أشفقت على الأمير عبد الله الفيصل من فكرة مشروع مزارع الأبقار في السعودية

أشفقت على الأمير عبد الله الفيصل من فكرة مشروع مزارع الأبقار في السعودية
أشفقت على الأمير عبد الله الفيصل من فكرة مشروع مزارع الأبقار في السعودية

تقف مجموعة الفيصلية اليوم في مقدمة الشركات العملاقة في خريطة الاقتصاد السعودية بمجموعة من المحافظ الاستثمارية المتنوعة والناجحة. ومنذ بداية انطلاقها في السبعينيات شقت ''الفيصلية'' خطواتها بكل جدارة وتحد كبير، حتى أصبحت نشاطاتها ومنتجاتها تغطي كثيرا من دول الشرق الأوسط، بما في ذلك دول مجلس التعاون الخليجي والأردن واليمن وسورية ولبنان والعراق. كان مشروع ألبان الصافي واحدا من المشاريع الكبيرة في مرحلة تأسيس الفيصلية وتكوينها، ومنذ أن أسس الأمير عبد الله الفيصل - رحمه الله - مشروع مزارع ألبان الصافي أشفق كثير من الناس على هذه التجربة، حيث إن جلب أبقار هولندية من خارج البلاد وتوطينها للعيش في صحراء السعودية كان عملا يحمل تحديا كبيرا لم يكن يتصوره الناس.
يقول الأمير محمد العبد الله الفيصل رئيس مجلس إدارة مجموعة الفيصلية أحد المعاصرين لإنشاء مزارع ألبان الصافي، أشفقت على الأمير عبد الله الفيصل - رحمة الله - وكثير من الناس وكنت أشفق عليه في حال فشل المشروع مع علمي بأن الفشل المادي لم يكن في تفكيره، وإنما الفشل المعنوي لأنه كان يراهن على هذا المشروع.
قراءة رحلة الأمير عبد الله الفيصل التجارية سجل طويل يصعب رصده في هذه المقدمة بدأ من نظرة بعيدة المدى في أهمية قبول الفكرة، مرورا بتنفيذها وعدم اليأس في مواجهة الصعاب.حينما انتهى الحوار الصحافي مع الأمير محمد العبد الله الفيصل، ركزت على الاستثمار في الموظفين، إذ تستند فلسفة المجموعة إلى أن موظفيها هم أهم أصولها، لذا أدركت مجموعة الفيصلية أهمية الاختيار بعناية وعززت تفوقهم بالتدريب والحوافز، حتى ناهز عدد القوة العاملة في مجموعة الفيصلية اليوم نحو خمسة آلاف شخص تقودهم كوادر إدارية محترفة عالية التأهيل. من خلال رؤية واضحة، وقيم مشتركة، وثقافة متجذرة، هذه الشركات الرائدة التي تدرك أهمية الاستثمار في الموارد البشرية..
لم تركن مجموعة الفيصلية عند حضورها في خريطة الاقتصاد المحلي كشركة منتجة وحاضنة للموارد البشرية الوطنية، بل كبرنا كجيل عايش الفيصلية منذ ثلاثة عقود وعاش أبناؤنا على تفاعلها كشركة رائدة في المسؤولية الاجتماعية، من خلال مشاريع البيئة التي تجلت في نظافة الصحراء ودعم المعوقين ودعم الخدمات الصحية للمحتاجين في الوطن.
لقد عمل نادي الصافي لأصدقاء البيئة وهو ناد اجتماعي شهير على مستوى الشرق الأوسط على عدد من الآليات تتمثل في القيام بحملات توعية لنظافة البيئة بمشاركة أعداد كبيرة من المتطوعين وتقديم حوافز فاعلة وتأصيل مفهوم الوعي البيئي، والتعاون مع الجهات الحكومية والأهلية في مجال حماية وصيانة البيئة، واستخدام وسائل الإعلام في تفعيل قضايا البيئة والتوعية البيئية، والمساعدة على تنفيذ وتمويل البحوث المختصة بشؤون البيئة، وتأسيس قاعدة معلومات بيئية عن أنماط التلوث من خلال الحملات والتجارب التي يقيمها النادي، وتأسيس جائزة الأمير عبد الله الفيصل لنظافة البيئة.
كما تقدر بحق مساهمة شركة الصافي دانون في الأنشطة والبرامج الاجتماعية على المستوى المحلي كمركز الصافي دانون للكلى في مركز الأمير سلطان بن عبد العزيز في الخرج ومساهمتها في جمعية الأطفال المعاقون وانضمامها كعضو مؤسس في مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة ومساهمتها على المستوى العالمي كتبرعها لمسلمي البوسنة والهرسك والشيشان وفلسطين وكوسوفا والعراق والسودان وتسونامي والاهتمام بالبيئة كإنشاء نادي الصافي لأصدقاء البيئة.. إلى تفاصيل الحوار مع الأمير محمد العبد الله الفيصل رئيس مجلس إدارة مجموعة الفيصلية:

