العالم

بريطانيا وأيرلندا تستدعيان سفيري إسرائيل لديهما على خلفية اغتيال المبحوح

بريطانيا وأيرلندا تستدعيان سفيري إسرائيل لديهما على خلفية اغتيال المبحوح

استدعت بريطانيا وأيرلندا أمس السفيرين الإسرائيليين المعتمدين لديهما على خلفية استخدام جوازات سفر مزورة من قبل قتلة قيادي في حماس الشهر الماضي في دبي، فيما أعلن قائد شرطة دبي أن ''الموساد'' يقف وراء العملية. وأجرى السفير الإسرائيلي في لندن رون بروسور محادثات مع مسؤول كبير في وزارة الخارجية البريطانية غداة مطالبة رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون ''بتحقيق كامل'' في قضية جوازات السفر المستخدمة في اغتيال القيادي محمود المبحوح في دبي في كانون الثاني (يناير) الماضي. وأعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند أمس أن لندن تنتظر تعاونا كاملا من إسرائيل في التحقيق. وقال ميليباند بعد محادثات السفير الإسرائيلي في وزارة الخارجية البريطانية إنه تم إبلاغ السفير ''بأننا نريد أن نعطي إسرائيل كل فرصة كي تتشارك معنا بكل ما تعرفه حول هذا الحادث''. وأضاف ''نأمل ونتوقع أن يتعاونوا بشكل كامل مع التحقيق'' الذي أطلقته بريطانيا بالتعاون مع السلطات في دبي، حيث اغتيل المبحوح الشهر الماضي. كما يعتزم وزير الخارجية الأيرلندي مايكل مارتن إجراء محادثات ''صريحة'' مع السفير الإسرائيلي، قائلا إنه يعتبر قضية استخدام جوازات سفر ايرلندية مزورة ''حادثا شديد الخطورة''. وقال مارتن قبيل الاجتماع ''سنجري محادثات صريحة مع السفير، وسنطرح أسئلة مباشرة ونسعى إلى الحصول على توضيحات. نريد الحصول على أجوبة في أسرع وقت ممكن''. وأضاف قبل بدء المحادثات بين السفير الإسرائيلي صهيون افروني ورئيس مجلس الخدمة المدنية في أيرلندا ''إنه وضع خطر جدا''. من جهتها، أعلنت منظمة إنتربول للتعاون الأمني الدولي أمس أنها أصدرت مذكرة تفتيش وجلب 11 مشتبها بتورطهم في اغتيال أحد قياديي حركة (حماس) في دبي في كانون الثاني (يناير) الماضي. وقد تصاعدت حدة التوتر الدبلوماسي حول عملية اغتيال القيادي في حماس محمود المبحوح الشهر الماضي في فندق في دبي منذ أن كشفت شرطة دبي أن 11 شخصا يحملون جوازات سفر أوروبية (ثلاثة أيرلنديين وستة بريطانيين وفرنسي وألماني) ملاحقون في إطار التحقيق في اغتيال المبحوح. من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أمس أن فرنسا طلبت ''توضيحات من السفارة الإسرائيلية'' في باريس حول ظروف استخدام جواز سفر فرنسي مزور في عملية الاغتيال. كما أعلنت السلطات النمساوية أمس أنها تحقق في احتمال استخدام أرقام هواتف نقالة نمساوية في الإعداد لعملية الاغتيال. ولم تتهم أي حكومة بشكل مباشر إسرائيل، لكن التكهنات حول القتلة تركزت على جهاز الاستخبارات الإسرائيلي ''الموساد'' الذي سبق أن استخدم عملاء بجوازات سفر مزورة في عمليات مماثلة. وأكد قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان في تصريحات نشرتها صحيفة ''ذي ناشونال'' على موقعها الإلكتروني أمس أن ضلوع جهاز الموساد الإسرائيلي في اغتيال القيادي في حماس محمود المبحوح ''أكيد بنسبة 99 في المائة إن لم يكن مائة في المائة''. وقال خلفان إن ''تحقيقنا أظهر أن الموساد ضالع في قتل محمود المبحوح''. وأضاف ''أن وقوف الموساد خلف القتل أكيد بنسبة 99 في المائة إن لم يكن مائة في المائة''. وبحسب الصحيفة، فإن خلفان أكد أن الأدلة التي تملكها شرطة دبي تظهر ارتباطا واضحا بين المشتبه بهم وبين أشخاص على علاقة وثيقة في إسرائيل، دون أن يكشف عن هذه الأدلة. ودعا خلفان الإنتربول لإصدار ''مذكرة حمراء'' ضد رئيس الموساد كقاتل وهو ما اعتبره أمراً مرجحاً حالياً. وأعلن وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان أمس الأول أن ليس هناك أي دليل يشير إلى أن الموساد مسؤول عن العملية. وقال ''ليس هناك أي سبب للاعتقاد أن الأمر على علاقة بالموساد الإسرائيلي''. وقد أصرت كل الدول باستثناء ألمانيا على أن جوازات السفر مزورة. وفي رام الله، أكد مسؤول أمني فلسطيني أمس أن السلطات السورية اعتقلت في دمشق مسؤولا كبيرا في الذراع العسكرية في حماس يشتبه في تورطه في قضية اغتيال القيادي في حماس محمود المبحوح في دبي، الأمر الذي نفته حركة المقاومة الإسلامية. وقال المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه ''إن لدينا معلومات موثوقة بأن القيادي في كتائب القسام نهرو مسعود اعتقل في سورية في الأيام الماضية للتحقيق معه في قضية مقتل محمود المبحوح''. وأكد المصدر ذاته أن مسعود الذي كان مسؤولا في كتائب القسام في غزة، كان قد غادر القطاع قبل سيطرة حماس عليه عام 2007 بعد اتهامه بقتل ضباط فلسطينيين، واعتقل في مصر، ''ومن ثم تم تهريبه إلى سورية حيث كان مقربا جدا من رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل''. وبحسب المسؤول الفلسطيني فإن مسعود كان موجودا في دبي يوم اغتيل المبحوح وغادرها في اليوم التالي إلى سورية. وأضاف المسؤول أن المبحوح ومسعود قاما معا في شهر كانون الثاني (يناير) بزيارة ''إلى السودان''. إلا أن حركة حماس نفت نفيا قاطعا صحة هذا الخبر. وقال طلال نصار منسق العلاقات الفلسطينية في حماس في دمشق ''إن خبر اعتقال الأخ المجاهد نهرو مسعود هو خبر مكذوب وخبر غير صحيح''. وأضاف ''نحن نبرئ ساحة الأخ نهرو تبرئة كاملة ولا صحة لهذا الخبر لا من قريب ولا من بعيد. قيل بإنه معتقل في دبي وهو بيننا وكنت أزوره الليلة وهو موجود بيننا وقيل إنه اعتقل في سورية والمراد تضليل الرأي العام عن الجهة المنفذة، ونحن في حركة المقاومة لا ندين إلا ''الموساد'' الإسرائيلي في قضية اغتيال المجاهد محمود المبحوح''. كما نفى المتحدث باسم ''حماس'' في غزة سامي أبو زهري هذه المعلومات قائلا ''لا يوجد أي شخص معتقل في دمشق وهذه المعلومات تبثها بعض الجهات لخلط الأوراق''.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من العالم