قرعت أزمة سيول جدة ناقوس محاسبة المقصرين التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين بحكمته المعهودة في مثل تلك الظروف ومحاسبة المقصر المتسبب فيها أياً كان منصبه.
إن محاسبة المقصر عزيزي القارئ تعني بشكل آخر محاربة الفساد والتي ستطول جميع المقصرين والفاسدين في جميع القطاعات المختلفة.
من المؤكد أن قرار محاسبة المقصر وقعها لن يكون سهلاً أو عابراً وخصوصاً على المسؤولين عن هذا الفساد في جميع القطاعات والمناطق وليس في المنطقة الغربية فحسب كما أن نتائجها ستكون ممتازة وتعود بالنفع على القطاع العقاري بشكل خاص وعلى الاقتصاد بشكل عام.
إذ إن البيروقراطية والفساد أكثر المؤثرين سلباً على الاستثمار العقاري بشكل مباشر، والحديث عن محاسبة المقصر لا يعني فقط الفاسد منهم ولكن سيشمل كل من المتقاعسين والمهملين وغير المنجزين لعملهم أيضاً إذ إن البيروقراطية والإهمال من مظاهر الفساد بل وأكثرها تأثيراً، والحديث عن فتح تحقيق في أسباب حادثة سيول جدة سيكون بمثابة الكابوس على جميع المقصرين والفاسدين في القطاعات الأخرى وإن لم تكن لهم علاقة مباشرة فيما حصل في مدينة جدة الأمر الذي أتوقع أن يرفع أداء جميع قطاعات الأعمال في السعودية في الفترة القادمة بإذن الله.
أتوقع أن تشهد جميع قطاعات الحكومة طفرة غير مسبوقة في التطور والتجدد مما سيعود بالخير على جميع قطاعات الاستثمار كما أنها ستعود بالنفع المباشر على جميع المواطنين بإذن الله وستسهم بشكل فعال في حركة النهضة العقارية المقبلة.
