العمل في «التصنيع» لمدة عام يعادل 3 أعوام في الشركات الأخرى

العمل في «التصنيع» لمدة عام يعادل 3 أعوام في الشركات الأخرى

عمدت شركة التصنيع الوطنية منذ تأسيسها عام 1985 إلى الدخول في عدد من المشاريع التنموية التي تسهم في تحقيق طفرة نوعية للاقتصاد الوطني.
ويأتي توفير بيئة العمل المثالية ضمن فلسفة مجلس إدارة شركة التصنيع الوطنية في عمليات التطوير والإنتاج، والتي تأخذ في الحسبان التحديات الكبيرة التي يواجهها قطاع البتروكيماويات فيما يتعلق بدفع عملية التنمية المحلية نحو الأمام، وتتمثل أهم محاور رسالة شركة التصنيع الوطنية في تطوير وتنمية القوى العاملة والمحافظة على الخبرة التجارية والفنية، وذلك بغية الوصول إلى وضع تنافسي في السوقين المحلية والدولية من خلال تطبيق أحدث السياسات وأنظمة وأساليب العمل الخاصة بالموارد البشرية.
وأيقن تماما سوق العمل في مدينة الجبيل الصناعية، التي توجد بها معامل الشركة ومشاريعها العملاقة، أن سنة عمل واحدة في شركة التصنيع الوطنية تعادل ثلاث سنوات عمل في الشركات الأخرى من حيث الخبرة ونسبة المشاركة في إنجاز الأعمال.
ويبلغ عدد موظفي شركة التصنيع الوطنية، التي تتخذ من الرياض مقرا رئيسا لها، خمسة آلاف موظف، منهم ألف موظف في مجمع البتروكيماويات في الجبيل، فيما يقدر رأسمالها بأكثر من ملياري ريال ، وهي شركة سعودية مساهمة ولها مشاريع مشتركة مع شركات محلية وأجنبية، كما أنها تمتلك حصصا كبيرة في شركات سعودية قائمة.
وحصلت شركة التصنيع الوطنية على المركز الرابع كأفضل بيئة عمل بين الشركات السعودية، ولإلقاء المزيد من الضوء على هذه الجائزة وكيف وصلت ''التصنيع الوطنية'' لتكون بين أفضل بيئة عمل سعودية، كان هذا الحوار مع المهندس صالح بن فهد النزهة الرئيس والمسؤول التشغيلي الأعلى بشركة التصنيع الوطنية، الذي تطرق إلى عديد من الأمور المهمة في بيئة العمل المثالية للشركة.. إلى التفاصيل:

نبارك لكم دخولكم ضمن قائمة ''الاقتصادية'' لأفضل بيئة عمل سعودية لهذا العام ونود لو حدثتمونا عن فلسفة وتوجهات الشركة المتعلقة بتوفير بيئة العمل المثالية لموظفيها؟
إن توفير بيئة العمل المثالية يأتي ضمن فلسفة مجلس إدارة شركة التصنيع الوطنية في عمليات التطوير والإنتاج، والتي تأخذ في الحسبان التحديات الكبيرة التي يواجهها قطاع البتروكيماويات فيما يتعلق بدفع عملية التنمية المحلية نحو الأمام، ومما لا شك فيه أن أحد أهم محاور رسالة شركة التصنيع الوطنية،هو تطوير وتنمية القوى العاملة والمحافظة على الكفاءات الإدارية والفنية وخصوصاً السعودية منها، وذلك بغية الوصول إلى وضع تنافسي في السوقين المحلية والعالمية من خلال تطبيق أحدث السياسات وأنظمة وأساليب العمل الخاصة بالموارد البشرية.
ومما لا شك فيه، إن دخول شركة التصنيع الوطنية ضمن قائمة ''الاقتصادية'' لأفضل بيئة عمل يأتي تتويجاً لاهتمام الشركة وحرصها على إيجاد بيئة عمل مثالية ومناسبة.

من واقع تجربتكم، كيف ترون أهمية بناء بيئة العمل المثالية في ظل تداعيات الأزمة المالية التي نعيشها اليوم؟
نحن جزء من العالم، نؤثر ونتأثر بما يحيط بنا من مؤثرات إيجابية وسلبية، ولا شك أن الأزمة العالمية لها تأثيرها في القطاعات الاقتصادية كافة، لكن هناك أمر في غاية الأهمية وهو ما خلفته الأزمة من تقليص للطاقة الإنتاجية لبعض المصانع الكبرى في كثير من المواقع على مستوى العالم، مما ساعد الشركات المحلية على ملء هذا الفراغ، إضافة إلى إمكانية الاستفادة من العمالة الماهرة في الأسواق العالمية، وفي هذه الحالة ستتمكن المصانع المحلية من العمل بكامل طاقتها الإنتاجية، وبالتالي تقل تكلفتها ويكون إنتاجها متوافرا في أي وقت حين الحاجة إليه، وهذا يستوجب تطبيق رؤية الشركة في توفير بيئة عمل مناسبة وحيوية، وهذه الرؤية نهدف إلى تطبيقها في الأوقات كافة وليست مرتبطة بمرحلة زمنية معينة.

الانفراد بالتميز
من وجهة نظركم، ما الذي يميز بيئة العمل في الشركة بشكل عام عن غيرها من الشركات؟
نحن في شركة التصنيع الوطنية نهدف دوما إلى التميز والإبداع في العمل، وحتى يتحقق الإبداع والتميز لابد من توفير بيئة عمل مثالية تحقق الأهداف المنشودة من خلال تخطيط وإعداد وتهيئة المناخ المناسب للموظف، وأحب أن أشير إلى واقعة حصلت في الشركة في وقت سابق، عندما كانت المنافسة في أعلى حالاتها على الشباب السعودي من ذوي الخبرات، حيث تم إغراء بعض الموظفين بالمال لاستقطابهم، وبالتالي تم إنهاء خدماتهم في الشركة، وبعد فترة وجيزة لا تتجاوز الشهرين تم استلام طلب منهم بالعودة لشركة التصنيع مرة أخرى وبالراتب نفسه قبل خروجهم منها، بل إن بعضهم طلبوا العودة بأقل من الراتب الذي كانوا يتقاضونه من قبل، وتبين أن ذلك يعود لوجود بيئة العمل الملائمة والجو العائلي في الشركة، كما أن التصنيع الوطنية تعد بيئة عمل مثالية وملائمة للتطور، فنحن نعمل مع مؤسسات من مختلف أنحاء العالم، مما يوفر لموظفينا فرصا مثالية لاكتساب قدر كبير من التفاعل، إضافة إلى إدخالهم في بيئة عمل مثالية قوامها العمل بروح الفريق الواحد.

كيف تلخصون الجهود الدائمة التي تبذلها الشركة لتطوير بيئة العمل لديكم؟
تقدم ''التصنيع الوطنية'' الكثير من الحوافز الأساسية لتحفيز وتشجيع الكادر السعودي للانضمام إليها، وتتمثل هذه الحوافز في العروض الوظيفية المتميزة من حيث الرواتب والبدلات المغرية، إضافة إلى منح الموظفين الفرصة للتعلم والمشاركة والاحتكاك بالتقنية الحديثة واكتساب الخبرات العالمية الواسعة في المجال الصناعي، كما تعمل ''التصنيع'' على صقل مهارات ومواهب موظفيها، حيث تقوم بإرسالهم في دورات تدريبية إلى جميع أنحاء العالم لاكتساب أعلى المهارات، ودعني أشير هنا إلى أن سوق العمل في مدينة الجبيل الصناعية أيقن تماما أن سنة عمل واحدة في شركة ''التصنيع '' تعادل وتساوي ثلاث سنوات عمل في الشركات الأخرى من حيث الخبرة ونسبة المشاركة في إنجاز الأعمال، ولا أقول هذا للمفاخرة، بل لأننا حققنا نتائج عالية في مجال صقل مهارات موظفينا، كذلك تقدم التصنيع الوطنية مشروع تملك الإسكان الذي تعمل عليه الشركة لموظفيها، إضافة إلى بدل السكن الذي يوازي ثلاثة رواتب أساسية، كما أن الشركة تقدم لموظفيها قروضاً ميسرة للزواج وتأمينا طبيا بأفضل شركات التأمين على الموظف وجميع أفراد عائلته.

