د. العقيل: نحرص على توظيف العمالة الوطنية في الأسواق التي نوجد فيها
د. العقيل: نحرص على توظيف العمالة الوطنية في الأسواق التي نوجد فيها
أثبتت الأزمة المالية العالمية صحة الخيارات التوسعية لشركة مواد الإعمار القابضة CPC، والحكمة في قرارات الاستثمار والدقة في انتقاء أسواق منيعة اقتصاديا. وعلى الرغم من أن الإمكانات المالية للشركة تتيح لها التوسع نحو مزيد من الأسواق الجديدة، إلا أنها انتهجت سياسة توسعية متحفظة مبنية على دراسات جدوى ليست اقتصادية فحسب بل استثمارية. وقال الدكتور فيصل إبراهيم العقيل مدير تطوير الأعمال والشؤون الإدارية في شركة مواد الإعمار القابضة، في حديث لـ "الاقتصادية"، إن الفضل في هذا السجل الحافل من الإنجازات يعود بعد الله إلى بلدها الأم السعودية، كما لا تنكر أيضا فضل أسواقها الخارجية، وأسهمت الشركة من حرصها دائما على رد جزء من الجميل في تنمية المجتمعات التي تعمل فيها، ويتمثل ذلك في تمسك الشركة بتوظيف العمالة الوطنية بالدرجة الأولى في الأسواق التي توجد فيها CPC. ويتخطى البعد التنموي لدى الشركة جانب توفير الوظائف المباشرة وغير المباشرة إلى تدريب الموارد البشرية وتأهيلها من خلال برامج تدريب مكثفة يتم تطبيقها بالتعاون مع معاهد وطنية.. إلى الحوار.
قامت شركة مواد الإعمار القابضة CPC، أخيرا بزيادة رأسمالها، لماذا جاءت هذه الخطوة في هذا الوقت تحديداً؟
نسعى إلى مواكبة نمو حجم أعمال شركة مواد الإعمار القابضة CPC، وتلبية الطلب المتنامي على منتجاتها وخدماتها داخل المملكة وخارجها، حيث وافق مجلس إدارة الشركة بالإجماع على زيادة رأسمال الشركة إلى مليار ريال سعودي. وجاءت هذه الخطوة في إطار تحقيق الهيكل التنظيمي للشركة القابضة، بما يتيح المجال لتنفيذ الخطط المستقبلية للشركة نحو الطروحات الخاصة أو العامة فيما تملكه من شركات قابضة فرعية.
وتمت زيادة رأسمال CPC باستخدام الحسابات الجارية للشركاء، وهي تعكس جزءا من القيمة الحقيقية لما تملكه الشركة من أصول ثابتة ومصانع قائمة فعلا في مجمعاتها الصناعية في كل من جدة وبحرة والرياض، وقريبا إن شاء الله في الدمام.
هناك عديد من الأسباب كانت وراء نجاح CPC .. هل لكم أن تسلطوا الضوء على أهمها؟
لعل السبب الرئيس لنجاح شركة مواد الإعمار القابضة CPC يعود إلى اعتماد خطة تطوير الأعمال المحفزة للاستثمار في مواد البناء، وفي هذا السياق، ندين بنجاحنا للسعودية، فنجاح تجربة الشركة في السعودية، التي تمتلك فيها الشركة أكثر من 27 مصنعا وشركة، دفعها إلى التوسع الخارجي، وتعميم تجربتها على أسواق أخرى، وتتوزع مجمعات الشركة على مناطق المملكة من المنطقة الغربية في مكة المكرمة وبحرة وجدة، والمنطقة الوسطى في الرياض، وقريبا في الدمام في المنطقة الشرقية، وتعتمد الشركة في نشاطها على توجه رئيس، وهو تطوير البنية التحتية لأراض معينة تمتلكها في منطقة صناعية، ومن ثم تبني عليها مجمعا صناعيا متكاملا، ومن هذا المنطلق، قامت الشركة بشراء قطعة أرض مساحتها 500 ألف متر مربع في الدمام في المنطقة الشرقية لإقامة مجمّع صناعي رابع للشركة في المملكة، لتلبية الطلب المتزايد على مواد البناء والإنشاء في السوق المحلية. كما أن CPC وقعت اتفاقية مع هيئة تطوير المدن الصناعية ومناطق التقنية (مدن) للإشراف على مجمع الشركة الصناعي الذي يقع على طريق الخرج في منطقة الرياض.. كل هذا يؤكد أن المملكة ما زالت أهم سوق بالنسبة لـ CPC، فضلا عن أنها دلالة على التزامها بتوفير احتياجات السوق السعودية.
رغم أن عمر الشركة لا يتعدى خمس سنوات، إلا أن CPC والشركات التابعة لها باتت المزوّد الوحيد للمشاريع الكبرى في المملكة، كيف تم ذلك؟
بالفعل، نجحنا في ذلك، بفضل من الله، فمن خلال ثلاثين عاما من الخبرة أصبحت الشركة أولى الشركات التي توفر 80 في المائة من مواد البناء التي تدخل في إنشاء أي مشروع عمراني بما يتوافق مع الاستراتيجية الوطنية للصناعة داخل المملكة، ومن أهم المشاريع التي اعتمدت منتجات CPC مشروع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية التي تم افتتاحها أخيرا. كذلك قامت CPC، بواسطة شركة الخرسانة سابقة الصب (بريمكو) التابعة لها، بتوريد 62 ألف متر مكعب من الخرسانة سابقة الصب إلى جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن للبنات في الرياض، وتبلغ قيمة هذه الاتفاقية 100 مليون ريال، ويستغرق تنفيذها 24 شهراً.
ويسعدنا أن نكون من المساهمين في تنفيذ أعمال هذا الصرح التعليمي الرائد والفريد من نوعه في المملكة. كما تنفذ شركة رؤى في الوقت الحالي أعمال الكهرباء والميكانيكا الخاصة بمشروع إنشاء جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، كمقاول باطن لشركة مجموعة بن لادن السعودية، بقيمة مليار و310 ملايين ريال. كما تشارك "رؤى" أيضاً، في تنفيذ أعمال الكهرباء والميكانيكا لمشروع نظام الركاب الآلي داخل جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، بقيمة 220 مليون ريال، واتخذت شركة "رؤى" أخيرا أولى خطواتها للتوسع إقليمياً بعد نجاحها في تنفيذ عدد من المشاريع الكبرى داخل المملكة، حيث دخلت في شراكة مع شركة معمار الإماراتية لفتح فرعين لها في كل من أبو ظبي وقطر، وأعلنت شركة مواد الإعمار القابضة أخيرا تأسيس شركة مصنع التركيبات الميكانيكية والكهربائية FAME، كإحدى شركات شركة رؤى المتقدمة لأعمال الكهرباء والميكانيك VISION التي تصنّع لوحات التوزيع والتحكم ذات الأحمال العالية بما يلبي متطلبات العمل في المشاريع الكبيرة التي يتم تنفيذها في مختلف مناطق المملكة.
ومع ارتفاع الطلب على المنتجات الزجاجية ذات الجودة، بشكل كبير ومتزايد في المملكة، أنشأت شركة مواد الإعمار القابضة مصنع الزجاج التابع للشركة العربية المتحدة للألمنيوم UAAC، الذي يقع داخل مجمع الشركة الصناعي في بحرة. وتبلغ الطاقة الإنتاجية للمصنع من مختلف المنتجات الزجاجية مثل الزجاج المقوى والزجاج المطلي، ومختلف أنواع الزجاج المضادة للرصاص، 1200 متر مربع يوميا، يتم استخدام نصفها لتلبية احتياجات الشركة لتنفيذ المشاريع الموكلة إليها، أما النصف الآخر فيسوق محليا. كما تشارك شركة مواد الإعمار في إنشاء أعلى مبنى خرسانة والأكبر مساحة في المملكة، وهو مشروع وقف الملك عبد العزيز في مكة المكرمة الذي يتكون من سبعة أبراج، وذلك من خلال شركة تصنيع الخرسانة سابقة الصب (بريمكو)، وشركة الألمنيوم العربية المتحدة، يبلغ ارتفاع مبنى برجH 591 متراً، ويعد المشروع أيضاً أكبر مشروع من ناحية المساحة، حيث تقدر مساحته 1.5 مليون متر مربع. كماً أن ما يقارب 60 ألف متر مربع من أعمال الألمنيوم والزجاج يتم تصنيعها وتركيبها من خلال مصانعنا في شركة الألمنيوم العربية المتحدة، التي تقع في مجمع شركة مواد الإعمـار القابضة في بحرة. ومن المقرر تسليم المشروع، إن شاء الله، منتصف عام 2010، وسيتم تشغيلها كفنادق عالمية.
