البنوك وخدمة المجتمع
تحدث كثير من الوسائل الإعلامية عن الحاجة للمشاركة الفاعلة للبنوك المحلية في خدمة المجتمع؛ حيث إن هذه البنوك تحصل على أرباح عالية جداً وبدون مردود مباشر يلمسه المواطن، فلم يسُمع من قبل عن بنك محلي قام بدعم أو إنشاء صندوق للابتعاث أو إنشاء مراكز حيوية تخدم البلد والمواطن اللذين ساعدا على زيادة أرباح البنوك بأشكال خيالية لا توجد في الغرب أو الشرق.
ومن البدهي أن البنوك المحلية تفكر فقط في كيفية زيادة أرباحها، حيث لا توجد أية حوافز أو ضوابط نظامية تدفع هذه البنوك للمشاركة الفاعلة مع المجتمع، ولكن ما شد انتباهي هو أن البنوك الأمريكية بدأت في منافسة موقع اسمه www.mint.com، وهو موقع إلكتروني يخدم المواطن الأمريكي في تنظيم حساباته الخاصة، بحيث يسهل عليه أن يختم حساباته ويُسلم تقرير الضرائب السنوية، وهذا الموقع مجاني ووسيلة ربحه هي الدعايات التي تعلن من خلال صفحاته.
وتجد البنوك الأمريكية أن هذه الخدمة تساعد على جلب الزبائن، حيث إن خدمة تسجيل المصروفات وتقرير الضرائب هي أكبر كابوس يواجه أي مواطن أمريكي؛ فتم وضع هذه الخدمة في مواقعها الإلكترونية، ومن هذه البنوك: بنك جي بي مورغان JPMorgan Chase، وويلزفارقو Wells Fargo، وبانك أوف أميركا ( Bank of America)، وآي إن جي (ING). هذه الخدمة المجانية للعملاء تدر على البنوك أرباحاً طائلة من خلال جمع المعلومات من هذه المواقع لمعرفة احتياجات العملاء، بحيث يتم عمل برامج بنكية تناسب المتطلبات، كما أن أهم عامل في هذه الخدمة هو خلق ولاء بين العميل وبنكه.
التعاملات البنكية الإلكترونية في ازدياد بشكل كبير جدا،ً ومساهمة البنوك في تثقيف المجتمع مطلب ضروري، ولا بد أن تبدأ بنوكنا المحلية بالتفكير الإبداعي بخلق فرص استثمارية لهما، مع الأخذ بعين الاعتبار ما هو مفيد للمجتمع، وأتمنى أن تستثمر هذه البنوك في مجالات تدعم الاقتصاد الوطني لتحرره من الاعتماد على مصدر البترول لدينا.