صدق أو لا تصدق أن المرأة السعودية تتعرض لـ 20 حالة من العنف في حياتها الأسرية .. هذا ما أثبتته دراسة حديثة قام بها الدكتور «سعد الجاسر» أستاذ الخدمة الاجتماعية بجامعة الملك «سعود» .. وتراوح الحالات بين الاغتصاب والبصق والاستهزاء وإكراه الزوجة على الجماع رغم أرادتها .. وغير ذلك.

ويطلق علم الاجتماع صفة المعنفات - من العنف – والمفرد «معنفة» .. (وهي من تتعرض لهذا النوم من المعاملة المخجلة) .. وقد انتهت الدراسة التي تمت على مستوى المملكة أن 38 في المائة من النساء المعنفات يتعرضن للاغتصاب، و25 في المائة للتحرش اللفظي، و47 في المائة للبصق من الأزواج أو الأقارب.

ويحتل العنف اللفظي المرتبة الأولى في مناطق المملكة بنسبة بلغت 84 في المائة، وأبرز ملامح العنف اللفظي التوبيخ الشديد ثم الشتم والعنف والاستهزاء والتحقير وسب أهل الزوجة وسب وشتم زوجته أمام الآخرين .. والتهديد بالطلاق أو بالزواج من أخرى!!

وهناك من أساليب العنف أو التعنيف إكراه الزوجة على الجماع ضد رغبتها، ودفع القريبات للبغاء للكسب المادي والتسجيل والتصوير الفاضح والتعري ونزع الملابس .. ولم تنته بعد .. فهناك عضل البنات أي منعهن من الزواج وذلك بنسبة 50 في المائة من العينة، ثم إعاقة القريبات عن العمل وإذلال المرأة بعدم تطليقها، ومنع المطلقة من رؤية أبنائها ومنع المرأة من الخروج من المنزل وزيارة الأقارب.

ثم لا يزال عندنا مزيد .. فهناك العنف النفسي وهجر الزوجة لأبنائها والخيانة الزوجية واحتقار الزوج زوجته أمام أهله.

أن هذا التقرير الفضيحة يجعلنا نحني الرؤوس خجلاً أن يكون هذا هو حال المجتمع السعودي، ويشير التقرير إلى زيادة هذا الحال أو هذه الحالات من سنة إلى أخرى.

ينقص التقرير شيء مهم هو أن يقول لنا هل تخضع هذه التعنيفات للعقوبات وإذا وصلت للمحاكم، وما عدد الحالات التي عرضت على الجهات ذات الصلة؟

إنها مشكلة مخجلة محصلة هذه الدراسة .. ولكن كان على الباحث أن يدرس هل تقوم المعنفات بعرض ما حدث على الجهات ذات المسؤولية .. الداخلية أو العدل أم أن المرأة تحتمل هذا وتسكت .. عادة خوفاً من الفضيحة.

العنف مشكلة .. ولكن المشكلة الأكبر هي السكوت عليه .. وهذه هي المسألة.