التفاؤل والبطالة

منذ وجودي على مقاعد الدراسة وأنا أنظر إلى والدي على أنه مصدر بقائنا الوحيد ورفاهيتنا في هذه الحياة .. كنت أتساءل: ماذا لو لم يكن لدي والد يعولني؟ هل ستتجمد هذه الحياة؟
توفي والدي - يرحمه الله- وبدأت أدرك أن المرأة أساس في أسرتها ومجتمعها كما الرجل .. وعندما وقفت على نجاحات للمرأة السعودية كنت أشعر بالفخر من أوائل السيدات الناجحات وهن معلماتي؛ إلى أن أصبح اسم المرأة السعودية ذا صدى عاليا في السنوات الأخيرة بهويتها الإسلامية المحافظة .. فكانت الطبيبة والمخترعة وسيدة الأعمال؛ وحتى كابتن طيار .. ولم يقتصر هذا النجاح على المرأة المقتدرة فلقد كان للمرأة التي تعيش حد الكفاف نجاح خاص من خلال سعيها على مشاريع تناسبها ومن منزلها؛ لتكون بعد عون الله مورد دخل تعين به زوجها وتطعم به أطفالها .. نعم أنا المرأة السعودية التي دعمها وطنها ورجاله المخلصون الذين أدركوا أن نماء هذه الأرض الطاهرة يبدأ من نهضة شبابها.
رغم ذلك فإن كلمة ''بطالة'' تتردد أكثر من كلمة ''قصص نجاح'' .. فكنت ومازلت أتمنى أن أشطب كلمة ''بطالة'' من سطح الورق؛ وأرقام الإحصاء .. ذاك أنني أؤمن بأن لكل إنسان قدرات كامنة إضافة إلى قدراته المكتسبة؛ ولكن بعضنا يعجز عن توظيف هذه القدرات في السعي لأعمال خاصة والبحث الجيد عن الفرص الوظيفية المناسبة.
لقد كان ''منتدى الغد'' الذي أقامته شركة نيارة في دورته الأولى في عام 2009 تحت عنوان ''نحن والشباب شراكة'' الدليل الأكبر على قدرة القطاعات في احتضان الطاقات الشابة؛ فتح المجال فيه لحضور الشباب والشابات والالتقاء بصناع القرار والاستماع إلى آرائهم وتساؤلاتهم ومساعدتهم على وضع الخطط المستقبلية لحياتهم المهنية .. ووجهت ''جمعية النهضة النسائية الخيرية'' - أول جمعية نسائية في المملكة تأسست في عام 1962 - هدفها توطين التنمية المستدامة للمرأة السعودية؛ وطرحت منحاً دراسية لبعض الفتيات بعد إكمالهن التعليم العام.
ومن أجل توسيع قاعدة التوطين وتنظيمها عمدت الجمعية إلى توظيفهم من خلال موقع إلكتروني يختص بربط صاحب العمل بالمتقدمات لطلب الوظيفة .. كما أن دعم ''صندوق عبد اللطيف جميل'' و''صندوق المئوية'' يظهر جلياً من خلال تركيزهما على تمويل أصحاب المشاريع بعد مساعدة صاحب كل مشروع بوضع خطة استراتيجية وميزانية واضحة لمشروعه.
والمملكة التي تعيش أكبر تنمية لها في تاريخها؛ تطرح عديدا من الفرص أمام الشباب .. من كلا الجنسين .. نحتاج فقط إلى أن نمعن النظر ونتوقف طويلاً عند ثلاث كلمات: الطموح .. البحث .. النجاح .. لنثبت للجميع أننا أهل لأن نكون فاعلين ومنتجين في عملنا؛ إنني على يقين من خبرة بضع سنين أن التفاؤل يجلب لصاحبه كل حسن؛ لنتفق على حذف جميع كلمات العجز والبطالة .. ذلك أن المملكة من أقصاها إلى أقصاها تزخر بثروات نحن أولى بها .. والعمل بها ولها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي