موارد هائلة .. وفقر مدقع!

أسطورة الوحدة السياسية بين الدول العربية تبددت بتجارب فاشلة.. بخصوصيات كل دولة.. بزعامات حاكمة وزعامات واقعية.. فليكن ولكن ما هي أخبار الوحدة الاقتصادية.. ماذا فعل "د. جويلي" في السنوات التي قضاها أمينا للوحدة الاقتصادية.. أظن أنها لم تنجز شيئا أو أنجزت القليل.. هذا رغم الإمكانات الهائلة للدول العربية اقتصاديا.. الثروة في الخليج.. و"ليبيا". والماء في "مصر".. والأرض في "السودان".. ورغم هذا الثراء المالي واللوجستي فإن 140 مليون عربي تحت خط الفقر والبطالة.. هي الأعلى عالميا.. وهذه الأرقام المحزنة صدرت عن أمل العرب الذي خاب.. أقصد الجامعة العربية.
منذ أيام صدر تقرير عن الجامعة العربية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي يوضح أن 140 مليون عربي يعيشون تحت خط الفقر أي أن 40 في المائة من سكان الدول العربية جوعى.. والأدهى والأمر أن نسبة البطالة هي الأعلى عالميا بنسبة 77.8 في المائة، ويؤكد التقرير أنه لم تنخفض معدلات الفقر خلال الـ 20 سنة الماضية رغم المداخيل الهائلة التي حققتها بعض الدول العربية.. بل إنه للأسف الشديد أن بعض البلاد العربية شهدت زيادة في معدلات الفقر.
ما هو المطلوب إذا أمام هذه الأرقام والوقائع المخزية؟ المطلوب ببساطة وضع خطط وسياسات فاعلة ومؤثرة.. فلا زيادة المداخيل ولا الإمكانات مهمة بقدر أهمية وضع سياسات إنمائية قادرة على خفض الفوارق بين الطبقات من ناحية وتشغيل الأيدي العاملة من ناحية أخرى.. والمسألة ببساطة تشبه رجلا يكسب مليون ريال شهريا يبددها في الإنفاق الترفي، ولا يدخر منها ما يكفي لإقامة مشروعات تستوعب ما حوله من أيد عاملة.
إننا نطلق على مثل هذا الرجل أنه سفيه ومبذر ولا يرى من حوله ولا يرى المستقبل.. وعليك أن تسمي الدول العربية بما تشاء مع هذا المثل البسيط.

.. همس الكلام:
.. لماذا نعيش إذا لم نجعل العالم أفضل لنا جميعا!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي