الميزانية الجديدة وبناء الإنسان السعودي
تعكس الميزانية العامة للدولة التي أعلنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله - حرص حكومتنا الرشيدة على تلبية متطلبات الاقتصاد الوطني وتوجيه الموارد للإنفاق على جوانب تلامس احتياجات المواطنين وتحسن مستوى معيشتهم وتوفر لهم الخدمات التي تساعدهم على أداء دورهم التنموي ، كما تؤكد الميزانية الجديدة قوة الاقتصاد السعودي من خلال الاستمرار في تطوير البنية التحتية اللازمة لاستمرار النمو الاقتصادي وإحداث نقلة نوعية في المشاريع التنموية الكبرى وتوفير فرص عمل جديدة للمواطنين وتطوير القطاعات الإنتاجية والخدمية وزيادة اعتماداتها المالية على النحو الذي يمكّنها من أداء دورها على الوجه الأكمل.
وحين تخصص هذه الميزانية؛ التي تعد الأضخم في تاريخ ميزانيات المملكة مبلغ 137.6 مليار ريال للتعليم والتعليم العالي والتدريب فإنها تريد أن تؤكد استمرار الدعم اللا محدود الذي توفره الدولة لهذه القطاعات الحيوية باعتبارها قطاعات مسؤولة عن بناء الإنسان المتسلح بالعلم والمعرفة.
كما تؤكد ميزانية التعليم والتدريب السخية إيمان حكومتنا الرشيدة بأن التنمية يصنعها الإنسان, وأن إعداد الإنسان القادر على التجاوب مع متطلبات العصر وتطوراته السريعة والمتلاحقة هو أقصر الطرق للتنمية.
وإذا كان قطاع التعليم العالي قد حقق في الآونة الأخيرة إنجازات واضحة وملموسة بل ومحل اعتراف دولي فقد تحقق كل ذلك بفضل الله ثم بفضل هذا الدعم اللا محدود.
ويكفي أن نشير هنا إلى بعض ملامح هذه الإنجازات التي تتمثل في الارتقاء الكمي والنوعي بمؤسسات التعليم العالي وزيادة الاهتمام بالجودة النوعية وتعزيز ربط البرامج التعليمية بمتطلبات التنمية والتوسع في التخصصات العلمية التي تحتاج إليها مسيرة التنمية فضلاً عن توسيع قاعدة التعليم العالي من خلال إنشاء الجامعات الجديدة والتطوير النوعي للجامعات القائمة.
وبالطبع فقد انعكس هذا الدعم اللامحدود على جامعة الملك فهد التي أستطيع أن أقول بثقة تامة إن كل ما حققته من مكانة مرموقة وسمعة علمية عالمية متميزة ومعايير للجودة تضاهي الجامعات العالمية، كان نتيجة مباشرة ومحصلة طبيعية لهذا الدعم.
إن الميزانية السخية المخصصة لجامعة الملك فهد ستعين الجامعة على الاستمرار في طريق التميز الذي التزمت به منذ نشأتها واعترفت به هيئات دولية محايدة, كما ستستثمر الجامعة هذا الدعم الحكومي في الرقي بكل عناصر العملية التعليمية والوصول إلى أعلى معايير الجودة العالمية وتخريج «منتج تعليمي» قادر على الوفاء بالاحتياجات المتجددة والمتطورة لسوق العمل. وتستطيع الجامعة من خلال هذا الدعم الاستمرار في النهج الذي التزمت به لنفسها منذ بداياتها الأولى وهو التطوير المستمر والتحديث المتجدد للعملية التعليمية ومجاراة أحدث أساليب التعلم في العالم وتهيئة البيئة الجامعية لتكون بيئة محفزة ومشجعة على الإبداع والتميز. كما تمكن الميزانية الجديدة الجامعة من استكمال مشاريع البنية الأساسية مثل المباني الأكاديمية وسكن الطلاب وسكن الأساتذة وبناء المعامل والمختبرات الحديثة واستقطاب أعضاء هيئة تدريس مميزين.
وختاماً فإنني أرفع أسمى آيات الشكر والعرفان إلى مقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني – يحفظهم الله - على ما يحظى به التعليم العالي بوجه عام وجامعة الملك فهد بوجه خاص من دعم مادي ومعنوي كبير.