ماذا لو غادرنا جيش الممرضين والممرضات الأجانب الذين يشغلون 70 في المائة من نسبة العاملين فيها .. أي كارثة ستحل بمستشفياتنا عندما تخلو من ملائكة الرحمة الأجانب؟!
ماذا لو رحلوا ..؟ تحت أي ظرف .. استقالة .. ظروف طبيعية .. أي سبب كان .. ماذا نفعل حينها؟
قضية جديدة فجرتها أيدي أكاديميين متخصصين في القطاع الصحي، وذلك من خلال ملتقى مركز الملك «عبد العزيز» للحوار الوطني، نتيجة تدني نسبة السعوديين العاملين في قطاع التمريض .. صرخة تحذير من مغبة الاعتماد على غير السعوديين في هذا المجال.
السؤال الذي يطرح نفسه وبشدة: أين كوادرنا الطبية؟ أين خريجونا وخريجاتنا من كليات التمريض ومعاهده؟!.. لماذا يعزف الجميع بل يفر هاربا من هذه المهنة ويتركها طواعية لغير السعوديين؟ أين شبابنا؟ ولماذا بلغت نسبة الأجانب 70 في المائة؟
تساؤلات نقلناها للمسؤولين والعاملين في هذا القطاع الصحي المهم وعرفنا منهم أن الكثير من السعوديين والسعوديات يعزفون عن مزاولة مهنة التمريض ويفضلون البحث عن أي وظيفة أخرى بغض النظر عن درجة اقتناعهم بها.. وأن طبيعة العمل في مجال التمريض تحتاج إلى مهارات فنية للاستمرار فيه .. ناهيك عن نظرة القطاع الصحي لذلك المجال وتهميش دور قيادات تلك الكوادر السعودية .. والمشكلة الأساسية في عدم وجود جهة معنية تهتم وتراعي وتتحدث باسمهم ولا بد من إنشاء مجلس سعودي للتمريض مثل مجالس «الأردن» و»بريطانيا» يكون معنيا بترقية المستوى الصحي، وهذا المجلس سيوفر 170 ألف وظيفة في دون أي ضرر و300 ألف وظيفة خلال العقدين القادمين.
كذلك ضعف الرواتب والبدلات التي لا تتماشى مع طبيعة هذه المهنة المرهقة .. مما يؤدي لانسحاب نسبة 50 في المائة من الكوادر التمريضية والاتجاه إلى نمو وظائف إدارية في المنشأة الطبية نفسها .. لأنها تملك خلفية جيدة عن المهام الإدارية الصحية وفقما يدرسونه في مسيرتهم التعليمية.
ناهيك عن طبيعة المجتمع التي تنظر للتمريض وطبيعة بيئة التمريض خاصة بعد زواج الممرضات .. وعزوف الرجال عن العمل لضعف بدلاته ولعدم إحساسهم بالأمان واختلاف الدوامات الليلية والهروب من المناوبات الليلية.
المهنة تحتاج إلى مزيد من التشجيع والدعم .. والتوعية بأهميتها والدور الأساسي العظيم الذي يعمل بها..
تحتاج إلى دعم مادي ومعنوي زيادة الرواتب والبدلات والحوافز والمكافآت، إقامة مجلس تمريض سعودي يحفظ حقوقهم ويعرفهم واجباتهم .. عرفنا الأسباب .. فلنبحث عن الحلول ..!!
