وهناك مخاوف من إن يلجأ المنتخبان إلى سياسة المحافظة على الوضع القائم وكل مباراة بمباراتها من اجل إن يضمنا معا تأهلهما إلى الدور الثاني دون إن يتطلعا إلى هوية المنافس في الدور المقبل، وهذا "المخطط" ليس بالغريب عن كأس العالم فقد اختبرته الجزائر عام 1982 عندما أقصيت من النهائيات بسبب النتيجة "المدبرة" بين ألمانيا الغربية والنمسا التي خسرت إمام "حليفتها" صفر-1 وذلك كان كافيا لتأهل الاثنين معا إلى الدور الثاني وخروج المنتخب الإفريقي.

إما الواقعة الأكثر حداثة في هذه الناحية فتعود إلى كأس أوروبا 2004 عندما أقصيت ايطاليا من الدور الأول بعد التعادل "المدبر" بحسب "الازوري" بين الدنمارك والسويد (2-2).

وفي حال تحقق هذا الأمر ستنهي الاوروغواي الدور الأول في الصدارة بفارق الأهداف عن المكسيك، ما يعني إن طريقها للتأهل إلى ربع النهائي للمرة الأولى منذ 1970 سيكون أسهل لأنها ستواجه اليونان أو كوريا الجنوبية أو نيجيريا، فيما ستتواجه المكسيك مع الأرجنتين ما يصعب مهمتها كثيرا للوصول إلى ربع النهائي للمرة الثالثة بعد 1970 و1986 عندما استضافت النسختين.

لكن من "الناحية الإعلامية" يبدو أن الاوروغويانيين عازمين تماما على إنهاء الدور الأول بفوز وهو ما أكده مدافعهم دييغو غودين الذي أعرب عن ثقته بان منتخبه "سيمزق" المكسيك اربأ، مضيفا "ستكون المكسيك خصما صعبا كما حال جميع المنتخبات المشاركة في كأس العالم. يلعبون بطريقة جيدة لكننا نملك الأسلحة لتدمير طريقة لعبهم ونحن نعلم كيف نؤذيهم".

وأكد مدافع فياريال الأسباني إن منتخب بلاده سيبقى على الأرض ولن يبالغ في تفاؤله ويتراخى بعد فوزه الكبير على المنتخب المضيف بفضل ثنائية من الهداف المميز دييغو فورلان، مضيفا "نحن في وضع جيد، نحن هادئون. تفكيرنا منصب على المكسيك وكيف سنسيطر على الكرة، وخلق فرص للتسجيل واستثمارها أهدافا. لم تتلق شباكنا اي هدف حتى الان وهذا امر هام. اذ نجحنا في تكرار الامر امام المكسيك، فيعني ذلك اننا تأهلنا الى الدور الثاني واي شيء قد يحصل بعد ذلك".

وتأمل الاوروغواي ان تعيدها مشاركتها الحادية عشرة في النهائيات الى ذكريات الامجاد الغابرة عندما توجت باللقب عامي 1930 و1950 ووصلت الى نصف نهائي و1954 و1970. اما تاباريز فاجاب على سؤال حول اذا كانت المواجهة مع المكسيك ستكون وكأنها ودية، قائلا "اذا حصل هذا الأمر (التعادل) فلن تكون غلطة المكسيك او الاوروغواي، ولن تكون المرة الأولى التي يحصل فيها هذا الأمر. انا اسألكم (للصحافيين)، كيف ستقومون بشيء ما إذا لم تكن هناك حاجة للقيام به؟ طبعا، سنحاول ان نفوز ولن نقوم باتفاق او شيء غير قانوني مع المكسيك.

سنحاول الفوز على المكسيك، لكننا لن نحاول إن نفرض شيئا ما، لا حاجة لذلك، لكن ذلك لا يعني بأننا سنحاول إن نخرج بالتعادل، نريد الفوز لان هذه النتيجة تضعنا في المقدمة ولن نضطر للنظر إلى نتيجة المباراة الاخرى".

فرنسا-جنوب إفريقيا وفي المواجهة الثانية، سيحاول المنتخب الفرنسي ونظيره الجنوب إفريقي ان ينفضا عنهما خيبة الخسارة في الجولة الثانية في مباراة صعبة جدا على الطرفين من الناحية المعنوية لان الأول يواجه مشاكل كثيرة في معسكره والثاني امام احتمال دخول التاريخ بطريقة سلبية، لانه سيصبح اول بلد مضيف يودع النهائيات من الدور الأول.
ويدخل المنتخب الفرنسي الى هذه المواجهة وهو متشرذم الصفوف تماما بعد طرد مهاجم تشلسي الإنكليزي نيكولا انيلكا من الفريق بسبب إهانته المدرب ريمون دومينيك بعبارات نابية جدا خلال استراحة شوطي مباراة المكسيك، وقد سرب ما حصل في غرفة الملابس الى صحيفة "ليكيب" التي نشرته في صفحتها الأولى، ما دفع قائد "الديوك" باتريس ايفرا إلى الإعلان عن ضرورة التخلص من "الخائن" الذي سرب ما حصل إلى الأعلام.

وفقد انيلكا اعصابه عندما طلب منه دومينيك ان يتموضع بشكل افضل على ارض الملعب، وان لا يخرج بعيدا من منطقة الجزاء وان يبقى على مشارفها او داخلها، لكن يبدو ان انيلكا اعترض على تعليمات مدربه، فهدد المدرب باستبداله، فما كان من انيلكا الى ان توجه اليه ووجه اليه عبارات نابية جدا دفع ثمنها غاليا.

وكان انيلكا استبعد من صفوف منتخب بلاده في نهائيات كأس العالم الثلاث الماضية بسبب مشاكساته وانتقادته المستمرة لمدربيه، وهو يخوض في جنوب افريقيا اول مشاركة له في كأس العالم وهو في الحادية والثلاثين من عمره.

ومنذ وصول المنتخب الفرنسي لم يتصرف انيلكا بطريقة لائقة على ارض الملعب، فعلى الرغم من تعليمات المدرب بان يلعب أكثر في موقع متقدم، فان مهاجم تشلسي كان دائما يخرج بعيدا عن منطقة الجزاء ويقوم بدور صانع الألعاب، ليترك مركز قلب الهجوم شاغرا.

وعلى الرغم من عدم الانضباط الغريب للاعب محترف، فان دومينيك جدد الثقة به في المباراة ضد المكسيك وأشركه أساسيا، حتى وقوع الحادثة التي تحدثت عنها "ليكيب" وتبديله بين الشوطين.
بعد هذه المشادة الكلامية تلقت الشباك الفرنسية هدفين في الدقيقتين 64 و79، وباتت مهمة الديوك بالغة التعقيد في بلوغ الدور الثاني، ومن غير المرجح ان ينجحوا في تجنب تكرار سيناريو كأس أوروبا 2008 عندما ودعت الدور الاول ونهائيات مونديال 2002 عندما منيت بالمصير ذاته ايضا.

وواصلت فرنسا عقدتها في دور المجموعات منذ نهائيات 2002 حيث لم تفز سوى مرة واحدة في ثماني مباريات وكانت على توغو في ألمانيا 2006، وهي تعادلت مع الاوروغواي صفر-صفر في 2002 وضد سويسرا صفر-صفر وكوريا الجنوبية 1-1 في 2006، وخسرت امام السنغال صفر-1 والدنمارك صفر-2 في 2002، قبل ان تتعادل مع الاوروغواي صفر- صفر في الجولة الأولى من النسخة الحالية.

ولن تكون مهمتها اسهل امام جنوب إفريقيا العازمة على الخروج فائزة امام جماهيرها حتى وان لم تتأهل، وهي تريد الثأر من منتخب "الديوك" الذي كان حقق فوزا كبيرا على "بافانا بافانا" عام 1998 عندما استضاف النهائيات بنتيجة 3-صفر.
وقد تكون معنويات جنوب إفريقيا في الحضيض بعد الخسارة امام الاوروغواي، لكن قائدها ارون موكوينا لا يزال متمسكا ببريق من الأمل، وهو يقول "كانت فرصة السيطرة على مصيرنا في أيدينا. لم تجر الأمور كما اردنا. أصبحت الأمور صعبة لأنه علينا الأمل بان تصب الأمور في مصلحتنا."
وأشار موكوينا إلى انه يجب نسيان ما حصل امام الاوروغواي والتحضير للقاء فرنسا، مضيفا "في كرة القدم هذه الامور تحصل في بعض الأحيان. لكن الأيمان لا يزال موجودا، هناك أمل". إما زميله ستيفن بينار فقال "كانت ضربة حاسمة (الخسارة إمام الاوروغواي) بالنسبة لنا. لا اعتقد إننا تجاوزنا تلك اللحظة. النتيجة كانت مؤسفة، فعلا مؤسفة، لكن في كرة القدم هذه الأمور تحصل".

وتعقدت الامور بالنسبة لجنوب إفريقيا بشكل اكبر لواقع ان الحارس ايتومولينغ كوني وكاغيشو ديكغاكوي سيغيبان عن مباراة فرنسا بسبب الإيقاف، لكن موكوينا لا يزال متفائلا بقدرة المضيفين على التأهل إلى الدور المقبل، وقال قلب الدفاع "علينا ان نرفع رؤوسنا عاليا، لا يمكننا الاستسلام. لم تنته الامور بعد".

الأكثر قراءة