مشكلة منع الشباب من دخول الأسواق.. والحل المقترح

منع الشباب من دخول الأسواق ربما يكون له مبررات مقنعة، حيث يتصرف قلة من هؤلاء الشباب تصرفات مزعجة للعائلات التي تقصد هذه الأسواق للتسوق.. وقد انطلق هذا المنع من قاعدة (سد الذرائع) لكنه مع مرور الوقت ولد مشكلة عدم ثقة بين الشباب ومجتمعه.. وأخذت مجموعات من الشباب تقف أمام الأسواق عند نهاية الأسبوع في ظاهرة احتجاجية نقلتها قناة الإخبارية منذ أيام في مجال نقاشها لهذه المشكلة أو الظاهرة التي تكاد تنفرد بها بعض مدن بلادنا. ولعل من المفيد أن نذكر ونحن نبحث في إيجاد حلول لهذه المشكلة أن شبابنا حينما يذهبون لدول أخرى يسيرون مع العائلات في الأسواق جنبا إلى جنب ولا يحدثون أي إزعاج.. ويرد ذلك إلى الثقة التي منحت لهم وهم يمثلون بلادهم في الخارج وإلى الحزم في تطبيق العقوبات على المخالف منهم. ومن هنا أبدأ في طرح المقترح الذي أضعه أمام الأمير سلمان بن عبد العزيز لتكون تجربة تطبيقيه في مدينة الرياض، حيث تبرز الظاهرة فيها بشكل أكبر من المدن الأخرى لكثافة سكانها وارتفاع نسبة الشباب بينهم ولتعدد أسواقها بما فيها من مغريات ترفيهية ومطاعم ومقاه يحتاج الشباب إلى قضاء بعض الوقت فيها بدل الدوران في الشوارع. ويتلخص الحل المقترح في السماح للشباب بدخول الأسواق لمدة ثلاثة أشهر ثم تقيم تجربة منح الثقة للشباب، وتعلن النتائج متضمنة عدد المخالفات والجزاء الذي ناله المخالفون، ولا شك أن تشديد العقوبات والحزم في تطبيقها (في مكان ارتكاب المخالفة) مع التشهير بالمخالف دون تدخل أو قبول واسطة سيكون رادعا قويا وسببا في انتهاء المشكلة. كما اختفت مشكلة الجوال الكاميرا التي ظهرت من قبل ونتجت عنها مخالفات كبيرة ثم انتهت بالحزم في معاقبة المخالفين ويحسن بنا في هذا المقام أن نشيد بدور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذا المجال.. وفي مراقبتهم للأسواق إلى أن ظهور منسوبيها بزي مميز ورسمي يفوت عليهم فرصة ضبط الحالات عند حدوثها ولذا، فإن المراقبة يجب أن تكون بلباس مدني عادي، كما يمكن الاستعانة بمراقبة الكاميرات حتى لو اعتبرها البعض تدخلا في الخصوصية فهي لحماية المجموع وأصبحت ضرورة من ضروريات الأمن.. ومعمولا بها في جميع دول العالم ولن يحتفظ بصورها إلا لفترة وجيزة لاستعادتها عند حدوث مخالفة، ويفترض أن يخول بالاطلاع على الصور أولئك الذين وضعت الثقة بهم من رجال أمن أو حسبة فقط.. وفي غرفة مغلقة. كما أن العائلات في أسواقنا تظهر بلباس محتشم ولله الحمد ولو وجدت بعض التصرفات أو الملابس غير المقبولة من بعض الفتيات فيجب أن يخضعن للمساءلة مثل الشباب تماما.. فالمعاكسات تتم أحيانا من الطرف الآخر. ومن الظلم أن نركز على الفتيان ونغض الطرف عن الفتيات.
والخلاصة: مشكلة شعور الشباب بعدم ثقة المجتمع فيهم أخطر من مخالفاتهم أثناء وجودهم في الأسواق ولذا لابد من حل هذه المشكلة التي قد تؤدي إلى مشكلات أكبر إذا استمر إحساس الشباب بالإحباط والعزل وعدم ارتيادهم أماكن يرتادونها في كل دول العالم إلا في بلدهم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي