الاقتصادية - الموقع الرسمي لأخبار الاقتصاد والأسواق | الاقتصادية

الجمعة, 7 نوفمبر 2025 | 16 جُمَادَى الْأُولَى 1447
Logo
شركة الاتحاد التعاوني للتأمين9.94
(1.02%) 0.10
مجموعة تداول السعودية القابضة193.9
(0.41%) 0.80
الشركة التعاونية للتأمين133.5
(2.06%) 2.70
شركة الخدمات التجارية العربية115
(0.44%) 0.50
شركة دراية المالية5.48
(-0.36%) -0.02
شركة اليمامة للحديد والصلب35.56
(0.45%) 0.16
البنك العربي الوطني23.4
(-0.38%) -0.09
شركة موبي الصناعية11.9
(-1.82%) -0.22
شركة البنى التحتية المستدامة القابضة34.64
(0.87%) 0.30
شركة إتحاد مصانع الأسلاك24.2
(2.02%) 0.48
بنك البلاد28.5
(-0.07%) -0.02
شركة أملاك العالمية للتمويل12.93
(0.23%) 0.03
شركة المنجم للأغذية54.6
(0.55%) 0.30
صندوق البلاد للأسهم الصينية12.14
(1.25%) 0.15
الشركة السعودية للصناعات الأساسية58
(-0.51%) -0.30
شركة سابك للمغذيات الزراعية120
(-0.08%) -0.10
شركة الحمادي القابضة32.16
(-1.05%) -0.34
شركة الوطنية للتأمين14.18
(0.21%) 0.03
أرامكو السعودية25.84
(0.94%) 0.24
شركة الأميانت العربية السعودية19.17
(0.42%) 0.08
البنك الأهلي السعودي39.24
(-0.41%) -0.16
شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات31.82
(-0.56%) -0.18

وادعى الحزب في حينه أن هذا الادعاء للتغطية على النشاط الاستخباري الإسرائيلي في لبنان, الأمر الذي يعتقد البعض أنه بداية النهاية في مسيرة الوساطة الألمانية مع حزب الله وبدء مرحلة العداء المكشوف.

على الرغم من كونها ليست عضوا دائما في مجلس الأمن ولا تتمتع بحق النقض الفيتو، إلا أن ألمانيا تمكنت من فرض نفسها قوة عظمى في أكثر من بؤرة توتر في العالم، بدءا بالملف النووي الإيراني مرورا بالعلاقة الشائكة بين إسرائيل وحزب الله، وليس انتهاء بملف الأسير الإسرائيلي لدى حماس جلعاد شاليط.

ومنذ الوحدة الألمانية في بداية التسعينيات عقب انهيار جدار برلين معلنا انتهاء الحرب الباردة, سعت برلين إلى استعادة دورها في بؤر التوتر لإثبات حضورها الدولي بوصفها صاحبة ثالث أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة واليابان.

فهمت برلين مبكرا أنها تحتاج إلى جهاز أمني قوي كأداة خفية لممارسة تأثيرها في مجريات الأحداث في المنطقة بالتعاون مع أجهزة استخبارية محلية, وكذلك بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة بوصفها القوى الرئيسة في الحرب على الإرهاب. تجاوز لعب دور الوساطة

أنجزت المخابرات الألمانية في السنوات الماضية في عملية تبادل أسرى بين حركة حزب الله والإسرائيليين عندما أفرجت إسرائيل عن نحو 400 سجين فلسطيني وتسليم نحو 60 رفات شخص من مقاتلي حزب الله, فيما قام حزب الله آنذاك بإطلاق سراح رجل أعمال إسرائيلي وتسليم رفات ثلاثة جنود إسرائيليين, غير أن هذا الدور تعاظم الآن حيث أضحى دور المخابرات الألمانية يتجاوز جزئية الوساطة بين الأطراف المختلفة إلى لاعب سياسي في أكثر من ملف.

هذا التطور تبدى من خلال تسريب المخابرات الألمانية معلومات مفادها أن عناصر قريبة من حزب الله ضالعة في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري, وكان لمقال إيريك فولاث Erich Follath في مجلة ''دير شبيجل'' في عددها الصادر في 23 أيار (مايو) 2009 وقع الصدمة في المنطقة والعالم من خلال الإشارة إلى ''اكتشافات خطيرة'' مستقاة من مصادر المحكمة الدولية الخاصة بعملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ومضمون المعلومات المنشورة يقول إن قوة لبنانية خاصة تابعة لتنظيم حزب الله هي التي نفذت العملية.

