Author

الجنادرية 25

|
أصبح مهرجان الجنادرية أحد أهم المهرجانات العربية الثقافية الكبيرة على مدى ربع قرن من الزمن, تراكمت فيه الخبرات من جميع النواحي التنظيمية والإعلامية وحتى على مستوى المادة الثقافية المعروضة ومحتواها. أزور الجنادرية هذا العام بعد زيارة سابقة قبل أكثر من عشر سنوات. شاهدت الفرق الكبير بين «الجنادرية» في ذلك العام و«الجنادرية» هذه السنة, أحسست أن هناك فرقا شاسعا واختلافا كبيرا يبين حجم العمل المبذول خلال هذه السنوات ليصل المهرجان إلى هذا الحد من التنظيم والتألق. تحتوي أجنحة القرية على كم هائل من المحتويات التي تحكي كل واحدة منها تراث جيل مضى وثقافة تاريخية لها جذور طويلة وعريقة تدل على الموروث الثقافي الثري الذي يختزنه وطننا الغالي. فجيلنا يحتاج بالفعل إلى الجنادرية للتعريف بثقافتنا وبتراثنا, والزائر إلى الجنادرية يطمئن تماما، ويشعر بأن تراثنا في أيد أمينة تحاول قدر المستطاع أن يصل إلى الأجيال المقبلة، وبكل أمانة وكما هو وكأنه على أرض الواقع. يحتاج مهرجان بهذا الحجم الهائل ويستقبل آلاف الزوار كل يوم على فترتين صباحية ومسائية وحتى منتصف الليل أقول إن مهرجانا بهذا الحجم يحتاج إلى خدمات كبيرة جدا أعتقد أنها تصل إلى حد الاستنفاد. ومهما كان التنظيم ودقته والجهود المبذولة فيه فإن الزائر حتما سيجد ما يتمنى وجوده ليكتمل العقد ويزدان جيد الجنادرية بها. بداية من مواقف السيارات رغم كثرة المواقف المخصصة للزوار إلا أنها لا تكفي في بعض الفترات فيضطر الزوار للوقوف على الأرض الفضاء ومع كثرة الحركة تنبعث الأتربة والغبار إلى درجة مزعجة. فتخصيص مواقف أكبر للسيارات أمر ملح ومطلب عاجل للسنوات المقبلة ـ بإذن الله. تفتقد القرية اللوحات الإرشادية الكبيرة بعد البوابة أو داخل القرية وبين الممرات. فلا توجد لافتات تخدم الزائر وترشده إلى الأجنحة التي تحتويها القرية، فإما أن يكون الاجتهاد هو دليلك أو تسأل من حولك للوصول إلى الهدف. كما أن الزائر يحتاج إلى هذه اللوحات لتمكنه من الوصول إلى الخدمات الجانبية مثل المصليات ودورات المياه ومخارج الطوارئ والنقاط التي يتواجد فيها الأمن. كما أنه في حاجة إلى خريطة تعريفية بسيطة سهلة الاستخدام تمكنه من الوصول إلى أي مكان يريده داخل القرية يحصل على نسخة منها بمجرد دخوله من خلال بوابة القرية. ويحتاج الزائر أيضا إلى جدول مفصل عن الفعاليات المصاحبة والمقامة في القرية كل يوم، فعند دخوله القرية يتسلم البرنامج مع الخريطة ليتمكن من حضور الفعاليات التي يحب أن يشاهدها في أي مكان في القرية. يقوم المسؤولون عن الأجنحة بالشرح مشكورين لكل من سأل عن أي جزء أو قطعة في الجناح، وهذا متعب ولا يمكن استمراره لكثرة الزوار وكثرة الأسئلة. فلو دعمت الأجنحة بنظام صوتي يعتمد على أجهزة الحاسب لتمكن الزائر من سماع ما يريد عما هو أمامه دون الحاجة لسؤال أي أحد وكما هو معمول به في بعض المتاحف العالمية. أشكر كل الزملاء القائمين على بيت حائل الجميل وأشكر كل من ساعدهم وأسهم معهم. وعلى الرغم مما ينقصهم من إمكانات إلا أنهم يحاولون جاهدين إظهار بيت حائل في هذا المحفل الوطني على أكمل وجه. فلهم منا خالص الشكر والتقدير وعلى رأسهم الأخ يوسف الشغدلي وجميع الطاقم المتواجد معه.
إنشرها