ما نصيحتكم للشركات السعودية من واقع تجربتكم في بناء بيئة العمل المثالية؟
نحن نؤمن أن تحقيق الاستقرار للموظفين ينعكس إيجابا في إنتاجيتهم، لذا ننصح بتهيئة المناخ العملي والأسري الملائم للموظفين لتحفيزهم على الإبداع، أسوة بتجربة شركة التصنيع الوطنية في بناء بيئة عمل مثالية، وهي تجربة مشهود لها من قبل عدة جهات حكومية وأهلية، كذلك ننصح الشركات الأخرى بالاهتمام بالعنصر البشري السعودي وتطويره باعتباره اللبنة الأساسية في تقدم الشركة وتطورها والذي يؤدي بدوره إلى نماء الاقتصاد السعودي وازدهاره، كذلك يجدر بالشركات الاهتمام بالعاملين بها من خلال السعي إلى تعزيز صورتها الذهنية لديهم باعتبارهم الجمهور الداخلي للشركة والعمل الدائم على عقد اللقاءات الدورية بين الموظفين والإدارات العليا في الشركات مما يعزز التواصل بين العاملين وشركتهم، ويؤدي إلى خلق وعي لدى الموظفين بأهمية ما يفعلون وتحفيزهم على مواصلة النجاح.

أزمة كوادر مؤهلة
هناك أزمة على المستوى العالمي في نقص الكوادر المؤهلة, كيف تواجهون هذا التحدي في التصنيع الوطنية؟
المشكلة عالمية ويواجهها الجميع في قطاع البتروكيماويات, إلا أن شركة التصنيع بفضل من الله استطاعت تحقيق انضمام كوادر فنية وإدارية مدربة على أعلى مستوى, ويرجع الفضل بعد توفيق الله إلى أن شركة التصنيع تحظى بسمعة ممتازة وبيئة العمل جاذبة جدا من النواحي الصحية والمادية والمعنوية, والموظف يجد الاهتمام والرعاية في جو أخوي بناء يستطيع من خلاله التعلم والمشاركة, كما أن الشركة لديها موظفون من دول كثيرة يشتركون كلهم في حب ''التصنيع'' والتفاني كفريق واحد لخدمة ''التصنيع'', وهذا الخليط الإيجابي أدى لتلاقح الأفكار اجتماعيا وعمليا وأضفى تناغما عالميا حقق أهداف الشركة بالشكل المطلوب.

ما توجهات ''التصنيع'' في مجال السعودة وتدريب وتطوير الموظفين السعوديين؟
توجهات ''التصنيع'' في مجال السعودة هي إلى الأمام لتحقيق أعلى نسبة ممكنة فنيا واستراتيجيا، أما التدريب والتطوير, فإن ''التصنيع'' قد أولت هذا المجال اهتماما كبيرا من خلال وضع الخطط قصيرة وطويلة المدى ورصد الميزانيات بمبالغ ضخمة والاستعانة بالخبرات العالمية لبناء الإنسان السعودي الكفؤ والطموح, ولا أدل على ذلك من أن 20 في المائة من نسبة الطاقة البشرية قد تم توظيفها زيادة على عدد الموظفين المعتمدين, كل ذلك هو بناء الشاب السعودي الطموح خلال خطة عمل متوسطة وطويلة المدى مدتها من سنتين إلى خمس سنوات للحصول على الشباب القادر على القيام بتشغيل وصيانة مصانع المجمع وتوطين التقنية.

المميزات الوظيفية
ما الحوافز الأساسية لالتحاق الشباب السعودي الطموح بشركة التصنيع؟
الحوافز الأساسية تتمثل في العرض الوظيفي المميز من حيث الراتب والبدلات, إضافة إلى فرصة التعلم والمشاركة والاحتكاك بالتقنية الحديثة والخبرات العالمية, كما أن ''التصنيع'' تصقل مهارات ومواهب جميع الموظفين.

هل يوجد لدى الشركة مشروع بناء مساكن للموظفين, وهل يوجد برنامج تملك للموظفين السعوديين؟
حصلت ''التصنيع'' على قطعت أرض من الهيئة الملكية, والآن يتم تصميمها وتطويرها لإنشاء أكثر من 400 وحدة سكنية, وهي ـ إن شاء الله ـ نواة مشاريع إسكان وتملك الموظفين السعوديين.

ما الذي يجذب الكوادر السعودية ويشجعهم على ترك الشركات المشابهة والانضمام للتصنيع؟
ما تتميز به شركة التصنيع من بيئة عمل صحية جاذبة وجو عائلي حميم يساعد على المشاركة والتعلم والتفاعل, والجميع يعملون سواسية, فلا توجد طبقية أو تمييز بأي شكل من الأشكال, وهذا التعاون جعل البعض يترك عرض شركة أعلى ويلتحق بالتصنيع لقضاء تسع ساعات يوميا في جو مفعم بالمتعة والفائدة العلمية والعملية.

الأكثر قراءة