خلال مسيرتها، مثل نقل المعرفة للنهوض بالصناعة هماً رئيسياً لدى شركة مواد الإعمار القابضة CPC.. كيف كان ذلك؟
أدركت شركة مواد الإعمار القابضة CPC باكرا أن حجز حصة الأسد في سوقي مواد البناء المحلية والإقليمية لن يتحقق فقط بمجرد توفير قائمة واسعة من المنتجات، بل إن الأمر يتطلب تقديم مواد ذات جودة ومعايير عالية تكون منافسة حتى للمنتجات الأجنبية، لذا كان الخيار واضحا أمامها، وهو أن الحاجة إلى اكتساب الخبرة والتقنية والمعرفة تتطلب خلق تحالفات وشراكات استراتيجية مع أطراف محلية ودولية تملك الريادة في مجالاتها، وانطلاقا من هذا التوجه، أسست CPC شراكة مع شركة هوتا العالمية HUTA Foundation المتخصصة في أعمال أساسات البناء. كما أبرمت شركة مواد الإعمار القابضة ممثلة في شركة CPC للخدمات التابعة لها عقد شراكة استراتيجية مع شركة أرابتك الإماراتية، تأسست بموجبها شركة أرابتك السعودية. وبموجب الاتفاقية تبلغ حصة CPC للخدمات 35 في المائة من الشركة الجديدة كنسبة من الاستثمار مع قيام شركة مواد الإعمار السعودية بتوفير جميع مواد البناء للمشاريع الحالية والمستقبلية لشركة أرابتك السعودية.
وفي إطار الشراكات الإقليمية أيضا، وقعت CPC مذكرة تفاهم مع شركة إماراتية لإنشاء مصنع للألمنيوم في الجزائر باستثمارات تصل إلى نحو 100 مليون درهم إماراتي، وبطاقة إنتاجية تصل إلى نحو 50 ألف طن سنويا.
ما أهم الشراكات التي دخلتها الشركة في السوق السعودية؟
على صعيد السوق السعودية، أسست CPC ومجموعة الزاهد القابضة شراكة، وهي شركة وارد القابضة المحدودة لخدمات النقل والدعم اللوجستي. ويبلغ رأسمال الشركة الجديدة 120 مليون ريال. وأطلقت WARED أعمالها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا انطلاقا من السعودية. وتعمل وارد القابضة في مجال النقل، التوزيع، حلول الدعم اللوجستي والمساندة والحاويات. وتمتلك نحو 500 شاحنة ثقيلة ومتوسطة وخفيفة. كما تمتلك شاحنات ثقيلة تستطيع نقل معدات يصل طولها إلى 45 مترا، ووزنها حتى 200 طن، إضافة إلى رافعات عملاقة. وتوفر الشركة خدمات النقل من الباب للباب، سواء عن طريق البحر أو الجو أو البر. وتتولى إدارة أعمال التخليص والتفريغ والنقل عبر الموانئ والمطارات، وستوفر "وارد" حلول النقل والدعم اللوجستي لمجموعة متنوعة من المشاريع الإنشائية والصناعية داخل المملكة، وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.