تروي منى محمد المشيقح عاطلة وتحمل شهادة البكالوريوس في تخصص الجغرافيا منذ عام 1420هـ، حيث تقول «بدا لي هاجس الاستثمار منذ عمر 18 سنة بعد حصول حادثة لي، حيث تعبت لثة أسناني من أعواد الأسنان خشنة الاستعمال الموجودة في السوق ذات الصناعات الرديئة جدا، وكانت هي تطلعاتي للمشاريع الصغيرة بعد أن كانت أمنيتي العمل باحثة في علم البيئة، لكن للأسف لا مجال للمرأة بمزاولة هذه المهنة في المملكة».
وتضيف «إن استيائي من صناعة أعواد الأسنان جعل من منى المشيقح باحثة اقتصاديةـ إذ من خلال القراءة اطلعت على معلومة عن شجرة الأراك (الكباث) ونستعرض هنا حديثا شريفا، حيث أَخْرَجَ البُخَارِيُّ فِيْ صحيحه فِيْ كِتَابِ الأَطْعِمَةِ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ قَالَ أَخْبَرَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَرِّ الظَّهْرَانِ نَجْنِي الْكَبَاثَ فَقَالَ: عَلَيْكُمْ بِالأَسْوَدِ مِنْهُ فَإِنَّهُ أطيب فَقَالَ: أَكُنْتَ تَرْعَى الْغَنَمَ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَهَلْ مِنْ نَبِيٍّ إِلا رَعَاهَا!».
فكرة ومشروع
وتقول المشيقح «إن شجرة الكباث، وهي شجرة يستخرج منها المسواك، كما هو معروف، كم هي لطيفة جدا على لثة الأسنان للفم، وبالمناسبة هي شجرة تزرع وبكثرة في جنوب المملكة، وبالكاد تكون مهملة فلماذا لا تستغل في صناعة أعواد الأسنان.
كما لي نظرة عتب على سوق 800 في القصيم، فسوق بضخامتها تكون مهملة لتجارة التجزئة فلماذا لا نخلق من هذه السوق سوقا لتجارة الجملة في القصيم، وإذ نجحنا في هذا، فنحن سنوفر فرصا وظيفية للشباب، ونخدم فئة متوسطة الحال في المجتمع».
مشروع منى المشيقح
وتؤكد المشيقح أنها الآن تحضر لترتيبات لافتتاح محل استوديو تصوير نسائي سعودي 100% وبإدارة وعاملات سعوديات 100% في المنطقة.
وعن المشكلات والعوائق التي واجهتها عند بدء تنفيذ خطة مشروعها، تقول «نعم بالطبع ولا يخلو أي استثمار من عقبات وعوائق، حيث كانت بدايتي هي التوجه لبرنامج عبد اللطيف جميل لطلب دعمي بقرض مالي فطلب مني عقد إيجار للمحل، وبالفعل استأجرت الموقع، وبعد ذلك اتجهت إلى وزارة الثقافة والإعلام وقدمت طلب تصريح بفتح محل استوديو نسائي، وما زلت بانتظار الموافقة من الوزارة التي مضى عليها ستة أشهر من تقديم الطلب، وها أنا أنام وأحلم وأصحو على أمنية صدور الموافقة لإكمال مسيرة المشروع، ودفعت القسط الأول من الإيجار من غير أي فائدة جنيتها من هذا المشروع، كيف يطالب المسؤولون بالعمل الحر، وفي الواقع المشاريع الصغيرة والمتوسطة مغلوب على أمر إجراءاتها وتعقيدها رغم مساهمتها في تنمية الاقتصاد الوطني».
قضية وحوار
وتساءلت المشيقح عن صاحبات المشاغل كيف يسمح لهن بمزاولة التصوير داخل المشغل، علما بأن من شروط الموافقة بتصريح مزاولة نشاط التصوير للنساء ألا يكون بالقرب من مشغل نسائي! فكيف إن كان المشغل نفسه يمارس التصوير كنشاط آخر له؟ أين رقابة وزارة التجارة والبلدية والثقافة والإعلام؟
أيضا نظرة عتب على الجهات المعنية بمراقبة الوافد العربي أو الأجنبي والمعلنين عن نشاطاتهم الاستثمارية في الصحف، والجرائد، وباسم صريح، ورقم جوال للاتصال والحجز.
أبعدوا الخجل عنكم
ونصحت المشيقح شابات الأعمال بألا يخجلن من العمل الحر، وأن يبذلن المجهود للوصول إليه، وأن الإخفاق لا يعني نهاية العمل.
وناشدت الجهات المعنية بالتيسير على الشباب والشابات الراغبين في العمل، والابتعاد عن الواسطة في تقديم الطلبات.
وقدمت المشيقح شكرها وتقديرها لمركز سيدات الأعمال في غرفة القصيم، مشيرة إلى أنهن حريصات على دعم الراغبات في دخول مجال الاستثمار وتقديم العون والمشورة، إضافة إلى تنظيمهن الندوات والمحاضرات والملتقيات التي تنير وترشد سيدات الأعمال المقبلات على العمل الحر كي تسير على الطريق السليم لتحقيق أهدافها.