هذا التسريب كان بمثابة إعلان لانتقال برلين من لعب دور الوسيط إلى دور الخصم والفاعل والطرف المقرر في السياسات العامة والمشتبكة في المنطقة، على الرغم من تقدم وكلاء حزب الله القانونيين إلى النيابة العامة في بيروت بدعوى على مجلة ''دير شبيجل'' الا أن نشر التقرير وضع علامة فاصلة بين مرحلتين وطوى صفحة وافتتح أخرى.

إلى ذلك فقد قالت شبكة فولتير إن محكمة في برلين قضت بسجن أحد مساعديها يورجن كاين كولبيل, وذلك بناء على ما قال محرر الشبكة إنه (أدلة مزعومة) تخفي وراءها دوافع سياسية، وقالت شبكة فولتير إن كولبيل بيّن في وقت سابق أن قائد مهمة لجنة تحقيق الأمم المتحدّة في قضية مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري كان على علاقة مالية وتجارية مع القتلة، وأن مساعده الرئيس عميل لـ ''سي آي إيه''.

هذا التطور أضفى بعدا آخر على أنشطة المخابرات الألمانية في ملف اغتيال الحريري, ووضع برلين مجددا لاعبا رئيسا في تقرير وجهة سير التحقيق بما لا يتعارض والاستراتيجية الأمريكية في المنطقة.

من الضاحية الجنوبية إلى غزة

في السياق ذاته أضحت الاستخبارات الألمانية لاعبا حاسما في القضايا الكبرى بحيث امتد تأثيرها إلى ملف الأسير الإسرائيلي لدى حماس جلعاد شاليط، فالمعلومات تفيد بأننا على مشارف صفقة كبرى بين الفلسطينيين والإسرائيليين، يخرج بموجبها شاليط، مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين.

دخولِ الوسيط الألماني أرنست أورلا رئيس الاستخبارات الألمانية، على خط الوساطة أضفى مزيدا من الجدية على إنهاء الملف, خصوصا بعد وصوله إلى المنطقة وإجرائِه سلسلة جولات مكوكية بين دمشق وتل أبيب والقاهرة، ومجيء خالد مشعل إلى القاهرة وقائد الجناح العسكري لحماس، وتسريب معلومات تقول إن شاليط سيخرج طليقا مقابل 400 أسير فلسطيني، سيرحل بعضهم إلى دول أوروبية.

نجاح الصفقة الأخيرة ـ بحسب مصادر مصرية ـ ستضيف دليلا جديدا على كفاءة الاستخبارات الألمانية وتوغلها بشكل عميق في ملفات الشرق الأوسط المعقدة ليس من موقع الوساطة فقط, بل من موقع الباحث عن دور سياسي يتناسب والحضور الاقتصادي للاتحاد الأوروبي الذي تقوده ألمانيا اقتصاديا.

وقالت صحف ألمانية إن رجل مخابرات ألمانيا, يرجح أنه الرجل نفسه الذي قاد المفاوضات بين إسرائيل وحزب الله, ينشط هذه الأيام لبلورة اتفاق ربما يفضي إلى إتمام الصفقة.

في السياق ذاته, أعربت حماس عن ثقة بالوساطة الألمانية, معتبرة أن الجانب الألماني يمتلك خبرة جيدة وكبيرة في هذا الإطار، خاصة أنه سبق له القيام بهذا الدور بين حزب الله وإسرائيل.

وأوضحت حماس أن وفدا ألمانيا استمع إلى وجهة نظر حماس بشكل جيد وذهب إلى الجانب الإسرائيلي، ''وحماس بانتظار الرد الإسرائيلي لأنها تلمس جدية لدى الوسيط الألماني''. وأشار إلى أن العدد الذي قدمته حماس هو في حدود ألف أسير فلسطيني.

وعلى الرغم من عودة الصمت على تلك الوساطة إلا أن معلومات مقربة من مكتب قائد حماس خالد مشعل أكد أن الألمان لا يزالون يعملون على هذا الملف بصبر وصمت, وربما تحدث مفاجآت في الأسابيع المقبلة.

