اضطهاد المرأة حول العالم

اضطهاد المرأة حول العالم

المرأة كانت ولا تزال مضطهدة منذ فجر التاريخ وحتى اليوم وفي كل الحضارات القديمة والجديدة سواء في الشرق أو الغرب بما فيه الوطن العربي، وعلى سبيل المثال في العصور الوسطى كانت المرأة تعمل في الحقول ومن ثم يأتي الرجل ليأخذ أجرها كاملاً دون أن يكون لها الحق في المطالبة به بل والأسوأ أنها كانت سلعة تباع وتشترى أي انها كانت مضطهدة على كل الأصعدة ، وفي العصر الحديث فان المشاركة السياسية مثلاً لم تكن موجودة للنساء حتى بدأتها نيوزلندا عام 1893 ثم روسيا بعد أن خرجت مجموعة من النساء وقمن بثورة في عام 1917 وأسقطن النظام وغيرن التاريخ ، والولايات المتحدة عام 1920 بعد عُقود من الانتظار والكفاح وفي أوروبا بشكل عام ماتزال المرأة مضطهدة حتى اليوم تتلقي أجرا أقل من الرجل بالرغم من كونها تقوم بنفس الوظيفة مما خلق التميز والعنصرية بين الجنسين وبعيدا عن النطاق السياسي والاقتصادي لا تزال المرأة مضطهدة اجتماعيا فالرجال يتزوجون المرأة الأمريكية والأوربية للحصول على الجنسية ومميزات الجنسية . وفي بريطانيا اعرق الديمقراطيات لم تصل مارغريت تاتشر لرئاسة الوزراء إلا عام 1979 وكانت( بيضة الديك ) الوحيدة عند الانجليز والمرأة الهندية كانت تحرق إذا مات زوجها وفي أحوال أخرى كانت تحبس في منزلها لاتخرج منه وحتى أنديرا غاندي التي تولت رئاسة الوزراء في الهند لم يأتي ذلك إلا تقديرا لوالدها ورئيس وزراء الهند الأسبق (جواهر لال نهرو) وما تزال المرأة الأفغانية والباكستانية تعاني أنواع العنف والاضطهاد فآخر قانون صدر في باكستان أعطى الحق للرجل أن يضرب زوجته إذا لم تلبي رغباته الجنسية في أي وقت. وفي الوطن العربي على الرغم من سماح بعض البلدان للمرأة بحق التصويت منذ الخمسينات كلبنان ومصر واليمن في الستينات ثم توالت بعدها البلدان العربية الأخرى إلا أن ذلك لم يغير من واقع المرأة العربية شيء حتى اليوم ومازالت تعاني من الأمية والجهل في نسب وصلت إلى 76 في المائة في اليمن و55 في المائة في السودان, 44 في المائة في الجزائر و 34 في المائة في السعودية وفي جنوب المملكة لا يعترفون بحق المرأة في الإرث فضلا عن كل أنواع العنف الممارس ضد المرأة حاليا ، وهذا يجعلنا نتساءل عن سر اضطهاد المرأة حول العالم عبر العصور وبالطبع المرأة عنصر مثير للاضطهاد لأنها الطرف الأضعف بصمتها الذي تلزمه والأمل في حدوث معجزة فالمرأة الأوربية كافحت وقاتلت من اجل حريتها وحصلت على نسبة كبيرة منها ومازالت تكافح للحصول على كامل حقوقها ، إلا ان المرأة العربية لاتزال تطالب بحريتها وحقوقها حينا وتسكت في حين آخر ،رغم الكلام الكثير و الوعود الكاذبة التي يقطعها المسؤولون لعرب لمنحها حريتها . وإذا كان كل هذا الضيم وهذا الاضطهاد للمرأة حول العالم بهذه الطريقة إلا أننا نجد قليلا من الرجال يدافعون عن منح المرأة حريتها وإنصافها ، في نفس الوقت الذي نجد فيه الرجل إذا تعرض للعنف يسارع دائما (لأخذ حقه بيده كما يقال في العامية) مع العلم أن نسبة العنف ضده لاتزال ضئيلة و لم تتجاوز 1 % ومع ذلك أقام البعض جمعية لمحاربة العنف ضد الرجال وبغض النظر عن مدى تفعيل نشاط هذه الجمعية فإن حصول الفكرة في حد ذاتها أمراً جديراً بالاهتمام ، وقبل أيام قرأت عن رجل ضربته زوجته إلا انه ذهب ليشتكيها في قسم الشرطة مما يعنى أنه أخذ سرعة المبادرة لحماية نفسه ،فكل هذه الأمور تقلل من وجود ضحايا لأن هناك سرعة في رد الفعل وتحقيق الأهداف فكم من امرأة يضربها زوجها مرارا وتكراراً وتعود إليه صاغرة ذليلة مما يولد عنده انطباع أن لا مشكلة بالاستمرار في أفعاله تلك وبالرغم من كل ما يحصل للمرأة لم تتخذ هيا ولا السلطات أي خطوة واحدة وجريئة تمنع عنها الاضطهاد ولذلك ظلت مضطهدة عبر العصور مما يستوجب عليها أن تتحمل مسؤولية حماية نفسها من الإضهاد وعواقبه إذ ليس من المفترض أن تنتظر أب أو أخ حتى يأتي لينجدها أو ليأخذ بيدها فقد قيل أن الحريات تنتزع ولا توهب .
إنشرها

أضف تعليق