بعد مرور 30 عاما على تجربة شركة ألبان الصافي وأنت أحد معاصري مشوار إنشاء الأمير عبد الله الفيصل (رحمه الله) هذا المشروع وما صحبه من تحديات، كيف تقرأ هذه التجربة؟

من يذكر تلك الأيام وكيف كان الرهان على مزرعة أبقار في صحراء كان معظم الناس يعتبرونه رهانا خاسرا، كان التحدي إنشاء مزرعة ألبان وسط الصحراء ويجب أن تكون مربحة، وليست خاسرة، التحدي كان كبيرا بالنسبة للأمير عبد الله الفيصل لكن نظرته كانت أبعد تتمثل في إنشاء الصناعات في المملكة وخصوصاً صناعة الألبان، وأذكر أننا كنا ندرس في وزارة المعارف – عندما كنت أعمل فيها – على أساس أن الحليب من المكونات الأساسية من الوجبة الغذائية وكنا نتحدث مع شركة نستله آنذاك لتقوم بإعداد الوجبة الغذائية للطلبة، كان هناك استحالة من وجهة نظرهم في إنشاء مزرعة حليب طازج في المملكة، كان الاتجاه استخدام الحليب البودرة، وتسييله وإعداده لصعوبة الطقس على الأبقار والإنتاج وما قبل الإنتاج، أنا من الأشخاص الذين كانوا يشفقون على هذه التجربة وخفنا من عدم نجاحها، لكن مع الزمن وجدنا أن التجربة نجحت وتطورت وظهرت شركات أخرى وتنافس ومع ذلك لا تغطي احتياجات المملكة ككل، كانت المنافسة مع الحليب المستورد (البودرة المدعوم) وكان يأتي بأسعار رخيصة جدا، ومع ذلك نافسنا واستقررنا، وعندما رفع الدعم عنهم تضرروا هم وبقينا نحن ثابتين في السوق، كانت تجربة رائدة.

بحكم خبرتك في وزارة المعارف وقتها هل استشاركم الأمير عبد الله الفيصل (رحمه الله) قبل الإقدام على هذه الخطوة؟

لا قط لم يطلب الاستشارة مني، ولو أنه استشارني في ذلك الوقت لقلت له لا، كانت لديه قناعة ورغبة في إنشاء الصناعات في المملكة.

هل تتذكر الظروف التي واجهتكم في تلك الفترة إبان إنشاء مزارع ألبان الصافي؟

الوالد رحمة الله عليه كان بنفسه هو المشرف عليها، كان دائماً يأتي الرياض ويذهب إلى المزرعة ويشرف على إنشائها، أتذكر أول دفعة من الأبقار وفرحته بها، وبداية الإنتاج وأول مصنع، بالنسبة لي لم أتولَ العملية وليس قريباً من التجربة نفسها، فقط المتابعة من بعيد، وكنت أشفق عليه في حال فشل المشروع مع علمي بأن الفشل المادي لم يكن في تفكيره وإنما الفشل المعنوي لأنه كان يراهن على هذا المشروع.