إيران تخشى التعاون الاستخباري الألماني ـ الأمريكي

عقب فرض الوجبة الرابعة من العقوبات الدولية التي أقرها مجلس الأمن على إيران الأسبوع الحالي, استقرت قناعة لدى طهران بأن التوتر بين كل من طهران وتل أبيب وواشنطن حاليا يأخذ شكله الاستخباري, حيث أكدت مصادر مطلعة أن الاستخبارات الإيرانية وأجهزة الأمن المختلفة تتخذ منذ فترة إجراءات غير عادية، خاصة بالنسبة للشخصيات الإيرانية العسكرية والسياسية التي تزور أوروبا, فتلك الشخصيات تحظى بوسائل حماية على قدر كبير من الإحكام، كما أنهم تلقوا تعليمات بعدم الوجود في أماكن فيها تجمعات بشرية كبيرة، أو المشاركة في أي مناسبات اجتماعية وحفلات في الخارج. حيث تخشى الاستخبارات الإيرانية الفافاك VEVAK، وهو الاسم الذي حل محل جهاز السافاك SAVAK تعرض مسؤولين كبار للاختطاف بواسطة أجهزة الاستخبارات الأمريكية أو الإسرائيلية بمساعدة لوجستية ألمانية.

وتبنى تلك المخاوف على معلومات حصلت عليها الاستخبارات الإيرانية بأنه من المحتمل أن يتم اختطاف مسؤولين إيرانيين ممن يقومون بزيارات إلى دول أوروبية، حيث تعتقد أن الولايات المتحدة وإسرائيل قررتا القيام باختطاف مسؤولين إيرانيين كخطوة لخلق ضغوط وابتزاز للحكومة الإيرانية. والسبب أيضا أن أجهزتي الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية تريدان أكبر قدر من المعلومات حول الأنشطة الإيرانية النووية والعسكرية، لذا فالمخاوف الإيرانية تتزايد أمام قضية الاختطاف.

في الآونة الأخيرة توصلت وكالة الاستخبارات الألمانية إلى أن شخصيات إيرانية كبيرة، ممن يشغلون مناصب رسمية يتنقلون من فندق إلى فندق في العاصمة برلين، ولا يمكثون في الفندق نفسه فترة طويلة، خاصة لأنهم يضطرون إلى الإقامة في أحد كبار الفنادق في قلب برلين، أي بالقرب من مركز الجالية اليهودية في شارع Fasanen strasse.

وتوصلت الأجهزة الألمانية إلى أن المسؤولين الإيرانيين لا يقيمون في الفندق نفسه، وأنهم يتبادلون الانتقال من فندق إلى آخر، في حين تتم المقابلات بينهم في أماكن أخرى. كما رصدت أحيانا مغادرتهم الفندق في ساعات متأخرة وانتقالهم إلى أماكن أخرى. من جانب آخر تحرص الشخصيات الإيرانية على أن تكون لقاءاتهم بشخصيات ألمانية بشكل غير معلن، ولا يدلون بتصريحات للصحف عن طبيعة وجودهم، لأن الأمر ربما يكشف خط سيرهم. وعلى سبيل المثال، رصدت أجهزة الاستخبارت الألمانية لقاء بين شخصية إيرانية جاءت في مهمة عاجلة، وشخص مجهول في فندق كامبينسكي، حيث كان يرتدي زيا غربيا, وبعد ذلك تبين أنه أحد أعضاء السفارة الإيرانية في برلين.

لكن أكثر ما يخشاه الإيرانيون أن جهاز الاستخبارات الألمانية معروف بأنه من الأجهزة التي تولي اهتماما خاصا للتعاون مع الأجهزة الاستخباراتية الأخرى في الغرب وفي الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي يعني أن الاستخبارات الإسرائيلية أو الأمريكية ربما تحصل على المعلومات التي تريدها بشأن الشخصيات الإيرانية في برلين. على صعيد آخر توصلت الاستخبارات الألمانية إلى أن عددا من الشخصيات العاملة في السفارة الإيرانية في برلين تحت غطاء الدبلوماسية، ليسوا سوى عناصر أمنية مدربة على جمع المعلومات الأمنية بهدف تأمين الشخصيات الإيرانية التي تزور برلين، في حين أنهم لا يمارسون أي دور دبلوماسي.

