الاثنين, 6 أكتوبر 2025 | 13 رَبِيع الثَّانِي 1447
Logo
شركة الاتحاد التعاوني للتأمين11.38
(0.09%) 0.01
مجموعة تداول السعودية القابضة212.6
(2.02%) 4.20
ذهب3953.96
(1.73%) 67.42
الشركة التعاونية للتأمين138
(3.45%) 4.60
شركة الخدمات التجارية العربية109.5
(2.05%) 2.20
شركة دراية المالية5.69
(0.35%) 0.02
شركة اليمامة للحديد والصلب38.7
(2.76%) 1.04
البنك العربي الوطني25.2
(-2.40%) -0.62
شركة موبي الصناعية13
(4.08%) 0.51
شركة البنى التحتية المستدامة القابضة35.52
(-0.50%) -0.18
شركة إتحاد مصانع الأسلاك25.5
(-1.09%) -0.28
بنك البلاد29.24
(0.69%) 0.20
شركة أملاك العالمية للتمويل12.8
(0.08%) 0.01
شركة المنجم للأغذية61.75
(0.16%) 0.10
صندوق البلاد للأسهم الصينية12.99
(-0.23%) -0.03
الشركة السعودية للصناعات الأساسية62.3
(1.05%) 0.65
شركة سابك للمغذيات الزراعية119.8
(2.74%) 3.20
شركة الحمادي القابضة34.7
(-0.29%) -0.10
شركة الوطنية للتأمين16.27
(0.49%) 0.08
أرامكو السعودية24.85
(0.24%) 0.06
شركة الأميانت العربية السعودية21.93
(-0.68%) -0.15
البنك الأهلي السعودي39.1
(1.19%) 0.46
شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات35.08
(0.63%) 0.22
فزعة.. تقود إلى السجن

لا أحد يشك في أن معظم شباب بلادنا لديهم من النخوة وحب مساعدة الآخرين الشيء الكثير، وبعضهم تجده يتطوع في أي عمل يعتقد أن فيه شهامة أو نخوة أو أنه دليل على الرجولة، إلا أن هناك فئة من الشباب وبسبب تكاثر جهات صياغة فكرهم ومُثلهم، أصبحوا لا يدركون مخاطر ما يندرج تحت عنوان النخوة أو الفزعة، فتجدهم في لحظة اندفاع يقومون بعمل لا يدركون عواقبه، فيكون المصير عقوبات تصل إلى السجن، أو ما هو أكبر من السجن.

في برنامج إذاعي جرى حوار بين المذيع وشاب يقضي محكوميته بالسجن، وحين سأله المذيع عن سبب دخوله السجن، قال الشاب إن السبب هو ''ابشر بعزك'' واستفسر المذيع كيف ذلك؟، فقال الشاب إنه كان مع شلة من أصدقاء السوء، وطلب منه أحدهم أن يقوم بعملية خطف، فقال له ''ابشر بعزك'' والنتيجة أنه الآن يقضي حكما في السجن على اندفاعه وقيامه بعمل لم يدرك خطورته إلا بعد أن دخل السجن.

هذا الشاب الذي لم يتجاوز عمره الرابعة والعشرين وكان يحلم بإكمال تعليمه وبناء أسرة سعيدة، ذهب خلف اندفاع غير محسوب وغير مقدر العواقب، فكانت النتيجة ضياع سنوات من عمره.

ومثل هذا الشاب كثيرٌ ممن يقومون بجرائم لا يدركون مدى خطورتها، إلا بعد أن تصدر بحقهم أحكام شرعية، فلا يجدون ما يبررون ما قاموا به من جريمة إلا بالقول إنهم لم يكونوا يتصورون أن ما قاموا به سيؤدي بهم إلى هذه النتيجة.

إن الإشكالية التي يعانيها المجتمع هي أن قنوات التوجيه والتربية لم تعد مقصورة على المدرسة أو المنزل، بل إن هذين المصدرين تراجعا تراجعاً كبيراً أمام قنوات أخرى أشد خطورة وتأثيرا، وهي قنوات تبدأ بالألعاب الإلكترونية، وما فيها من تسهيل من أمر الجريمة وكسر الأنظمة والاعتداء على الآخرين، بل وتجاوز القوانين كافة بهدف تحقيق الفوز في لعبة تربي الشباب على التهور والاندفاع غير المحسوب، ثم ينتقل الشاب إلى موجهٍ أخطر، يتمثل فيما تبثه القنوات الفضائية من أفلام ومسلسلات تشجع على الجريمة وتجعل منها بطولة، وإذا خرج الشاب إلى الشارع وجد أصدقاء السوء الذين سبقوه في الانحراف، فإما أن يجاريهم، أو يصبح منبوذاً بينهم.

إن معالجة هذا الوضع لا تتم بالنصح والإرشاد فحسب، بل يجب أن تكون هناك خطوات عملية أخرى، تحصن الشباب من الوقوع في الخطأ، وتبين لهم العقوبات التي قد تتخذ بحقهم إذا ما أخطأوا، ولعل أبرز ما يجب إعادة النظر فيه هو منهج التربية الوطنية، وذلك بنقله من منهج ملامحه ضائعة بين مواد التاريخ والجغرافيا والعلوم الشرعية إلى منهج يعزز لدى الشباب قيم العمل الجاد المفيد، ويُرَشِد النخوة والاعتزاز بالنفس والشهامة والحرص على مساعدة الآخرين لتسير في مساراتها الطبيعية، كما أن من المهم مراقبة ما يغذي نزعة العنف لدى الشباب، سواء ما يوجد في الألعاب الإلكترونية، أو ما يبث من أفلام ومسلسلات تلفزيونية، مع فتح مجالات العمل التطوعي ليجد فيها الشباب ما يحقق اعتزازهم بشخصيتهم، وبذلك سنجد أن عبارات مثل ''ابشر بعزك'' تسير في مسارها الطبيعي، بعيداً عن الاندفاع المدمر.

للإشتراك في النشرة
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من الاقتصادية