متى يكتمل نضج الإدارة؟
متى تنضج الإدارة وترشد؟
هل كون المدير مؤهلاً علمياً يكفي بذاته لتكون الإدارة كاملة النضج؟
هل يمثل المدير جميع عناصر الإدارة؟
على الرغم من اختلاف أنماط الإدارة ومدارسها, يمكن تجميعها, بناء على نتائج أدائها, تحت مجموعات, منها الجيدة الناجحة وما دون ذلك.
ونجاح الإدارة وجودة عطائها مظهر من مظاهر نضجها. والإدارة الناضجة لا يمكن أن يمثل المدير جميع عناصرها مهما ارتفع تأهيله أو تعددت مواهبه وتألقت مهاراته وتفوق على أقرانه في قدراته. والسبب في ذلك أن الإدارة أشبه ما تكون بعملية كيماوية عناصرها الإنسان والتنظيم والنظام والإجراءات والمستلزمات المادية والمعنوية لإنجاز العمل وبيئة العمل الداخلية والخارجية وما قد ينفرد به كل عمل من خصوصيات.
لا ريب أن للمدير دوراً رئيساً، ولكن ذلك الدور يتضاءل بقدر ما يفقد من العناصر الأخرى أو بقدر ما ينقص من فاعلية أي منها أو كلها. لذلك, فإن نضج الإدارة ورشدها حصيلة لنضج مكوناتها, فنضج المدير مثلاً، بموقعه التنظيمي وسط من يعلونه من المشرفين عليه ومن هم تحت إشرافه ومن هم موازون له من زملائه، سواء في وحدته التنظيمية أو غيرها، لا يمكن أن يكتمل بين عشية وضحاها، إذ يتطلب ذلك وقتاً تُنمى فيه، من خلال الممارسة الفعلية ''المعارف والمهارات التي تعد مكونات رئيسة لبلوغ المدير مستوى إشرافياً يشكل لبنة مناسبة من اللبنات العديدة للبناء الكلي للإدارة''.
التنظيم والنظام وغيرهما من موظفين ومن المستلزمات الأخرى ما لم تكن قد بلغت مستوى مناسباً لما بلغه المدير فلن تبلغ الإدارة مرحلة النضج. ومن هذا يتضح أن اكتمال استعداد وعدة المدير وحده لا تكفي إذ لا بد أن تتساوى معه بالمستوى نفسه العناصر الأساسية والمساعدة اللازمة لتسيير العمل بكفاءة.
والإدارة أشبه ما تكون، في هذه الحالة، بالعربة التي ما لم تكن جميع محركاتها وعجلاتها وكل مستلزماتها الكهربائية والميكانيكية متكافئة مع مهارة قائدها فلن تسير بيسر وانتظام وسرعة مناسبة مهما كان السائق ماهراً...!