#2#

هل تتذكر بعض التحديات التي واجهها؟

الكثير من التحديات منها الطقس والأبقار التي كانت تجلب من خارج البلاد ليست متعودة على الطقس، أيضا الغذاء كانوا ينتجون الغذاء إنتاجاً عبر سيارات مخصصة لإنتاج غذاء معين، تخيل مزرعة في صحراء، ولك أن تعلم أن أكبر مزرعة في العالم موجودة في السعودية وليس في أمريكا أو فرنسا أو هولندا.

هل كنت تتخيل أن تصل المزرعة إلى هذا الحجم؟

بالطبع لا، كانوا يقولون وقتها إنها ستصل إلى 25 ألفاً أو 30 ألف، كنا نظن أنها ستموت من الحر قبل أن تصل لهذه الأرقام، لكن تعودت، الأبقار الموجودة حالياً هي من إنتاج المزرعة تعودت على الطقس والمناخ، كانت الحرارة تؤثر في زيادة الإنتاج ووجدوا لها حلولاً - بحمد الله - وأصبح الإنتاج قياسياً.

كيف واكبتم بشائر الإنتاج في ذلك الوقت؟

بفرحة عارمة، عندما كنا نرى سيارات ''الصافي'' توزع في مناطق المملكة ونراها في جدة نشعر بالفرح ولا سيما الوالد بالنسبة لنا كنا نفاجأ بما يحدث، كانت شركة سويدية وكنا نزور المصانع، حقيقة كان عملاً جباراً.

هل لديكم اليوم أي توجه لزيادة الإنتاج من مزارع ''الصافي''؟

لا أظن أن المزرعة لديها طاقة استيعابية لزيادة الإنتاج، لكننا نشتري الحليب من مزارع أخرى، نحاول نقل خبرتنا لأماكن أخرى.

كيف تنقلون خبرتكم إلى المزارع الأخرى؟

نحن ندير المزارع، أصبحت لدينا خبرة كبيرة عبر إداريينا وفنيينا بحيث نستطيع نقل هذه الخبرة سواء خارجياً أو مزارع أخرى.

هل فكرتم في شراء مزارع أخرى؟

ربما، ما زال مبكراً الحديث عن هذا الأمر.

بعد مرور عقود، ما زالت مزارع الألبان في المملكة تركز على الحليب واللبن في الوقت نفسه هناك قلة في إنتاج مشتقات الألبان؟

في الواقع ليس هناك ما يكفي من الإنتاج، المزارع تغطي أكثر من 30 إلى 40 في المائة من احتياجات المملكة من الألبان والحليب، ولو تحولنا لمشتقات الألبان مثل الأجبان وغيرها سيقل الإنتاج لأنها تستهلك كثيرا من الحليب، وبالتالي ستقل تغطيتنا للمملكة في ظل عدم وجود الإنتاج الكافي لتغطية الطرفين، ومع ذلك نحن في ''الصافي'' اتفقنا مع ''الدانوب'' لإنتاج منتجات أخرى كثيرة.

كيف ترى التجربة مع ''دانون''؟

في الحقيقة أنا أعتبرها تجربة رائدة في العمل، باتفاقنا مع ''دانون'' استطعنا إدخال سلع كثيرة للسوق لم يكن أحد يفكر فيها، مثل أكتيفيا وأكتيميل وكل مشتقات العصائر، دناو وكل مشتقات الحلويات التي نقدمها، كل هذه الأمور لم نكن لندخل فيها لولا اتفاقنا مع شركة مثل الدانون، خصوصاً في وقت كان هناك تنافس كبير في الأسعار بين الشركات ولهذا فضلنا عدم الاعتماد على الحليب فقط والاتجاه نحو المنتجات الأخرى، وأفادتنا كثير في فترة التنافس.

