المجتمع الإلكتروني

سمعنا عن الحكومة الإلكترونية والتعليم الإلكتروني بكثرة، حتى إن الشخص منا بدأ يعتقد أن الخدمات المقدمة من خلال تقنية المعلومات تدور حول هذين الموضوعين فقط. ولكنني أرغب في تقديم اقتراح آخر يتعلق بالخدمات الإلكترونية وأرغب في تسميته «المجتمع الإلكتروني».
هل تشاركني عزيزي القارئ الرأي بأننا نفتقد مجتمعاتنا القديمة التي يعرف فيها كل جار جاره وعندما تحصل أي مناسبة (حزينة أو سعيدة) فإن جميع سكان الحي يشاركون فيها؟ مجتمعاتنا اليوم للأسف تعيش في أحياء يكسوها الكثير من العزلة وعدم تواصل فيما بين السكان وفي معظم الأحيان لا يعرف الجيران بعضهم بعضا.
تأتي التقنية بحلول قد تساعد على لم الشمل في أحيائنا وتعيد إمكانية التواصل بين الجيران. ماذا لو تبنت إحدى الجهات الحكومية (مثل أمانات المناطق) إقامة بوابة إلكترونية تحتوي على مخطط الحي ويتم إدخال معلومات عن منازل الحي من قبل العمدة أو شخص معتمد من السكان؟ ومن خلال هذه البوابة يمكن تقديم الخدمات التالية:
1. الخدمات الصحية: يستطيع المركز الصحي التابع للحي أن يتواصل مع السكان لإبلاغهم عن الخدمات المقدمة في المركز وللتذكير والتنبيه فيما يخص الأمور الصحية، وكما حدث في حالة إنفلونزا الخنازير، يمكن للمركز الصحي أن يقدم برامجه الوقائية من خلال بوابة الحي.
2. الخدمات الدينية: يمكن للمساجد أن تتواصل مع سكان الحي فيما يخص الأمور الدينية مثل الفتاوى أو في حالة أوقات الصلوات غير المفروضة كالاستسقاء أو الخسوف أو الكسوف...إلخ.
3. الخدمات الاجتماعية: تقديم معلومات عن الحي وسكانه والمناسبات والأحداث المهمة لكل ساكن. كما أنه من الممكن تفعيل الكثير من الأدوار الاجتماعية مثل مسابقات رياضية وثقافية تفيد جميع السكان من الفئات العمرية المختلفة.
4. الخدمات الأمنية: يمكن لشرطة الحي أو لسكان الحي أنفسهم التنبيه لأي خلل أمني، كما يستطيع السكان أن يقوموا بدور فاعل في التعاون الأمني عند حدوث ما يثير الريبة.
5. الخدمات البلدية: شكاوى ومشاكل واستفسارات الأحياء تكون على هذه المواقع بحيث تستطيع البلدية التابعة لهذه الأحياء متابعة اهتمامات السكان بشكل مباشر ويومي، بالإضافة إلى ذلك تستطيع البلديات أن تقدم خدماتها وإعلاناتها الخاصة بالحي عن طريق البوابة الإلكترونية للحي.
تفعيل الدور التقني في الحياة الاجتماعية يلعب دورا مهما جداً على المستوى الفردي والمؤسسي فعندما يعتاد المجتمع على التعامل مع الخدمات الإلكترونية فإن الفرد سوف يتقبل العمل مع التقنية بشكل ميسر ودون صعوبات، وبالتالي يتم تفعيل الأعمال الإلكترونية المؤسسية، بالإضافة إلى ذلك فإن تفعيل البوابة الإلكترونية للأحياء ليس من المشاريع المكلفة التي قد تعوق تنفيذ هذا المقترح، كما تستطيع الأمانات أو البلديات أن تضعها كجزء من عقود الصيانة والنظافة أو حتى تستقطع من قيم التراخيص للمحال التابعة للحي. وأنا أتبع وأؤمن بالمقولة «عندما تكون هناك رغبة، تكون هناك طريقة».

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي