من ذاكرة المونديال: النجم سعيد العويران
لن ينسى اللاعب الدولي السعودي السابق سعيد العويران تاريخ 29 يونيو 1994 كون هذا التاريخ قدمه على طبق من ذهب للشهرة العالمية والأضواء والسبب المواجهة السعودية البلجيكية في مونديال 1994 لكرة القدم في الولايات المتحدة الامريكية.
وكان العويران فارس هذه المواجهة حيث نقش اسمه بحروف من ذهب في سجلات الفيفا ليس لأنه سجل هدفا أعطى المنتخب السعودي تأشيرة الفوز على بلجيكا والعبور إلى الدور الثاني، إنما لأنه سجله على الطريقة المارادونية التي طبعت مونديال المكسيك عام 1986 عندما سجل هدفا اسطوريا أيضا في مرمى إنكلترا، فقد سار العويران بالكرة من قبل خط منتصف الملعب وشق طريقه بين المدافعين البلجيكيين وأودع الكرة في شباك الحارس البلجيكي ميشال برودوم.
ولا شك إن العويران هو احد اللاعبين الذين قدمتهم الكرة السعودية والذين أسهموا بتحقيق إنجازات كثيرة للكرة السعودية ومن هؤلاء ماجد عبد الله ومحمد عبد الجواد وصالح النعيمة وصالح خليفة وغيرهم حتى قيل إن العويران كان آخر هؤلاء اللاعبين الموهوبين.
ويعتبر العويران احد اللاعبين الذين منحوا الكرة السعودية الكثير في المحافل العالمية ويكفي انه صاحب هدف بلوغ الأخضر للدور الثاني من مونديال 94 في المشاركة الأولى للمنتخب السعودي في نهائيات المونديال.
وانطلقت شهرة العويران محليا منذ تتويجه هدافا للدوري مع فريقه الشباب موسم 92-93 ثم عرف طعم البروز العالمي بتسجيله هدفا صاروخيا في مرمى الأرجنتين عام 1992 في نهائي بطولة القارات الأولى على كأس الملك فهد لكن المباراة انتهت بفوز الأرجنتين 3-1.
وخاض العويران بعدها التصفيات المؤهلة إلى نهائيات مونديال 1994 وقادت أهدافه "الأخضر" للتأهل للمرة الأولى إلى هذا المحفل العالمي، كما توج عام 93 هدافا للعالم التي يعلنها الاتحاد الدولي للتأريخ والإحصائيات واختير ضمن منتخب آسيا في العام ذاته أيضا.
وجاء مونديال 94 ليقدم العويران للعالم من خلال الهدف الشهير الذي سجله في مرمى بلجبكا في المباراة المشهودة التي انتهت بفوز المنتخب السعودي وتأهله إلى الدور الثاني من مشاركته الأولى، فضلا عن إن هدفه اختير من ضمن أفضل عشرة أهداف في المونديال.
واصل العويران إبداعاته عقب كأس العالم وقاد الأخضر إلى إحراز لقب بطل دورة كأس الخليج العربي الثانية عشرة التي أقيمت في أبو ظبي عام 1994 وذلك للمرة الأولى في تاريخ المنتخب السعودية، فاختاره الاتحاد الآسيوي بعدها أفضل لاعب في القارة في هذا العام، كما نال جائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب عربي.
وحمل العام 95 مشاركة عالمية أخرى للعويران تمثلت باختياره ضمن منتخب نجوم العالم الذي خاض مباراة خيرية نظمها الاتحاد الياباني لكرة القدم في 20 سبتمبر 1995 التي ذهب ريعها إلى ضحايا زلزال كوبي المدمر.
لكن تاريخ 2 كانون يناير 1996 لم يكن سعيدا بالنسبة إلى العويران لأنه ابعد من تشكيلة المنتخب وأوقف أيضا من المشاركة مع فريق الشباب لمدة عام لما بدر منه من سوء سلوك خلال معسكر للمنتخب. وعاد العويران للتدريب في صفوف الشباب بعد انتهاء فترة إيقافه وانضم مجددا إلى المنتخب وشارك معه في بطولة القارات التي أقيمت في الرياض في ديسمبر 1997 وأحرز المنتخب البرازيلي لقبها بفوزه على نظيره الاسترالي بستة أهداف نظيفة.
وشارك العويران مرة أخرى في مونديال 1998 في فرنسا ولفت وجوده الانتباه كما المدرب البرازيلي كارلوس البرتو باريرا الذي قاد منتخب بلاده إلى الفوز بكأس العالم 1994، فسلطت وسائل الأعلام الضوء على المنتخب السعودي وكان العويران محط الأنظار لكنه لم يبرز كما في فعل في الولايات المتحدة، فعاد من مونديال 1998 وسط انتقادات تعرض لها مع عدد من اللاعبين أمثال احمد جميل وفؤاد أنور وخالد مسعد.
وعلى صعيد فريقه الشباب، ساهم العويران بتحقيق الكثير من الإنجازات منها إحراز بطولة الدوري ثلاث مرات أعوام 91-92 و93 فكان اول فريق يحقق هذا الإنجاز ثلاث مرات متتالية، وبطولة كأس ولي العهد عام 93، وبطولة أندية مجلس التعاون مرتين عامي 93 و94، وكأس أبطال الأندية العربية عام 92، وكأس النخبة العربية عام 95.