الاقتصادية - الموقع الرسمي لأخبار الاقتصاد والأسواق | الاقتصادية

الأحد, 7 ديسمبر 2025 | 16 جُمَادَى الثَّانِيَة 1447
Logo
شركة الاتحاد التعاوني للتأمين8.66
(-1.59%) -0.14
مجموعة تداول السعودية القابضة161.8
(-2.35%) -3.90
الشركة التعاونية للتأمين120.5
(1.01%) 1.20
شركة الخدمات التجارية العربية116.3
(-1.02%) -1.20
شركة دراية المالية5.48
(1.29%) 0.07
شركة اليمامة للحديد والصلب33.32
(2.15%) 0.70
البنك العربي الوطني22.44
(1.81%) 0.40
شركة موبي الصناعية11.2
(0.72%) 0.08
شركة البنى التحتية المستدامة القابضة31.3
(-3.69%) -1.20
شركة إتحاد مصانع الأسلاك21.44
(-0.92%) -0.20
بنك البلاد25.56
(-1.31%) -0.34
شركة أملاك العالمية للتمويل11.54
(0.70%) 0.08
شركة المنجم للأغذية54.15
(-2.17%) -1.20
صندوق البلاد للأسهم الصينية12.1
(0.83%) 0.10
الشركة السعودية للصناعات الأساسية55.2
(0.45%) 0.25
شركة سابك للمغذيات الزراعية115.7
(-0.26%) -0.30
شركة الحمادي القابضة28.54
(-0.83%) -0.24
شركة الوطنية للتأمين13.05
(0.08%) 0.01
أرامكو السعودية24.42
(-0.41%) -0.10
شركة الأميانت العربية السعودية17.31
(1.82%) 0.31
البنك الأهلي السعودي37.28
(0.16%) 0.06
شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات30.28
(-0.46%) -0.14

إن القضية مهمة جدا وخطيرة, بل هي حجر الزاوية في عبادة الله وفي الابتلاء الذي نزل به الأنبياء. ذلك أن الله ـ جل شأنه ـ أرسل البشر إلى البشر ابتلاء منه لهم وتمحيصا للمؤمنين الذين عليهم أن يسلّموا غيبا بما أنزل الله على نبيه, وأنه منزل من عنده ولا يتكبرون مهما تعارض ذلك النص (الصحيح) مع ما يظنون ويألفون.

سنوات طويلة خضعت الأحكام الشرعية لنقاش عقلي مرير فرق الأمة إلى أحزاب ومذاهب شتى, وظهر علم الكلام بمحاولاته الوصول إلى الحكم الشرعي من خلال استعمال المنطق العقلي. ورغم المحاولات الدائبة للوصول إلى عقلية الحكم الشرعي إلا أنه من المعلوم بالضرورة وقوع الحكم ووجوب التزامه ولو لم نصل إلى فهم علته العقلية. القول مثلا بحرمة أكل لحم الخنزير معلومة جدا والمحاولات اليائسة لتفسير تلك الحرمة عقلا لا تؤثر في بقاء الحكم أو زواله، حتى أنني ألوم كثيرا من الدعاة الذين يصرون على تبيين وادعاء الأمراض الفتاكة التي يتسبب فيها أكل لحم الخنزير عند دعوتهم الآخرين, بل وصل الأمر ببعضهم إلى ربطها بالغيرة والرجولة كدلالة على الحكم الشرعي في الوقت الذي تأكل منه أمم الأرض لقرون ولم تهلك, لا ولم تشعر باختلافها. القضية إذاً أنه محرم بنص شرعي واضح الدلالة وكفى، وهنا الإيمان والقبول والتسليم والإسلام, وهنا تأتي شهادة الأمة. ذلك أن دور أمة محمد بين الأمم هو دور الشاهدة بعدما يبلغ وينذر ويبشر وليس لها إكراه الناس على تلك العبادة, وليست الأمة مجبرة على أن تقدم دليلا عقليا يؤيد النص الشرعي, ذلك أن قبول النص أو عدم قبوله أمر سيحاسب عليه الإنسان بمفرده ولن تزر وازرة وزر أخرى.

إن القضية مهمة جدا وخطيرة, بل هي حجر الزاوية في عبادة الله وفي الابتلاء الذي نزل به الأنبياء. ذلك أن الله - جل شأنه - أرسل البشر إلى البشر ابتلاء منه لهم وتمحيصا للمؤمنين الذين عليهم أن يسلموا غيبا بما أنزل الله على نبيه, وأنه منزل من عنده ولا يتكبرون مهما تعارض ذلك النص (الصحيح) مع ما يظنون ويألفون. وهنا أستشهد بالصديق - رضي الله عنه - في قصة الإسراء وقد سئل أتصدق قول محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ في ذلك، قال ''إن كان قالها فقد صدق'', لأنني أصدقه فيما هو أعظم، أصدقه بأن الخبر يأتيه من السماء. والقرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة توضح هذه القضية بجلاء، ''إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير'' فكيف لنا اليوم أن نصدق ببعثه - صلى الله عليه وسلم - وبرحلة الإسلام العظيمة والإسراء والمعراج ثم نقف بشك وريبة ونستهزئ بحديثه في إرضاع الكبير .. ما لكم كيف تحكمون؟ في هذا الإطار الشامل من الإيمان يجب أن نَخْضَع لكل الأحكام الربانية ونستسلم لها مهما بدت علينا غريبة. فالإسلام لكل زمان ومكان ولكل البشر فلم ُيَنزَل ليتواءم مع جيل أو أمة متجاهلا مسيرة البشرية واحتياجاتها على مر القرون. على أنه يجب علينا الحذر مما حذرنا منه نبي الرحمة - صلى الله عليه وسلم - ونحذر من أن نتخذ أحبارنا ورهباننا وعلماءنا أربابا من دون الله. وكما قال - صلى الله عليه وسلم - لعدي بن حاتم الطائي عندما سأل في هذه الآية - وقد كان نصرانيا - بأنهم لم يكونوا يعبدونهم, فقال له الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - إنهم كانوا يحلون ما حرم الله ويحرمون ما أحل الله وتتبعونهم فتلك عبادتهم. من يقول بحرمة شيء فليس له علينا اتباع إلا بدليل يقدمه من قول الله أو قول نبيه - صلى الله عليه وسلم - أو قياس صارم ودقيق, أما قولهم بما ظنوا واعتقدوا وقاسوا بتعسف وقيدوا بمسوغات ابتدعوها فليس لهم علينا حجة أو اتباع. ولقد ظهر كثير من الفتاوى في هذا الزمان ممن حرم مستحدثات التقنية أو سلوكيات اجتماعية معينة بلا دليل, بل قياس متعسف, ثم لما اشتهر الأمر بين الناس سارع هو بممارسته مستحلا ما سبق أن حرمه. وفيما يسمى الاقتصاد الإسلامي كثير من هذا, وقال الدكتور حمزة السالم فيها ما يكفي. الأمر ليس اتباعا للشيخ أو المذهب, بل تتبع للحق والنص الشرعي والعمل في فلكه. الحقيقة ضالة المؤمن أينما وجدها فهي له.

للإشتراك في النشرة
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من الاقتصادية