جاء ضمن التوجيه الكريم من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله ــــ يحفظه الله ــــ بإنشاء قناة القرآن الكريم, وأخرى للسنة النبوية, ترتبط الأولى بمكة والأخرى في المدينة المنورة, ليكون ذلك تعبيرا صادقا عن أصالة المنطلق وعالمية الرسالة.
النظر في هذا التوجيه الكريم الموفق من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله يعبر عن إيمان وصدق يحمله الملك عبد الله, وهو يحمل رسالة الحرمين في شمولية النظر ليسمع العالم هداية الإسلام بأصالته الأولى «القرآن الكريم والسنة النبوية». هذا المنطلق فصل مبارك في حسنات خادم الحرمين الشريفين لربط المسلمين بهذين الأصلين, ومد نظر العالم إلى صدق رسالة الإسلام الممثلة في القرآن والسنة, مع عناية مصاحبة ممتدة بعمارة الحرمين الشريفين في ظل مشروع شمولي في توسعة الحرمين أطلقه خادم الحرمين بعزيمة المؤمن الصادق في حمل الرسالة, ثم يأتي توجيهه الكريم بإنشاء قناة القرآن الكريم من مكة المكرمة والسنة النبوية من المدينة المنورة ليمثل ربطا تاريخيا لعلماء المسلمين وعامتهم في ظل رسالة الحرمين الأولى, القرآن والسنة» لتكون إيمانا عن الضلال وجمعا عن الفرقة وعدلا عن الظلم وقسطاسا عن موازين الغلط، وهدى للناس لكتاب ربهم وسنة إمام المرسلين.
إن هذا التوجيه الكريم جاء ليعبر عن رسالة خير ينتظر العالم نورها, وحمل الرسالة التي جعلها الله رحمة للعالمين ونورا عن الظلمات.
إن هذه الحسنة المباركة من خادم الحرمين الشريفين تشريف من الله له, فإن من يحمل ويدعو إلى كتاب الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقد أتى شرفا من الله وفضله.
ينتظر أن تكون هذه الإطلاقة المباركة بابا لجمع المسلمين, وميدان علم يصل الناس برسالة الإيمان والخير التي بعث بها الرسول ـــ صلى الله عليه وسلم، وهنا رسالة للعلماء المسلمين إلى مزيد من العناية بالدعوة للكتاب والسنة إيمانا وعملا ومنهج حياة. لقد وضع الملك عبد الله ـ وفقه الله ـ لبنة خير صادقة وحسنة يرجى ذخرها عند الله, ويحفظها التاريخ في سجل الصدق, جعله الله مباركا بتوفيقه وعونه.