أعود لمرحلة التنافس والصراع على الأسعار، وقد شهد السوق أكثر من حرب بين الشركات المنتجة؟

في الواقع كان ممكناً تجنبها، برأيي كان هناك قصور في النظرة التجارية من عدة جهات، كان من الممكن الجلوس والاتفاق دون الحاجة لحرب الأسعار بين الشركات، حتى وزارة الزراعة وقتها لم تكن عاملاً مساعداً بل كانت تحاول فرض أشياء لم تكن عملية وفيها ضرر كثير على الشركات، حتى الآن ومع موجات الغلاء التي اجتاحت العالم نحن الأرخص في منتجات الألبان على المستوى العالمي، ومع ذلك هناك من يقول إننا نرفع في الأسعار، ما يدعو للاستغراب أن المواطن السعودي يشتكي من ارتفاع أسعار الألبان داخلياً فيما يشتري الألبان في الدول الأخرى بأسعار مضاعفة دون أي ملاحظة لهذه النقطة، ليس من مصلحة أحد أن تتضرر الشركات لكن بنظرة معقولة وجماعية يمكن التوصل إلى حلول مناسبة.

رغم أن مشاريع الألبان كانت تجربة رائدة، لكنها لم تخلق جمعيات للألبان ما السبب برأيك؟

ما الفائدة من الجمعيات، كل الصناعات الموجودة في المملكة لم تنشأ جمعيات، لا توجد جمعيات لأي صناعة، نظام الجمعيات لم يستوعب حتى الآن، ربما لو كان هناك جمعية لمنتجي الألبان في ذلك الوقت كنا تجنبنا حرب الأسعار أقول ربما، ولا يمكنني تحديد هل نحتاج إلى جمعية اليوم أم لا.

ثقافة طلاب المدارس قبل نحو أربعة عقود ليست مشجعة على شرب الحليب؟

كان من المفترض على الطلاب تناول الحليب لاحتوائه على الكالسيوم وهو عنصر أساسي في تغذية الطفل ونشأة وتكوين الجسم، المشكلة وقتها لم تكن استطاعة وعدم استطاعة، صحيح كان هناك أناس ليس لديهم القدرة المادية لشراء الحليب لفقرهم، في المقابل هناك من يستطيعون شرائه، لكن للأسف ثقافة التغذية كانت معدومة وعادة الطلاب يتناولون ما لا يفيدهم، فالوجبة المدرسية كانت تعالج الاثنين، الثقافة الغذائية والنقص الغذائي

تمتلك اليوم مجموعة الفيصلية تجربة ثرية جدا، في الاستثمار في نشاطات مختلفة مثل التجزئة، الصناعات الغذائية، التقنية، الألبان وجريئة في اتخاذ القرار والخروج مثل تجربتكم في (IT) مثلاً، هل هناك قرار تعتقد أن المجموعة انسحبت أو توقفت عنده بسرعة؟

بالعكس تماماً، عادة نحن لا ندخل في أمر ما إلا بعد دراسة جيداً ومناقشة مستفيضة بعد ذلك يتخذ القرار، لا نوصل القرار للجمعية العمومية إلا بعد نضوجه تماماً، تتم المناقشة وما له وما عليه، نحن نتمتع بميزة بوجود مجلس إدارة فعال ولديه خبرة وفيه عناصر تفيدنا كثيراً في نظرتنا للأمور وتناقش وتتفاعل مع أي دراسة تقدم بأي مشروع، فلم ننسحب من أي شيء إلا بقناعة وما أقدمنا على أمر إلا عن قناعة ونظرة مستقبلية بعيدة، سنكون - إن شاء الله - مجموعة اقتصادية راسخة مع الأيام وتتطور بمعدل ليس فيها تسرع أو تباطؤ لكنه مجز وفي صالح المجموعة.

بين مختلف أنواع المحافظ الاستثمارية للفيصلية، أيها أسرع عائداً وأقل إزعاجاً من وجهة نظرك؟

لا يوجد أي مجال بلا متاعب أو جهد وعمل مضن، هناك أعمال توفر لك النقد ونحرص على عمل توازن بحيث نوفر النقد، فيما البعض الآخر يوفر النقد على المدى الطويل، هناك موازنة، من الأشياء التي توفر النقد. القطاع الغذائي مثل المطاعم لكن ليس على التوسع الذي ننشده، الأمور الأخرى مثل الألبان الصافي، السوني فيها ربحية مجزية ولدينا مشاريع المعدات الطبية تعتمد على الدخول في مناقصات أي ليست بضاعة يمكن بيعها فهي لاحتياجات معينة مثل بناء وتجهيز المستشفيات وغيرها.

