احذروا .. أطفالكم في خطر .. فقد كشفت دراسة ميدانية حديثة أن 38 في المائة من المراهقين في دول مجلس التعاون الخليجي ممن تراوح أعمارهم بين 14 و20 عاماً يشاهدون القنوات الإباحية، وأن 90 في المائة من الأطفال الذين تراوح أعمارهم من ثلاث إلى سبع سنوات يجلسون أمام التلفاز من خمس إلى ست ساعات في اليوم، و87 في المائة من الأطفال الذين تراوح أعمارهم من تسع إلى 12 سنة يشاهدون القنوات الفضائية العالمية، و63 في المائة ممن تراوح أعمارهم من 12 إلى 14 سنة يشاهدون القنوات الفضائية بعد نوم آبائهم.
هل نبقى مكتوفي الأيدي أمام هذا التأثير السلبي الخطير لقنوات الأطفال تحديداً؟ .. فغالبية هذه القنوات تدفع الأطفال للعنف وتدفعهم للخروج من الواقع إلى عالم خيالي لدرجة عدم الاستجابة لأي نداء من المحطين بهم .. ويتحول الطفل أمام هذه القنوات إلى شخصية ممتثلة تماماً لما يملى عليها ولا يكون قادراً على المشاركة والاندماج والتفاعل، والأخطر أن الغالبية العظمى من هذه القنوات العربية الموجهة للأطفال العرب تستخدم مواد إعلامية غربية وتكتفي بإجراء ترجمة ودبلجة لها .. ولا تكلف نفسها عناء إنتاج برامج تتناسب مع ثقافاتنا وعاداتنا .. فأكثر من 52 في المائة من برامج الكارتون و70 في المائة من الأغاني و75 في المائة من الإعلانات و87 في المائة من البرامج و98 في المائة من أفلام الخيال العلمي التي تبثها هذه القنوات أجنبية المصدر تركز على العنف والجريمة بهدف التشويق والإثارة .. وأن الرسوم المتحركة المعروضة تستبدل بهم أبطالا حقيقيين بآخرين أسطوريين، مما أدى لزيادة سلوكيات سلبية كالعدوانية والخيانة والظلم والكذب والأنانية بين الأطفال.
كما أن نسبة 69 في المائة من مواد الخيال العلمي التي تقدمها هذه القنوات ليست مبنية على أسس منطقية ولا تستند إلى علوم حقيقية أكثر من 11 في المائة .. والتأثير السلبي يزداد على أطفالنا لأن أولياء الأمور منشغلون عن أطفالهم بسبب ظروف المعيشة ولكن الطفل يحتاج إلى من يحميه ويرشده حتى يصبح شاباً يافعاً عندها يصبح قادراً على التمييز بين الغث والسمين.
الموضوع شائك ويحتاج إلى وقفة ما فالفضائيات تدخل كل البيوت .. والانفتاح الفضائي الكبير خلال السنوات العشر الماضية أحدث تحولاً وانحداراً أخلاقياً خطيراً.
