إن الحياة الأسرية لا تخلو من المشكلات أو الخلافات الزوجية التي تحدث بين الزوجين كل حين وآخر, ومع ذلك نرى الكثير من الأسر تتغلب على مشكلاتها مهما بلغت مداها ,وذلك بمساعدة كلا من الزوجين أنفسهم على التغاضي عن الكثير من الأشياء التي كانت من الممكن أن تعكر صفو حياتهما, والمضي قدما في طريقهم للحفاظ على أسرتهم واستقرارها, وقضية عمل المرأة من المشكلات الكبيرة التي تسببت في انفصال الكثير من الأزواج عن بعضهم ودمار حياتهم الأسرية, فعلى سبيل المثال نرى في بعض الحالات إصرار الزوج على موقفه الرافض لاستمرار زوجته في العمل على الرغم من موافقته على عملها في بداية حياتهما الزوجية ,ولكنه رأي أو أكتشف بعد ذلك أن خروج زوجته كان سببا مباشرا في إهمالها لواجباتها تجاه بيتها وأبنائها , فماذا يكون رد فعل زوجته في هذه الحالة بعد تغيير موقفه الذي أوجد نقطة خلاف بينهم , وما هو قرار الزوجة إذا طلب زوجها منها أن تختار ما بين العمل وحياتها معه كما يفعل بعض الأزواج , إن الصعوبة التي تواجه الزوجة في هذا الموقف الصعب ليس بسبب إصرار زوجها على تركها للعمل, فقد تكون مهملة فعلا في أداء واجباتها تجاه زوجها وأسرتها ولكن الصعوبة تكمن في التغيير المفاجئ في موقف وأسلوبه الجاف في تعامله معها, إن الحياة الزوجية والعلاقة بين الزوجين لابد أن تكون مبنية على الود والحوار المتبادل بين الزوجين وعليها ينبغي عليهما أن يستمع كل منهما للآخر بعيدا عن العصبية والتحكم أو الصوت العالي والشجار , حتى يصلوا معا إلى حلول مرضية للطرفين , فعلى سبيل المثال نجد أن هناك صعوبة في استمرار زوجة مع زوجها يستخدم سلطته في تهديد زوجته بالطلاق كلما ظهرت مشكلة بينهما أو اختلاف في الرأي وتمسك برأيه حتى لو كان مخطأ في تقديراته للأمور دون أعطاء فرصة لزوجته للتفاهم معه, فبلغة الحوار من الممكن أن ينهي الزوج مشكلاته مع زوجته مهما كان موقفها المعارض أو اختلاف وجهة نظرها معه, فالحياة الزوجية أساسها وقائمة على المودة والرحمة بين كل زوجين التي تصل بهما وبأسرتهما إلى بر الآمان وتساعدهم على الاستقرار والعيش في سلام , قال تعالى : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)[الروم:21]