هل يحضرك كم يبلغ حجم استثمارات المجموعة؟

لا يحضرني.

مجموعة الفيصلية تحولت إلى شركة مساهمة قابضة، ولديكم توجه لتحويلها إلى مساهمة عامة، هل ستطرح كوحدات مستقلة أم شركة كاملة؟

في تصوري سنطرحها في السوق كوحدات مستقلة.

هل ستبدؤون بوحدة محددة مثلاً؟

لم نقرر حتى الآن.

كيف ترى تجربتكم مع ''سوني''؟

رائدة، وتعد تاريخا منذ أن كانت مع الوالد أولاً ثم مع المجموعة وإن شاء الله لدينا علاقات راسخة وتاريخية مع ''سوني''.

لماذا رفضتم قبول عروض وكالة بعض شركات الأجهزة الكهربائية؟

هناك تضارب مصالح مع ''سوني''، أي شيء يتعارض مع مصلحة ''سوني'' نحن في المجموعة لا نقبله.

ماذا عن تجربتكم مع تجارة الملبوسات؟

طرقناها ولم تكن تجربة ناجحة، خرجنا منها على أمل أن نطورها لاحقاً.

وبالنسبة للدخول في الاستثمار في الصناعة المصرفية مع بنك عودة؟

بنك عودة كان كاستثمار دخلنا فيه وطلعنا منه.

هل هناك توجه لدى المجموعة للدخول في استثمارات مصرفية؟

حسب الظروف والعروض الموجودة لدينا.

فيما يخص صناعة البتروكيماويات، كيف ترى تجربة المجموعة فيها؟

برأيي أن التجربة أولية إن صح التعبير، ما زالت في بداياتها وإن شاء الله ستتطور.

حالياً المجموعة تنتشر في صناعة الأغذية والمطاعم، سواء كان في مطاعم ستيك هاوس أو ديو، هل هي مشجعة ومجدية؟

نعم مشجعة ومجدية، لكن القرار ليس شخصيا، الأمر يتوقف على النتائج والمعطيات، خضنا هذه التجربة وهي حتى الآن ممتازة، ونحاول أن نطورها وحسب المعطيات سنقرر إمكانية التوسع فيها من عدمه، أو نتجه لاتجاه آخر.

في حال قررت الآن البدء في استثمار جديد، ما الاستثمار الذي ستفضله وترى أن المجموعة غابت عنه؟

برأيي العقار.

لكن كان هناك توجه لدى المجموعة أن تدخل هذا النشاط، ما نوع الاستثمار الذي تفكرون فيه؟

أتمنى يوماً أن نطور الاستثمار العقاري ليس في بيع وشراء الأراضي ولكن في برامج سكنية لأنه سيكون لها مستقبل كبير في الأيام المقبلة، ونخطط إن شاء الله في عدد من المناطق حسب الإمكانيات والمناطق والمواقع قريباً إن شاء الله.

كيف تقيم الاقتصاد السعودي بعد تجربتك الثرية في المجموعة؟

لاشك أن الاقتصاد السعودي قوي، يمر بمراحل لأنه مفتوح على العالم ويتأثر بما يحدث فيه، لكن – بحمد الله – الحكومة مسيطرة ومتحكمة بالوضع حيث إن الاقتصاد لا يتأثر سلبياً بشكل كبير وهو الأمر الذي رأيناه في الأزمة المالية العالمية الأخيرة، لكن ما ينقصنا في الواقع ويعوقنا هو التشريعات، تشريعاتنا الاقتصادية والتجارية ناقصة تحتاج إلى إعادة نظر لأن هناك تشريعات قديمة ورثناها عن العقود الماضية، وهناك تشريعات غير موجودة خصوصاً في الاستثمار مثل الرهن العقاري الذي نسمع عنه، هذا النظام سيحدث حركة، هناك أمور كثيرة في الاستثمار تحتاج إلى قوانين تنظمها وتكون واضحة بحيث تشجع المستثمر على الاستثمار.

