لا تنظر إلى الوراء

لا تنظر إلى الوراء

لقد مر 25 عاما منذ أن تحولت البرازيل من الديكتاتورية إلى الديمقراطية، إلا أنه لم يتم إصلاح الجيش حتى الآن. وقد تم تذكير لويس إيناسيو لولا دا سيلفا بهذا بقسوة قبل عيد الميلاد حين وقع مرسوم يدعو إلى أن تحقق لجنة لتقصي الحقائق في عمليات التعذيب والقتل والاختفاء خلال الحكم العسكري بين الأعوام 1964 و1985. وفي غضون 24 ساعة، هدد رؤساء القوات المسلحة الثلاثة بالاستقالة مع Nelson Jobim، وزير الدفاع. وتراجع لولا بسرعة. ونقل عنه قوله إن الحكومة ستعيد النظر في ذلك.
ولم تقم الأرجنتين وتشيلي بتكليف مثل هذه اللجان بتقصي الحقائق فقط، بل سجنت العديد من الضباط العسكريين السابقين. وكان الديكتاتوريون في البرازيل أقل تعطشا للدم. ومع ذلك، قتل أو اختفى 200 إلى 400 معارض يساري في ظل النظام العسكري، وتم تعذيب عدة آلاف منهم. ولكن قبل تسليم السلطة التدريجي للمدنيين، وافق الجنرالات على عفو عام عن ''الجرائم السياسية'' من قبل الحكومة والجماعات اليسارية المسلحة. وسمح خلفاؤهم بسيطرة مدنية محدودة فقط على الشؤون العسكرية.
وكانت البرازيل إحدى آخر الدول في أمريكا الجنوبية التي تنشئ وزارة دفاع موحدة مع وزير مدني. ولا يزال الجيش يسيطر على قوات الشرطة في الولاية. ويسيطر موظفو الدفاع الجوي على حركة المرور الجوية المدنية، ويشرف أحد الجنرالات على وكالة الاستخبارات الرئيسية. ويمنح الدستور الديمقراطي للبرازيل الجيش صلاحيات وصاية غامضة. ورفع لولا رواتب وإنفاق الجيش. واشترت الحكومة غواصة نووية فرنسية وتخطط لشراء طائرات مقاتلة جديدة. وفي المقابل، وافق الجيش على قرار المحكمة العليا بإنشاء احتياطي هندي كبير على الحدود الشمالية للبرازيل، وهو إجراء كان قد عارضه في السابق.
وكان عدة أعضاء بارزين من حزب العمال الذي يرأسه لولا ينتمون إلى جماعات حرب العصابات في السبعينيات، وتم سجن وتعذيب الكثير منهم. ومن بينهم Paulo Vannuchi، نائب وزير العدل المسؤول عن حقوق الإنسان. وقد اقترح إنشاء لجنة لتقصي الحقائق. وهو يحاول أيضا الحصول على ملفات النظام العسكري. وتعارضه وزارة الدفاع، التي تزعم أن الكثير من هذه الملفات تعرضت للحرق أو الضياع. وقد نظمت الحكومة حملة دعائية، ليس فقط بحثا عن معلومات عما حدث لأولئك الذين اختفوا، بل أيضا لوصف المتمردين الشيوعيين الذين كانوا يعملون في الأمازون ''أبطال''، ووصف الديكتاتورية بأنها ''البرازيل التي كان الحلم ممنوعا فيها''.
وأغضب كل هذا ضباط الجيش، الذين يعتقدون، من منظورهم للتاريخ، أنهم أنقذوا البرازيل من الخطر الشيوعي. وتقول بعض مصادر الجيش إنه سيوافق على لجنة تقصي الحقائق ولكن فقط إذا حققت أيضا في الجرائم التي ارتكبها المسلحون اليساريون. وفي هذا إشارة واضحة إلىDilma Rousseff، مرشح لولا في الانتخابات الرئاسية لهذا العام الذي كان في السبعينيات ناشطا يساريا متطرفا. وفي علامة واضحة أخرى على الاضطرابات، سربت مصادر عسكرية هذا الشهر معلومات إلى صحيفة برازيلية تشير إلى أن الطائرات المقاتلة الفرنسية التي يريد لولا شراءها لها سجل سيئ في الاستعراض الفني للقوات الجوية. ويحظى الجيش بالشعبية في البرازيل. وهو قوي جدا أيضا، ومن المفترض أن يثير هذا قلق خصوم لولا السياسيين مهما كانوا يستمتعون بالإحراج الذي تعرض له

الأكثر قراءة