وتعتقد الاستخبارات الألمانية، أن هؤلاء يعلمون أن أمرهم قد كشف، وأن تصرفاتهم الحذرة تشير إلى ذلك. لذا فإنهم لا يقومون باستخدام الهاتف على الإطلاق لإجراء محادثات خاصة عن طبيعة عملهم، كما لا يستخدمون أجهزة كمبيوتر خاصة على الإطلاق، رغم أن بعضهم شوهد يحمل جهاز لاب توب. لكن تعتقد الاستخبارات الألمانية أنهم يرسلون أحيانا رسائل غير مفهومة من ''إنترنت كافيه''، وأنه لا يوجد أي دليل يمكن تقديمه يجعل من الممكن اعتقال أحدهم، لأنهم في النهاية رسميا شخصيات دبلوماسية. كما رصدت الاستخبارات الألمانية اثنين منهم على الأقل يتحدثون اللغة الألمانية بطلاقة بالغة، يصعب التمييز بينهم وبين أي مواطن ألماني. يذكر أن الاستخبارات الألمانية كانت قد تعاونت مع نظيرتها الأمريكية إبان غزو العراق، حيث قام عملاء ألمانيون بالحصول على خطة الرئيس العراقي صدام حسين للدفاع عن بغداد وقدموها لوكالة الاستخبارات الأمريكية CIA.

مساعدة استخبارية لغزو العراق

لم تكن برلين لتقف مكتوفة الأيدي في ملف كبير كالملف العراقي, فعلى الرغم من كونها كانت قد عارضت الغزو الأمريكي لهذا البلد إلا أن الجهد الاستخباري الألماني لم يكن بعيدا عن مجريات الأمور في العراق, إذ لعبت المخابرات الألمانية دورا حيويا في عملية غزو العراق، ونجحت في كشف خطة صدام حسين للدفاع عن بغداد، وقائمة أسماء القادة والضباط المقربين الذين ينوي الاعتماد عليهم.

وبعد الغزو استمرت الاستخبارات في نشاطها السري في بغداد، متغلغلة في شؤون المقاومة، عبر سلسلة من العملاء دخل بعضهم بهويات صحافية أو حقوقية, وأتقن معظمهم العربية, إضافة إلى عميل على درجة كبيرة من الأهمية أطلق عليه في الوسط المخابراتي ـ بحسب تقرير سابق نشر العام الماضي.

إلى ذلك كشفت صحيفة ''زود دويتشه تسايتونج'' والقناة الأولى للتلفزيون الألماني ARD الألمانيتان, أن أجهزة الاستخبارات الألمانية BND قدمت دعما فعليا للقوات الأمريكية في العراق في ربيع 2003 رغم رفض حكومة المستشار السابق جيرهارد شرودر آنذاك المشاركة في الحرب.

وأضافتا أن محطة أمنية ألمانية بقيت في بغداد طوال مدة الحرب وقدمت معلومات إلى وكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية، مضيفة أن عناصر المخابرات ''أقاموا على ما يبدو في مقر البعثة الفرنسية بعد إغلاق السفارة الألمانية في العراق في 17 آذار (مارس) 2003 قبل ثلاثة أيام من اندلاع الحرب''. إلى ذلك اعترفت ''الولايات المتحدة بأن الاستخبارات الألمانية قدمت ''دعما مباشرا'' في تحديد الأهداف التي يجب قصفها. وأوضحت أن ''هذا التعاون تم بموافقة منسق الاستخبارات في المستشارية الألمانية حينذاك آرنست أورلاو ورئيس الاستخبارات أوجست هانينج''.

صحيفة ''زود دويتشه تسايتونج'' كشفت كذلك أن قرار التعاون مع الاستخبارات العسكرية الأمريكية تم اتخاذه على أعلى المستويات السياسية، وذلك في إشارة, على ما يبدو, إلى علم الحكومة الألمانية بحيثيات التعاون وطبيعته. ونقلت الصحيفة عن الموظف الحكومي آنف الذكر قوله ''لم يكن قرار التعاون قرار رئيس أحد الأقسام أو الدوائر''، مضيفا ''أنه على الرغم من الرفض الألماني الحرب على العراق، بقي التعاون على المستوى الاستخباري قائما بين البلدين''، يشار إلى أن وزير الخارجية الحالي فرانك فالتر شتاينماير كان يشغل في حكومة شرودر منصب الوزير الأول في المستشارية الألمانية، وبحكم منصبه هذا فإن شتاينماير كان المنسق الأول لعمل جهاز المخابرات الألمانية والمسؤول عن تزويد الحكومة الألمانية بالمعلومات الاستخبارية الضرورية، الأمر الذي من شأنه أن يزيد من الضغوط على الوزير للإدلاء بمزيد من المعلومات حول هذه المسألة.

إنقاذ مهمة الناتو في أفغانستان

لم يقتصر النشاط الاستخباري الألماني على ملفات الشرق الأوسط من لبنان إلى غزة, بل تعدتها إلى وسط آسيا, وتحديدا في أفغانستان, حيث كشفت مجلة ''دير شبيجل'' الألمانية النقاب عن إجراء مفاوضات بين المخابرات الألمانية ومسؤولين في حركة طالبان قبل عامين في مدينة زيوريخ السويسرية بهدف معرفة مدى استعداد طالبان للانفصال عن تنظيم القاعدة, وهو أحد أهم شروط نجاح عملية ''الحرية الدائمة'' التي تقودها الولايات المتحدة ضد الإرهاب الدولي, والبوابة التي يمكن أن يجري حفظ ماء الوجه النياتو, الذي يواجه فشلا ذريعا في إعادة فرض الأمن على ذلك البلد المنكوب.

وتناقلت وسائل الإعلام معلومات مفادها أن لقاءات استمرت مدة ثلاثة أيام بين طاقم أمني من طالبان وفريق أمني ألماني في أحد الفنادق السويسرية, وهدف اللقاء إلى سبر غور الحركة لجهة البحث عن سبل فصلها عن تنظيم القاعدة عبر تقديم إغراءات تتمثل في تكثيف المساعدة الألمانية في مجال إعادة إعمار أفغانستان من خلال بناء المستشفيات ورصف الطرق وبناء المساجد وغيرها من أوجه النشاط المدني.وقال التقرير إن مسؤول الحركة أوضح للجانب الألماني رغبة طالبان في التعامل معها بوصفها حركة سياسية وليست ''إرهابية'' تجاهد من أجل تحرير بلادها, حيث أبدى رئيس وفد المخابرات الألماني استعداد بلاده للتحرك على خطوات تبدأ بالمساعدات المدنية وبالمباحثات المنتظمة وبعدها تجري الحكومة الألمانية مشاورات حول إمكانية الاعتراف بالحركة كقوة سياسية.وأشار تقرير لـ ''دير شبيجل'' إلى فشل اللقاء مع مندوبي الحركة وعدم حدوث اتصالات أخرى بسبب عدم تأكد الألمان من تفاوض مسؤول الحركة الموفد نيابة عن الملا عمر زعيم طالبان, غير أن التقرير المنشور أكد أن مسؤول الحركة ومساعده تعرضا لانتقادات حادة من جانب مجلس شورى طالبان نتيجة لفشل المهمة.

ونقلا عن مسؤول حكومي ألماني فقد أوردت ''دير شبيجل'' معلومات مفادها أن أجهزة المخابرات الأمريكية تحرص عن طريق وسطاء على إجراء مباحثات مع أعضاء حركة طالبان, وأنها تنسق تلك اللقاءات مع المخابرات الألمانية والأوروبية على الرغم من موقفها الرسمي الرافض لأي حديث مع الحركة. جملة القول إن الحضور الألماني في الشرق الأوسط يأتي عبر الجانب الاستخباري الذي تحول من دور الوسيط في بداية الأمر إلى اللاعب الرئيس في عديد من الملفات الأمنية والسياسية، لا, بل أصبحت ألمانيا مشاركا رئيسا في رسم السياسات والسيناريوهات في المنطقة، وما التحول ناحية حزب الله إلا مؤشر على أنه تحول ضمن سيناريو أشمل وأكبر ربما تشهده المنطقة صيف هذا العام 2010. كما أن هذا الأمر, وبحسب خبراء, يؤسس لحضور اقتصادي ألماني, خصوصا أن الاقتصاد الألماني يعد أكبر اقتصاد أوروبي, وبالتالي فإن برلين تريد قيادة أوروبا في إنشاء حضور فاعل في قضايا المنطقة.

للإشتراك في النشرة
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من الاقتصادية
الحضور الألماني في الشرق الأوسط .. من الوساطة إلى الخصومة