هل تود أن تتحكم في كم المال الذي تجنيه؟

منذ القدم قالوا إن «المعاش ماعاش» وذلك لأن الراتب محدد مهما ازداد كما أن المصروفات تزداد مع ازدياد الراتب. ولو تحدثنا مع الأشخاص الأكبر والأكثر منا خبرة في الحياة (المخضرمين) الذين اعتادوا الحصول على راتب أقل من ألف ريال شهرياً قبل زمن ليس ببعيد (قبل نحو 35 سنة) لوجدناهم كانو قادرين على سد حاجاتهم الأساسية وبعض الكماليات وأنهم كانوا يحلمون بالمزيد من المال ولكنهم تارة يجهلون السبل لجلب المال وتارة أخرى لا يستطيعون أو غير متمكنين من كسب أكثر من الراتب.
إن عدم التحكم في كم المال الذي تجنيه (أو في عدم جني الكفاية) وعدم القدرة على اقتناص الفرص يجعلك دائما في حيرة من أمرك و يجعلك تتخيل أنه لو كان لديك كم كاف من المال لفعلت كذا وكذا ولاستثمرت هنا وهناك. قال الله عز و جل في محكم كتابه الكريم ((وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)) (التوبة:105) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تسعة أعشار الرزق في التجارة «وفي رواية أخرى: «تسعة أعشار رزق أمتي في البيع والشراء» (رواه الطبراني) .أي أن 90 في المائة من رزق هؤلاء الناس من حولك في التجارة فهذا توجيه إلى العمل الحر من خير البشر. سؤال المقال يخيرك بأن تكون حرا في عملك أو محكوم فالموظف محكوم ومحدود بساعات عمل معينة في وقت معين في مكان معين وبأجر معين ومحدد من طرف واحد وهو صاحب العمل.
ولكن الإنسان كما هو مسير فهو أيضا مخير بما يشاء و يأمر به العزيز الحكيم. من منا لا يريد حق الاختيار ومن منا لا يريد أن يكون حرا في عمله ومن منا لا يريد أن يتحكم بعد مشيئة الله في كم المال الذي يجنيه؟ إن الطريق إلى ذلك أن تكون صاحب ريادة وإرادة و تبدأ عملك الحر وتتحرر من القيود. وكلما عملت أكثر بساعات تحددها أنت وأوقات تختارها أنت وفي أي مكان شئت وبأجر عادل من عميلك المباشر ومتلقي خدماتك، أحسست بالرضا (وهو الأهم عند الكثير) وربما جنيت مالاً أكثر والعلم عند الله سبحانه و تعالى.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي