تأتي الخدمات الطبية وتوافرها، كما ونوعا، على رأس اهتمامات القيادة .. وضروريات المواطن .. التي يطالب بها ويشتكي في حالة التقصير في تقديمها، ولذا فإن وزارة الصحة يجب أن يتسع صدرها لأي نقد من شأنه أن يسلط الضوء على مواقع النقص في الخدمات الطبية على مستوى المدن وكذلك المحافظات والمناطق النائية. ولعل الزيارات الميدانية والاستماع إلى المواطن مباشرة أفضل طريقة للحصول على الحقائق دون ذلك التجميل الذي يلحق بها عندما تكتب على شكل تقارير تتداولها الإدارات المختلفة حتى تصل إلى الوزير أو الوكيل وقد أصبحت ورداً بلا شوك .. وكل شيء على ما يرام!
يوم السبت المقبل سيقوم وزير الصحة الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة بزيارة تفقدية لمركز العيادات الأولية في حي الغدير في الرياض .. وهو يفعل ذلك لأن هذا المركز نموذج لعشرات من المراكز المماثلة في مدينة الرياض .. وفي مدن أخرى والمؤمل ألا يطمس الإعجاب بالمبنى الجميل .. ذلك النقص الملاحظ في الأطباء والأجهزة ليس في هذا المركز بالذات وإنما في جميع مراكز العيادات الأولية مما يضعف من دورها الذي أوجدت من أجله وهو التخفيف على المستشفيات الكبيرة. ولعل من المناسب في هذا المجال أن تضع الوزارة خطة دعم لهذه المراكز لتكون مساندة للمستشفيات بحيث توفر لها أجهزة الأشعة والمختبرات ثم ترسل تقارير المرضى منها آلياً للمستشفيات الكبيرة للاطلاع عليها من قبل الاستشاريين وتحديد المواعيد لمن يلزم مراجعتهم شخصياً .. وسيكون في ذلك خدمة للمواطن الذي يصاب بالإعياء وهو يتجول بين المستشفيات الحكومية ثم لا يملك إلا أن يتجه إلى المستشفيات الخاصة .. وقد أثبتت دراسة قام بها مركز الحوار الوطني أن 82 في المائة من المرضى يراجعون المستشفيات الخاصة بسبب طول المواعيد حتى لقد أعطيت سيدة في الدمام موعداً بعد ثمانية أشهر. ومع هذا النقص الحاد في الخدمات الطبية الحكومية قرأنا أخيرا أخباراً نأمل ألا تكون صحيحة عن توجه وزارة الصحة إلى إلغاء المستشفيات ذات الخمسين سريراً وتحويلها إلى مراكز للعيادات الأولية .. مع أن هذه المستشفيات قد تم تصميمها وتجهيزها لتكون مستشفيات متطورة لكن نقص الأطباء قد حال دون قيامها بالخدمة المطلوبة .. ولذا فإن جدولة زيارات منظمة من الاستشاريين في المستشفيات الكبيرة لهذه المستشفيات الصغيرة ستمكنها من خدمة المواطنين في مناطقهم وتخفيف الضغط على مستشفيات المدن الكبيرة.
وأخيراً: الهم الأول لكل مواطن هو الخدمات الطبية والتعليمية وهي ليست مباني تقام بطريقة فخمة وإنما خدمة جيدة حتى لو كانت في مبنى متواضع.
تحية لمنسوبي مكافحة المخدرات والجمارك الضربات التي توجهها وزارة الداخلية، ممثلة في جهاز مكافحة المخدرات وكذلك إدارة الجمارك، لمهربي المخدرات إلى المملكة تستحق الإعجاب والتحية والشكر والدعاء .. من المواطنين كافة .. وتستحق أيضاً المكافأة من ولاة الأمر .. فهؤلاء هم حماة الوطن - بعد الله - من ذلك الشر العظيم الذي يوجه إلى بلادنا وشبابنا بشكل متعمد وواضح.
ويبقى بعد ذلك أن تكون هناك توعية في المدارس وفي وسائل الإعلام .. توعية لا ترتبط بموسم أو مناسبة وإنما تستمر وبكثافة للحد من الطلب حتى ينقطع العرض الذي يسعى، إضافة إلى كسب المال، إلى تدمير هذه البلاد عن طريق انحراف شبابها.
