Author

جوائز التفوق العلمي .. وفاء وحفز للإبداع .. وجائزة جلاجل مثل!

|
أقيم في مدينة جلاجل في محافظة سدير يوم الخميس الماضي الموافق 20/6/1431هـ حفل تسليم (جائزة جلاجل للتميز) لعام 1430هـ، التي أسسها ويقوم عليها رعاية وتمويلا رجل الأعمال الأستاذ عبد العزيز بن علي الشويعر، وكنت ممن حضروا المناسبة بدعوة كريمة من صاحبها كما هو دأبه في كل عام. وما من شك في أن مثل تلك الجوائز التي يقوم عليها أبناء بعض المحافظات والمراكز، من رجال الأعمال الموسرين هي في مجملها تعبير عن الوفاء للأماكن التي ولدوا ونشأوا فيها، وترجمة لما يشعرون به من محبة وتقدير لأهلها، ورغبة منهم في تفوق أبنائها وتميزهم في التعليم، وحفزهم للإبداع فيه، بالتوجه إلى التخصصات العلمية المفيدة التي تظهر اسم بلدتهم، والمحافظة التي ينتمون إليها على مستوى المملكة، لأن أول ما يُسأل عن المبدع، عندما يبرز في المجتمع، هو عن البلدة التي جاء منها، ليتعرف الناس من خلاله على بلدته ويكنوا لها التقدير والاحترام، وبالتالي فإن تفوق الطالب لا يقتصر نفعه عليه وعلى أسرته، بل يمتد إلى بلدته وأسرته الكبيرة، وتأتي الفوائد الأخرى، لمثل هذه الجوائز، في إبراز أهمية التنافس الشريف في الإبداع والتفوق وإبراز المواهب، وتفجير الطاقات والإمكانات الذهنية لدى الطلبة، ليس من أجل الجائزة في فرعها المادي فحسب، بل من أجل التقدير المعنوي، وخلق جو من التسابق الخلاق والإبداع والتحصيل، فضلا عن إسهام مثل هذه الجوائز في زرع وإذكاء رغبة التحدي والتفوق لدى الطلبة منذ الصغر في المراحل الأولى من الدراسة، وهو الأمر الذي لا تقتصر فائدته على محيط الجائزة وأهدافها القريبة المنظورة، بل إن الطالب الذي يلقى التشجيع والتقدير إزاء تفوقه في مراحله الأولى سيكون مطبوعاً بحب التفوق والإبداع في مراحل دراسته كلها، بل وحياته بوجه عام، والفائدة من ذلك، بالتالي، لا تقتصر على الطالب ومحيطه، بل إن المستفيد الأكبر من ذلك كله هو الوطن، لأن هؤلاء المبدعين سيكونون في المستقبل هم قادة البناء والتنمية في الوطن الكبير!.. ومن هنا فإن الفوائد المباشرة وغير المباشرة، من مثل هذه الجوائز، على الطلبة وأسرهم ومجتمعهم والوطن بأكمله لا تكاد تحصى، وهي تفوق بكثير ما ينفق على تنظيمها وإقامتها ماديا، ولكن رغم ذلك، فإن من الملاحظ أن انتشارها لا يزال محدودا وقاصرا على بعض المراكز والمحافظات والأسر، في محيط مبادرات فردية من بعض المخلصين، في حين أنها تعد من أفضل الأعمال الخيرية التي يعم نفعها وتخلد اسم صاحبها وتجعل له كل التقدير والثناء، بل والدعاء، وأجد من المناسبة فرصة مواتية لدعوة الموسرين والقادرين من أبناء المملكة، إلى المبادرة إلى إنشاء مثل هذه الجوائز في المراكز والمحافظات التي ينتمون إليها، عرفاناً لها، واعترافاً بحقها وفضلها عليهم، ناهيك عن حق الوطن في رد بعض ما هم مدينون له به، كما أدعو وزارة التربية والتعليم إلى توثيق الفوائد التي تعود منها على الطلبة وعلى مسيرة التعليم، وتسجيلها ورصدها في مطبوعات توضع في متناول المعلمين والطلبة، وأولياء الأمور، ورجال الأعمال والموسرين في المجتمع، وذلك لدعوتهم وحفزهم على البذل والتنافس في أعمال الخير، كما أتمنى إصدار اللوائح المنظمة لمثل هذه الأنشطة وتطويرها وتعميمها وإيصالها إلى المهتمين بأعمال الخير في المجتمع!.. أعود إلى (حفل جائزة جلاجل للتميز) لأقول إن التميز كان سمة الحفل، إعداداً وحضوراً وتنظيماً، بيد أن أكثر ما لفت النظر في حفل هذا العام من إيجابيات، هو الآتي: 1- لفتة الوفاء المتمثلة في تكريم بعض الشخصيات من أبناء المحافظة الذين كان لهم تميز في خدمة أبناء المحافظة، من خلال المواقع التي عملوا فيها، سواء كانت مواقع تربوية، أو إدارية، أو اجتماعية، وهو ما يشعرهم بالتقدير والمردود المعنوي للجهود التي بذلوها، وهو أيضاً ما يدفع غيرهم إلى التفاني والإخلاص في عمله، عندما يعرف أن ذلك سوف يكون محل التقدير والتكريم. 2- رعاية الحفل وتسليم جوائزه من قبل شخصية فاعلة في المجتمع، على مستوى الأعمال الوطنية النافعة، والأعمال الخيرية والإنسانية، التي أورثته محبة الناس، والسمعة الحسنة، وهو صاحب السمو الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير. 3- شمول التقدير والاعتبار للمتفوقات في مدارس محو الأمية، وهو ما أرى فيه جانباً إنسانياً يسجل للجائزة ومنظميها، فضلاً عن أن فيه تشجيعا على محاربة الأمية بوجه عام، والرفع من مستوى سيدات المجتمع وإشعارهن بقيمة العلم، وهو ما سوف يكون له مردود إيجابي على تربية أبنائهن وبناتهن. 4- مناسبة التوقيت المقام فيه الحفل، حيث إنه أقيم بعد صلاة الظهر مباشرة، من يوم خميس، وانتهى في وقت مبكر، وهو ما أعطى الفرصة للحضور المكثف من خارج المحافظة، وسمح للجميع بترتيب قدومهم وعودتهم في سعة من الوقت، وهو ما يعد، أيضاً، من عوامل التوفيق التي صاحبت المناسبة بوجه عام. والله من وراء القصد.
إنشرها