فن إدارة الوقت.. كيف يدير الناجحون وقتهم؟

أولاً: أزل من عقلك خرافة «الوقت حر»
إن التفكير في الأشياء الملموسة مثل السيارات والبيوت أسهل من التفكير في الوقت, وذلك لأن لها قيمة، لكن لأن الوقت غير مرئي وغير قابل للمس, فهو لا يحظى بالاحترام الكافي، فلو سرق شخص جواهر منك فإنك ستنزعج وتخبر الشرطة عن الجريمة, لكن سرقة الوقت في العادة لا تعد حتى جنحة، ومما يدل على هذا أننا نسمع أحياناً قول القائل: اعمل ذلك في وقتك الحر، أي اعمل ذلك حين لا تكون منهمكاً في أمر مهم، لكن الحقيقة هي أنه يجب ألا يكون هناك شيء اسمه الوقت الحر.
ثانياً: قدِّر لمجهودك ثمرة أعلى من الثمرة الحالية.
فإذا بدأت تفكر في أن وقتك فعلاً يساوي ثمرة عظيمة؛ فلا تفاجأ إذا وجدت نفسك تجني فعلياً تلك الثمرة، وما سيحصل هو أنك ستبدأ تدرك قيمة الساعة المهدرة، بعد ذلك ستبدأ في البحث عن طرق لتقليل الهدر الذي يسببه انعدام الكفاءة، وربما وهو الأهم ستبدأ بالاختيار بدقة أكثر المشاريع والطلبات ثمرة، ويجب ألا تهب وقتك لأحد إلا باختيارك، ولا تعتبر وقت شخص آخر أكثر قيمة من وقتك.

ثالثاً: حاسب نفسك ودقق في وقتك والمجهود المبذول فيه
إن كنت من الذين لا يستطيعون أن يستثمروا وقتهم بشكل جيد فحاول أن تضع لك سجلاً تدوِّن فيه جداول لوقتك والوقت الذي قضيته في أداء كل عمل من أعمالك، وربما لا تكون هذه الطريقة ضرورية للناس الذين تعلموا إدارة وقتهم بشكل جيد، لكن بالنسبة للشخص الذي يجد صعوبة في إدارة وقته فإن الاحتفاظ بسجل يمكن أن يكون مفيداً كأداة تشخيص، فالسجل يمكن أن يكون له أثر الصدمة؛ حتى للناس ذوي الخبرة حينما يدركون كم من الوقت يتم فقدانه ببساطة، إن السجل لا يترك مجالاً كبيراً لخداع النفس.

الفصل الثاني: نظّم نفسك ورتب أولوياتك
إن معرفة التفاوت في أهمية الواجبات على لائحتك أمر حيوي، فهذا هو الموقع الذي يتيه فيه كثير ممن يمكن أن يصبحوا خبراء في إدارة الوقت، فإنهم يصنعون قائمة بالواجبات، لكنهم عندما يبدأون في تنفيذ البنود على القائمة؛ فإنهم يعاملون كل الواجبات بالتساوي؛ حتى يحصل تنظيم النفس وترتيب الأولويات فلا بد من اتباع الأمور التالية:
1 - يجب عليك أن تحدد وتدون أهدافك.
2 - ركز نشاطك وجهودك على المصادر المفيدة لعملك.
إن الانتباه إلى ما سيعطي أفضل العوائد يحررك من الاهتمام والارتباط بالمصادر التي تسهم بشيء قليل أو بلا شيء في نجاحك، فقد تحتاج إلى إلغاء 80 في المائة من مصادرك أو تتخلص من 80 في المائة مما كنت تضعه على لائحة أولوياتك.
3- اكتب كل واجبات يومك.
هناك عدة أسباب وجيهة تجعل هذه النصيحة جيدة، منها:
أ - إذا كانت الواجبات مدونة فبإمكانك أن تنام بعمق أكثر، حيث يصبح ذهنك صافياً، ولا يخفى عليك أثر النوم بهذه الصفة في عمل الغد.
ب - إذا كانت الواجبات مدونة فإن عقلك يتحرر؛ حتى يحل المشكلات، وليس فقط ليتذكرها، فأصبح المجهود العقلي متوجهاً إلى عملية واحدة وهي إيجاد النتائج وليس إلى عمليتين؛ عملية الحل والتذكر.
ج - إذا كانت الواجبات مدونة فأنت تكون قد خطوت خطوة نحو الالتزام، فإذا كان الواجب لم يكتب فهو على الأرجح لا يستحق التنفيذ.
4 - اجعل لائحتك شاملة وقتك وأولوياتك.
حتى تكون لائحتك عملية فلا بد أن:
• لا تعتمد على مذكرات مخربشة على قطع من الورق مبعثرة هنا وهناك .
• لا تعتمد على قصاصات على مكتبك أو ملصقة على الثلاجة ونحوها بواسطة مغناطيس.
• تأكد من وجود لائحتك في مكان واحد على الأقل ، فربما يكون ذلك في مفكرة تحملها معك أو في حاسوب.
• اجعل قائمتك حديثة.
• تأكد من أن تكون القائمة في متناول اليد في كل الأوقات.

«فن إدارة الوقت»
تأليف: يوجين جريسمان