فتح عصير الفواكه
هنيئا للجنرال ستانلي ماكريستال, فقد أثار القائد الأمريكي لقوات الناتو في أفغانستان استياء زملائه الألمان والإيطاليين حين منع الكحول في مقره في كابول, لكن يجب أن يكون راضيا جدا عن تطورات هذا الأسبوع. فقد تم شن هجوم في أكثر مقاطعات أفغانستان دموية، هلمند، في 13 شباط (فبراير)، تركز على معقل المتمردين في Marja وسار على نحو جيد حتى الآن. وفي غضون ذلك، تبين أنه تم أخيرا اعتقال نائب زعيم طالبان وقائد العمليات، الملا عبد الغني برادار، في كراتشي في باكستان. ويشكل تعاون باكستان في اعتقاله تحولا بالنسبة إلى الحكومة التي تحملت قادة طالبان على أراضيها منذ أن هربوا من أفغانستان عام 2001. ويعد الهجوم على Marja، وهو أكبر هجوم تم شنه على الإطلاق من قبل قوات التحالف، اختبارا لاستراتيجية الجنرال ماكريستال. وهذا يعني وجود عدد كاف من القوات الأجنبية للحفاظ على الأراضي التي تم احتلالها حديثا؛ وإعطاء الأولوية لحماية السكان؛ وتقديم خدمات الحكومة بسرعة.
وبالتالي، قد توفر هذه العملية نموذجا للمناطق العنيفة في جنوب أفغانستان وشرقها. وتعد عملية ''مشترك'' اختبارا أيضا للأفغان، الذين يشكلون نصف القوة تقريبا. ويسيطر الجنود الآن على النقاط الرئيسة في Marja و Nad Ali. وتتجه بقية القوة سيرا على الأقدام عبر حقول الألغام التي زرعتها طالبان. ومن المفترض أن ينتهي القتال الرئيس في غضون أيام. وكانت المقاومة متقطعة إلا أن الاشتباكات كانت ضارية. وبحلول منتصف الأسبوع، توفي أربعة جنود من التحالف وجندي أفغاني، وذلك وفقا لقوة المساعدة الأمنية الدولية بقيادة أمريكا، ولقي 15 مدنيا حتفهم. وتقول سلطات هلمند إن أكثر من 40 عضوا في طالبان لقوا حتفهم. وتوفي 12 مدنيا في حادث واحد، وكان من بينهم عديد من النساء والأطفال، وذلك في منزل تعرض لصاروخ أمريكي في ظروف لا تزال غامضة. والمشكلة الأكبر هي العبوات الناسفة محلية الصنع. فبعد أن تم تحذيرها من العملية، زرعت طالبان القنابل، واستخدمت بصورة خاصة ضفاف شبكة قنوات الري في المنطقة. ويقول وزير الدفاع الأفغاني، عبد الرحمن وارداك، إنها أوسع شبكة دفاع باستخدام العبوات الناسفة محلية الصنع شيدتها طالبان على الإطلاق. ويخشى قادة قوة المساعدة الأمنية الدولية من أنه لم يتم بعد العثور على كثير من العبوات الناسفة محلية الصنع المخبأة. وهي تهدد الجنود والمدنيين وأي محاولة لاستعادة الحياة الطبيعية. وقد هرب معظم قادة طالبان في Marja. وتعتقد قوة المساعدة الأمنية الدولية أن جنود المشاة الذين تبقوا - الذين يبلغ عددهم عدة مئات تقريبا - موجودون في جيوب منعزلة وأن ذخيرتهم بدأت في النفاد. وقد يتبين أن عديدا منهم يعملون بصورة جزئية مع طالبان وبالتالي يمكن استمالتهم للوقوف إلى جانب الحكومة. ويقول أحد كبار المسؤولين في قوة المساعدة الأمنية الدولية: ''من المحتمل أن يتراجع المقاتلون إلى غرف معيشتهم أو يهربوا إلى التلال، ولن تكون تلك نتيجة سيئة''.
ويحرم اعتقال الملا برادار، الثاني في التسلسل الهرمي لطالبان بعد مؤسس الحركة، الملا محمد عمر، التمرد من قائده العسكري. وقد كان الملا برادار، في النهاية، المحاور المحتمل في أي محادثات سلام مع طالبان - وهي فكرة تمت دراستها كثيرا في الآونة الأخيرة، لكن قد تكون اختفت الآن. ويعتقد أن الملا برادار كان على اتصال بالحكومة الأفغانية للرئيس حميد كرزاي، والأمم المتحدة، وربما حتى مع الأمريكيين. وحتى لو كان لا يزال يريد التوصل إلى تسوية سياسية، ستضعف مصداقيته مع الرفاق في الأسر. ويقول Rustam Shah Mohmand، السفير الباكستاني السابق إلى كابول، الذي يعتقد أنه لن تكون هناك محادثات في الوقت الحالي: ''كان الملا برادار يتحدث عن السلام, لكني أعتقد أنه سيحدث قتال الآن حتى النهاية''.
وكانت باكستان في السابق تحاول كسب أمريكا عن طريق تسليم سجين أو اثنين لكنها كانت تعود إلى أساليبها القديمة. لكن إذا انقلبت بالفعل ضد طالبان، سيكون ذلك ملحوظا، حيث ستقطع الصلات مع الحركة التي رعتها، التي يبدو أنها تراهن عليها حين تنسحب القوات الأجنبية من أفغانستان. وتتعرض باكستان لضغوط أمريكية شديدة كي تتصرف. وإذا تصرفت الآن، قد تكسب ثقة المجتمع الدولي وتحظى بنفوذ أكبر في مستقبل أفغانستان. واضطر الجيش أيضا، الذي يدير سياسة باكستان تجاه أفغانستان، إلى مواجهة حقيقة محرجة: إن استخدامه المتطرفين الإسلاميين لضمان مصالح الدولة أدى إلى تقويض أمن باكستان. وحركة طالبان الباكستانية أكثر تعطشا للدم، وعدوها هو الدولة الباكستانية. ولعل تكلفة دعم طالبان مرتفعة للغاية