المسؤولية الاجتماعية .. المجلس والدراسة

كان التحدي الأول الذي واجه فكرة تأسيس مجلس المسؤولية الاجتماعية بالرياض، هو غياب مفهوم واضح للمسؤولية الاجتماعية في مجتمعنا بصفة خاصة والعالم العربي بصفة عامة، فحتى وقت قريب كان هناك خلط بين العمل الخيري ومبادرات الدعم الفردية من جهة، وبرامج المسؤولية الاجتماعية من جهة أخرى. ومن ثم كان على مجلس المسؤولية الاجتماعية أن يخوض غمار مهمة استراتيجية تتمثل في صياغة مفهوم وترسيخ تلك الثقافة الوليدة (ثقافة المسؤولية الاجتماعية) في أذهان وأعمال المسؤولين والمنتسبين لمنشآت القطاع الخاص، وهو الأمر الذي يجسد منهجية عمل هذا المجلس وحرصه على أداء دور وطنياً رائد يجني المجتمع ثماره. وانطلاقا من قناعة تلك النخبة المتميزة من أبناء الوطن التي سارعت للانضمام إلى عضوية مجلس إدارة مجلس المسؤولية الاجتماعية وفي مقدمتها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، بأهمية البدء من حيث انتهى الآخرون، والاستفادة من التجارب والخبرات المتراكمة لمن سبقونا في هذا المجال، ومنح الأولوية للمحور التثقيفي والتوعوي في استراتيجية المجلس، تمت الاستعانة بأحد بيوت الخبرة المتخصصة لإعداد دراسة متكاملة عن المسؤولية الاجتماعية بمفهومها الحديث تتضمن تحريراً لمفهومها، ودراسة واقع برامجها، ومن ثم إعداد دليل إرشادي لسياستها وإجراءاتها بحيث تكون بمثابة منهج عمل ومرجعية ثقافية وتعريفية وإرشادية لكل المهتمين والمعنيين ببرامج المسؤولية الاجتماعية في بلادنا، ومن ثم إيصال تلك الدراسة لأكبر قطاع ممكن من منشآت القطاع الخاص والغرف التجارية لتعميم الاستفادة، هذا إلى جانب منظومة متكاملة من ورش العمل والندوات والفعاليات التدريبية لتأهيل العاملين في هذا المجال. ويحسب لمجلس المسؤولية الاجتماعية وللغرفة التجارية الصناعية بالرياض هذه الخطوة الرائدة المتميزة التي توجت بتفضل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز – أمير منطقة الرياض، بتدشينها في إطار ما يوليه – حفظه الله – من دعم للغرفة وللمجلس الذي حظي برئاسة سموه الفخرية، تقديراً لرسالته في تأصيل دور القطاع الخاص في تحقيق التنمية المستدامة.