الاقتصادية - الموقع الرسمي لأخبار الاقتصاد والأسواق | الاقتصادية

الأحد, 7 ديسمبر 2025 | 16 جُمَادَى الثَّانِيَة 1447
Logo
شركة الاتحاد التعاوني للتأمين8.66
(-1.59%) -0.14
مجموعة تداول السعودية القابضة161.8
(-2.35%) -3.90
الشركة التعاونية للتأمين120.5
(1.01%) 1.20
شركة الخدمات التجارية العربية116.3
(-1.02%) -1.20
شركة دراية المالية5.48
(1.29%) 0.07
شركة اليمامة للحديد والصلب33.32
(2.15%) 0.70
البنك العربي الوطني22.44
(1.81%) 0.40
شركة موبي الصناعية11.2
(0.72%) 0.08
شركة البنى التحتية المستدامة القابضة31.3
(-3.69%) -1.20
شركة إتحاد مصانع الأسلاك21.44
(-0.92%) -0.20
بنك البلاد25.56
(-1.31%) -0.34
شركة أملاك العالمية للتمويل11.54
(0.70%) 0.08
شركة المنجم للأغذية54.15
(-2.17%) -1.20
صندوق البلاد للأسهم الصينية12.1
(0.83%) 0.10
الشركة السعودية للصناعات الأساسية55.2
(0.45%) 0.25
شركة سابك للمغذيات الزراعية115.7
(-0.26%) -0.30
شركة الحمادي القابضة28.54
(-0.83%) -0.24
شركة الوطنية للتأمين13.05
(0.08%) 0.01
أرامكو السعودية24.42
(-0.41%) -0.10
شركة الأميانت العربية السعودية17.31
(1.82%) 0.31
البنك الأهلي السعودي37.28
(0.16%) 0.06
شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات30.28
(-0.46%) -0.14

في كل الشرائع السماوية والقوانين البشرية, وفي كل موروث الحضارات يعتبر حصار أي شعب وحرمانه من حقه في الحياة, عملا حربيا وعدوانا يبرر الدفاع عن النفس, بل إن قتل المدنيين وهم في عمل إنساني وإغاثي وهم عزل من السلاح, هو أفظع صور الجريمة الدولية, خصوصاً أن هذا العمل قد وقع في المياه الدولية وبصورة تعبر عن غاية الاستهتار بأرواح البشر وبالقوانين والأعراف الدولية, ولذا فإن المجتمع الدولي ليس في مأزق أمام القيم والأخلاق التي يؤمن بها فقط, بل هو في مأزق مع ذاته, فكل محاولة إنسانية أو سياسية لإحلال السلم تتحول إلى فرصة لخلق نزاع جديد, حتى بدا للعالم أن من يبحث عن السلام إنما يبحث عن سراب.

لقد عانت غزة وأهلها أشد معاناة, فالحصار يحرمهم من الغذاء والدواء والكساء, ورغم ذلك كله فقد تفهموا طبيعة المرحلة التي يمر بها العالم ومنطقة الشرق الأوسط ولم يطلبوا سوى رفع الحصار عنهم ليمارسوا حياتهم كسائر الشعوب, ومع خسائر أهل غزة في الأرواح والممتلكات, فإن إرهاب الدولة الصهيونية يريد أن يدفع الثمن كل من يتضامن مع حقوق الشعب المحاصر حتى وإن كان يمارس تضامنه بعمل إنساني ومن أي مكان في العالم.

إن أيام الحصار القاسية لم تكسر إرادة غزة ولم تنل من عزيمتها, وبإمكان العالم تقديم شهادة تفوق وتقدير للمدينة الصابرة أربعة أعوام, فبالرغم من قسوة ما مر من شهور وسنوات, فإن المدينة أشهرت سيف البقاء واستطاعت أن تتعايش مع علقم الحصار الذي يضرب كل مناحي الحياة الصحية والاجتماعية والبيئية، ويستهدف العمال وأصحاب المصانع والشركات والمؤسسات الاقتصادية، إلى جانب الأطفال الذين يعاني 50 في المائة منهم من أمراض فقر دم وسوء تغذية, كما أن الحصار دفع سكان قطاع غزة للاعتماد على المساعدات الإغاثية، حيث إن 80 في المائة من السكان يعيشون تحت خط الفقر و65 في المائة معدل البطالة, خاصة بين عنصر الشباب والخريجين، إضافة إلى أن السكان يعانون في الحصار من نقص مستلزمات الحياة الأساسية.

إن ناقوس الخطر يدق, فالمساعدات لن تتوقف وتسيير القوافل الإغاثية عمل إنساني يقوم به ناشطون من العرب والأوروبيين وغيرهم الذين يحركهم دافع الأخوة الإنسانية التي تتجاوز روابط الجنس والدين والهوية, وإن هذا النشاط الإنساني لن ييأس وسيواصل فعالياته وتحركاته من أجل إنقاذ مليون ونصف مليون فلسطيني يعيشون في ظروف غاية في الصعوبة منذ قرابة أربعة أعوام جراء الحصار, زادتها كوارث الحرب صعوبة.

وإذا كان هناك من يرصد العبر والدروس, فإنه يوجه خطابه إلى الشعب الفلسطيني بكل تياراته وفصائله ليدعوه إلى ضرورة إنهاء الانقسام والتوحد في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي, بل إن أهم الدروس المستفادة التي يجب أن يعيها من يوجهون دفة القيادة في الداخل أن انقسامهم أسهم في صعوبة توحيد جبهة سياسية دولية تعمل على تحسين الأوضاع المعيشية للشعب الفلسطيني, فظاهرة الأنفاق التي كانت الرئة التي تتنفس منها غزة لم تعد طوق نجاة, بل أصبحت مصدر خطر يهدد حياة العاملين فيها من الجهتين.

إن الحكومة الإسرائيلية لم تعد بحاجة لأن تثبت للعرب من إجرامها وصلفها أكثر مما كان, وهي اليوم في محاولة لإثبات ذلك للعالم بدوله ومنظماته وليس من المتوقع أن تشعر بقلق تحمل المسؤولية لأنها تؤكد للعالم كل يوم أنها فوق القانون الدولي وأنها حالة استثنائية لا يقاس عليها, وفي ظل هذا المفهوم غير المتوازن يصعب على المجتمع الدولي أن يقنع أحدا بما يمليه القانون والعرف الدولي, فلم يعد هناك من يصدق أو يرغب في سماع شيء من هذا الهراء ولم يعد أمام المجتمع الدولي تحت قبة الأمم المتحدة إلا إنقاذ نفسه حتى لا يفقد مصداقيته التي تستر ما بقي من عوراته.

للإشتراك في النشرة
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من الاقتصادية
اختيار المجتمع الدولي .. إنقاذ غزة لإنقاذ نفسه