الاقتصادية - الموقع الرسمي لأخبار الاقتصاد والأسواق | الاقتصادية

الأربعاء, 19 نوفمبر 2025 | 28 جُمَادَى الْأُولَى 1447
Logo
شركة الاتحاد التعاوني للتأمين9.35
(-0.43%) -0.04
مجموعة تداول السعودية القابضة190.3
(-0.83%) -1.60
الشركة التعاونية للتأمين124.7
(-2.27%) -2.90
شركة الخدمات التجارية العربية111.9
(4.19%) 4.50
شركة دراية المالية5.5
(0.55%) 0.03
شركة اليمامة للحديد والصلب36.02
(-0.88%) -0.32
البنك العربي الوطني22.28
(-0.85%) -0.19
شركة موبي الصناعية10.8
(-0.28%) -0.03
شركة البنى التحتية المستدامة القابضة32.5
(1.18%) 0.38
شركة إتحاد مصانع الأسلاك22.51
(-0.40%) -0.09
بنك البلاد27.14
(-2.09%) -0.58
شركة أملاك العالمية للتمويل11.97
(0.00%) 0.00
شركة المنجم للأغذية54.35
(0.37%) 0.20
صندوق البلاد للأسهم الصينية12
(-0.83%) -0.10
الشركة السعودية للصناعات الأساسية57.25
(-0.26%) -0.15
شركة سابك للمغذيات الزراعية118.9
(-0.17%) -0.20
شركة الحمادي القابضة30.7
(-0.90%) -0.28
شركة الوطنية للتأمين13.91
(-0.78%) -0.11
أرامكو السعودية25.86
(0.08%) 0.02
شركة الأميانت العربية السعودية18.42
(-0.70%) -0.13
البنك الأهلي السعودي37.92
(-0.47%) -0.18
شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات31.14
(-0.64%) -0.20

كان مؤتمر جامعة كولورادو العالمي عن الإسلام والإعلام فرصة لي كمتشبع بالحضارة العربية والإسلامية كي أكتشف من يمثل الإسلام اليوم، ومن له حق التحدث باسم الإسلام وقرآنه ونبيه؟ وهل يجوز للإسلام أن يتحدث باسمه شخص واحد نمنحه العصمة والقصب المعلى في البت في أمور الدنيا والآخرة؟

قلنا في رسالة سابقة إن الأديان السماوية وغيرها تتقهقر اليوم عدا الإسلام. الإسلام من الناحية الجغرافية يتربع على مساحات شاسعة من الدنيا تبلغ أضعاف مساحة الصين. له من الأتباع نحو مليار ونصف من البشر معظمهم ملتزمون به فكرا وممارسة. ولكننا قلما ندرك أن هذا الدين الذي جمع الألوان والأجناس تحت خيمة ''لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى'' لا رأس له، مثل بابا الفاتيكان مثلا. وفي رأيي المتواضع هذه الخاصية الفريدة في الفكر الإنساني كانت ولا تزال واحدة من الركائز التي تميز الإسلام ليس كدين بل كفكر ومنهج وأسلوب حياة.

وقلما نتذكر أن عدد الهنود المسلمين قد يقارب عدد العرب المسلمين البالغ نحو 250 مليون شخص. وعدد المسلمين في باكستان وبنجلاديش أكثر من عدد العرب المسلمين، وأن عدد المسلمين في إندونيسيا وحدها فقط مقارب لعدد العرب المسلمين. فما السر وراء حقيقة أن العالم والإعلام والعلم والأكاديميا لا ترى الإسلام إلا من وجهة نظر عربية صرفة، التي لا تمثل الإسلام كدين لا جغرافيا ولا بشريا؟

لا يمكن لأي منصف أن ينكر دور العرب ولغتهم في نشر الرسالة وتعزيزها. بيد أن النظر إلى العرب، وكأنهم يمثلون الإسلام والمسلمين في العالم نظرة قاصرة. والأنكى، فإن هذه النظرة تأخذ في الحسبان مجموعة صغيرة – قوية ومؤثرة في أفعالها – وكأنها هي الإسلام لا غير. وهذه المجموعة – سنترك التسميات جانبا – جرى شيطنتها في الإعلام دون وجه حق في أحيان كثيرة ودون النظر إلى الدوافع والأسباب. واندفع المسلمون، ولا سيما العرب منهم، وراء الغرب في هذا المنحى، ليس خطابيا بل فعليا وعمليا. وكان المؤتمر ضحية هذا التوجه من مجموع 150 عالما مشاركا بأبحاث ودراسات كان هناك ممثلون عن أربع دول إسلامية فقط: الإمارات والكويت وتركيا وأوغندا. كان هناك عدد آخر لكنه لا يتجاوز أصابع اليد من المسلمين ولكن هؤلاء كانوا يمثلون جامعات ومؤسسات غربية. العلماء الغربيون، ولا سيما الأمريكان، كانوا في الصدارة، هم ترأسوا أغلب الجلسات، ولأهمية المؤتمر حضره ممثلون عن أمهات دور النشر في أمريكا للاتفاق مع الباحثين على مشاريع كتب وتأليف في المستقبل. وكذلك حضر ممثلون عن مراكز الدراسات العربية والإسلامية والاستراتيجية في الولايات المتحدة للسماع والتعاقد. وكما أسلفنا احتلت الدراسات التي تتناول بالتحليل والتمحيص خطابات جامعات إسلامية محددة الصدارة، فخرجنا كلنا تقريبا نعرف أكثر بكثير عن أن الإعلام الإسلامي اليوم تطغى عليه الأصولية والانغلاق وإقصاء ومحاربة لا بل القضاء على الآخر، وإن كان يدين بالإسلام لكن يختلف عن الآخر منهجا. وخرجنا ولدينا من الأمثلة من العراق، وأفغانستان، وفلسطين، والسعودية، ومصر، والجزائر، وغيرها من البلدان ما يمنح التوجه هذا صدقية كبيرة. وهكذا ضاعت صيحات العالم الصيني الذي جاهد كي يوصل رسالة إلى المؤتمر مفادها أن المسلمين في الصين انتفضوا ضد السلطات من أجل تحسين أحوال معيشتهم والحفاظ على ثقافتهم وربط مناطقهم بالشبكة العنقودية وتوفير أجهزة كمبيوتر مربوطة بالشبكة في كل بيت، واشترطوا على السلطات عدم التدخل في فولكلورهم المتمثل بالرقصات والأغاني الشعبية. وكان هذا العالم قد أمضى فترة طويلة يدرس المجتمع الصيني المسلم المنفتح على الآخر والمحافظ على إسلامه في الوقت نفسه. وكذلك لم يكترث إلا أشخاص من أمثالي لبحث عن المسلمين في الهند، حيث أظهر الباحث كيف أن المسلمين الهنود يجلسون مع الهندوس ويتعاونون معهم كإخوة في مجالس البلديات والولايات والتجارة ومقاعد الدراسة، وكيف أن الأئمة من الهنود المسلمين يجلسون ويناقشون مع رجال الدين الهندوس كإخوة في الإنسانية.

وإلى الجمعة القادم.

للإشتراك في النشرة
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من الاقتصادية