انضباط المواعيد والمجتمع
يعتمد نظام العمل في القطاع العام سبع ساعات دواما يومياً، حيث يبدأ العمل اليومي من الساعة السابعة والنصف إلى الساعة الثانية والنصف. ولكن في غالب الأحيان نجد أن معظم الموظفين يحضرون للعمل الساعة الثامنة صباحاً وبطبيعة الحال فإن أول عمل يقوم به الموظف هو احتساء القهوة والشاي وإذا كانت «أم العيال» لم تعد وجبة الإفطار في المنزل فإنه لا بد من عمل إفطار جماعي للقسم الذي يعمل فيه أو على شكل انفرادي على طاولة المكتب. وفي هذه الحالة يجب على المعاملات المتراكمة أن تننظر إلى أن ينتهي من التهام الوجبة بتأن كي «لا يغص» باللقمة. وبذلك تكون الساعة قد قاربت على التاسعة وبعد ساعتين ونصف من العمل يبدأ الموظف في الاستعداد لصلاة الظهر (وذلك قبل فترة ليست بقصيرة قبل الأذان)، حيث يوقف جميع معاملاته لأداء الصلاة التي تمتد إلى ساعة أو ما يقارب ذلك. (هل حرصه على الصلوات الأخرى كما هي صلاة الظهر في العمل)؟
للأسف تمتد هذه العادة إلى حياتنا الخاصة فلا نجد أي انضباطية في المواعيد لدرجة أنها أصبحت عادة متأصلة في مجتمعنا وذلك يبرز بشكل واضح في حياتنا اليومية، فعلى سبيل المثال: معظم مواعيدنا لا تحدد ساعة معينة ولكن فترة زمنية بحيث إننا نعد بعضنا بعد صلاة العصر أو المغرب.
في اعتقادي الشخصي أنه يجب تغيير عاداتنا الاجتماعية قبل أن نطالب الموظف بالالتزام بمواعيده، حيث إن هذا الموظف جزء من مجتمع لا يقيم للوقت أو المواعيد وزناً. ولا تزعل مني عزيزي القارئ لأنني أوجه نقدا حادا لمجتمعنا، لأنك لو فكرت في عدد المرات التي واعدت أشخاصا والتزمت أنت شخصياً بهذه المواعيد ستجد عددها قليلا جداً. نقد الذات هو مطلب رئيسي للتغيير، وليس ممكنا لهذا التغيير أن يحدث حتى يبدأ المجتمع رفض هذه العادات السيئة.