هل ترى أن البنوك خدمت الاقتصاد الوطني؟

إلى حد ما نعم، فمثلاً أنا مع المجموعة ليس لدي مشكلة مع البنوك، البنوك عندما ترى مؤسسة قوية وناجحة وراسخة ليس لديها مشكلة في التجاوب معها، لكن البنوك السعودية عموماً بنوك ''شبعانة'' أو ''بطرانة'' إن صح التعبير ليست في حاجة، ليس هناك منافسة أمامها، في المملكة البنوك لا تسعى وراء العميل بل العكس، هي رابحة، رابحة بمجرد الأموال التي لديها وتجني أرباحا كبيرة، وربما من ضمن الأسباب نقص التشريعات المنظمة، لكن البنوك السعودية متحفظة كثيراً بالنسبة للسوق لكن بلا شك أن تساعد إلى درجة معينة.

هل ترى أننا في حاجة إلى مؤسسات مالية كثيرة؟

نعم بالطبع، لابد أن يكون هناك منافسة.

بحكم تجربتك مستثمرا ناجحا ولك خبرة في المجال الرياضي، هل الأندية استثمرت بالطريقة الصحيحة؟

لا يوجد حتى الآن استثمار رياضي، ما تراه اليوم هو استثمار إعلاني، شركات تعلن عن منتجها من خلال الأندية، لكن استثمارا في النادي وتكوينه لا يوجد لأن النادي ملك الدولة ماذا ستستثمر فيه، الواجب الخصخصة لكن لكي نصل إليها لابد أن يكون هناك أرباح، فأنا كرجل أعمال إذا أتيت لشراء ناد أريد أن أربح منه، فكيف أربح؟

لا المنشآت الرياضية (الملاعب) تساعد، ولا الوعي الرياضي يساعد، هل تعرف كم قيمة التذكرة هنا، قارنها بمصر مثلاً وانظر إلى الفرق، كم تكلفة النقل التلفزيوني، وغيرها الكثير، ولو رفعت قيمتها لن تجد جمهورا يأتيك، سأشاهد التلفزيون في البيت ما الذي يجذبني للذهاب للملعب، الأمر يتطلب استثمارات كبيرة في الملاعب من الذي سيقوم بها؟

ومقابل ماذا، ما المردود، الخصخصة ليست أمراً سهلاً نقولها بسهولة، الأمر يحتاج إلى دراسة ومعرفة الأسس التي تقوم عليها، أما ما تراه الآن فهو مجرد إعلانات لشركات عن طريق الأندية.

هل التشغيل التجاري موجود في الأندية؟

لا يوجد أي تشغيل تجاري في الأندية.

ولا استثمارات منشآت؟

أي استثمار تتحدث عنه، عندما تعمل عددا من الدكاكين وتدخل مبلغ 300 ألف ريال سنوياً هذه لا تكفي تكلفة فاتورة مياه للاعبين.

ما المقترحات التي تراها لتربح الأندية؟

دراسة متعمقة للسوق، للمستهلك (الجمهور) لا أحد سيدعمك أو يستثمر ما لم يكن هناك ربح، وطالما أنك لم توفر وسائل الربح لن يأتيك أحد، إلا واحد أو اثنان يريدان السيطرة والتحكم على الأندية لكن ليس للاستثمار والربح، الأندية في الخارج تطرح أسهما.

إذا ما سألتك أي من الأندية السعودية حاليا يمكن أن يربح أو يحقق عوائد كبيرة؟

ولا واحد، أنا أسأل سؤالا: لو قرر المساهمون في ''الاتصالات'' أو ''موبايلي'' أو غيرهم أن يسحبوا استثماراتهم أو رعايتهم للأندية، تصور التأثير في الرياضة السعودية كيف سيكون!! هذا ليس استثمارا، لولا أن هناك منافسة بين هذه الشركات لكانت المبالغ التي تحصل عليها الأندية لا تساوي شيئاً في الوقت الذي يباع فيه اللاعب السعودي اليوم بـ 30 مليون ريال.

برأيك ماذا تحتاج الأندية السعودية لتتطور؟

هذا مجال لم أعد أفكر فيه وليس لدي أي تصور بشأنه ولا الاستثمار فيه.

الأكثر قراءة