جيل غاضب
يشتكي لي قارئ يعمل في سلك التعليم من هذا الجيل الغاضب الذي لا يمكن التفاهم معه. يتصف هذا الجيل باعتزازه بنفسه، وينظر للأجيال الأخرى وإلى الماضي والحاضر والمستقبل بشيء من الغضب.
تسود هذا الجيل لغة خاصة في التخاطب، وفي التعامل. يشكو القارئ الفاضل من أنه وصل إلى درجة عدم قدرته على التعامل مع أبنائه وطلابه، فهو بحكم أنه تربى بطريقة مختلفة، يجد أن انصياعه لمبدأ الحوار مع هذا الجيل هو محض عبث يكاد لا يتحمله طويلا، وسرعان ما يفقد صبره ويرفع صوته وقد يلجأ للضرب.
يتابع: أنتم في الصحافة تكتبون عن العنف، وعن التربية الحديثة، وعن تدريب النفس على النقاش والحوار، ولكنكم في الغالب تكتبون عن أشياء تجهلونها. وأحيانا أتصور أن الصحفيين لا يوجد عندهم أولاد وبنات وبالتالي يصبح من السهل عليهم أن يتحدثوا عن ثقافة الحوار.
لكن هذا الجيل الغاضب - والكلام لا يزال لصاحب الرسالة ـ يريد حوارا على طريقته، ونحن لم نتعود هذه الطريقة، ولم نتعود أن نتعامل مع آبائنا وأمهاتنا بطريقة ندية، فالرؤوس لم تكن تتساوى في الماضي، والجيل الغاضب يريد أن تتساوى الرؤوس ولا يخجل من التصريح بآرائه دون مواربة.
لهذا القارئ أقول: معك حق، ومع ذلك بدلا من أن نحقق فشلا ذريعا في محاولة تغيير هذا الجيل الغاضب، فلنحاول أن نغير أنفسنا، فقد ننجح في تفهم هذا الجيل.