default Author

أسعار النفط في عام 2010

|
من المتوقع أن يبلغ متوسط أسعار خام غرب تكساس نحو 61 دولارا للبرميل عام 2009، وذلك بانخفاض قدره نحو 36 دولارا عن متوسط أسعار خام غرب تكساس عام 2008. وكانت أسعار النفط قد انخفضت من مستوياتها القياسية التي بلغ متوسطها 140 دولارا للبرميل في حزيران (يونيو) من عام 2008، إلى أقل متوسط شهري قدره 38 في كانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي. (الحديث هنا عن المتوسطات الشهرية وليس عن الأسعار اليومية التي وصلت إلى 147 دولارا للبرميل في بداية تموز (يوليو) من عام 2008) إلا أن الأسعار استمرت في الارتفاع منذ ذلك الوقت حتى وصلت إلى متوسط شهري قدره 77 دولارا في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. ويعود هذا الارتفاع في الأشهر الأخيرة إلى عوامل عدة أهمها التخفيض المدروس للإنتاج الذي قامت به «أوبك»، وانخفاض قيمة الدولار الأمريكي، واستمرار النمو الاقتصادي بمعدلات مرتفعة نسبيا في الصين والهند، وزيادة استهلاك النفط في دول الخليج، خاصة في قطاع الكهرباء. ويذكر أنه بين آب (أغسطس) 2008 وآذار (مارس) 2009، قامت «أوبك» بتخفيض الإنتاج بنحو ثلاثة ملايين برميل يومياً، وتبين فيما بعد أن هذا التخفيض كان أكبر من الانخفاض في الطلب على النفط. ويذكر أن أثر الأزمة المالية والكساد الاقتصادي في أسعار النفط كان واضحا من اللحظة الأولى, حيث إن الأزمة بدأت تظهر في أيلول (سبتمبر) من عام 2008 وتفاقمت في شهري تشرين الأول (أكتوبر) وتشرين الثاني (نوفمبر)، ولو نظرنا إلى أسعار النفط في تلك الفترة نجد أنها انخفضت من 100 دولار في أيلول (سبتمبر) إلى نحو 68 دولارا في تشرين الأول (أكتوبر)، ثم إلى 54 دولارا في تشرين الثاني (نوفمبر) ثم إلى 38 دولارا في كانون الأول (ديسمبر). ويتمثل أثر الأزمة المالية والكساد الاقتصادي في أمرين: الأول انخفاض الطلب على النفط، الذي أسهم بدوره في تخفيض أسعار النفط, والآخر تغير انطباع الخبراء والتجار, حيث كان يتوقع في فترة ما قبل الأزمة أن يستمر الطلب على النفط في الارتفاع، ولكن هذه التوقعات تغيرت بشكل كبير لدرجة أن عددا من الهيئات والبنوك توقعوا انخفاض الطلب على النفط بمقدار ثلاثة ملايين برميل. هذا التغير في الرؤية أسهم أيضا في تخفيض أسعار النفط بشكل أكبر مما تتطلبه قوة السوق، وأسهم أيضا في رفعها فيما بعد عندما تبين خطأ هذه التوقعات. ويتوقع حاليا أن ينتهي عام 2009 بانخفاض قدره نحو 1.4 مليون برميل يوميا، أي نحو نصف ما كان متوقعا. ## توقعات أسعار النفط في عام 2010 يقوم كثير من الهيئات المتخصصة والبنوك العالمية بالتنبؤ بأسعار النفط للفترات القادمة بناء على نماذج رياضية معقدة. أغلبية هذه النماذج يقوم بتقدير الطلب العالمي على النفط وإنتاج دول خارج «أوبك» بناء على متغيرات معينة، ثم يقومون بناء على ذلك بتقدير إنتاج «أوبك»، ومستويات المخزون، ومن ثم مستويات الأسعار. وعادة ما يقوم البعض بتبني عدة سيناريوهات، ثم يرجحون واحدا منها ويعتبرونه «الحالة الأساسية» التي تتبناها تلك الهيئة أو البنك. وإذا نظرنا إلى التوقعات الحالية لنمو الطلب المتوقع على النفط في العام المقبل نجد أن جميع الهيئات والمنظمات والخبراء يتوقعون نمو الطلب على النفط، ولكن بدرجات متفاوتة تراوح بين 700 ألف برميل يوميا ومليوني برميل يومياً. ويبين الجدول رقم (1) توقعات المنظمات والهيئات المختلفة والخبراء لنمو الطلب على النفط في عام 2010، مرتبة من الأعلى إلى الأدنى. ## الجدول رقم (1) #2# ويبدو أن المحدد الأساس لأسعار النفط في عام 2010 سيكون إنتاج الدول غير الأعضاء في منظمة «أوبك», حيث إن هناك خلافا كبيرا حول الكمية التي يمكن أن تنتجها هذه الدول فبعض البنوك يتوقع أن ينخفض إنتاج دول خارج «أوبك» بأكثر من 300 ألف برميل يوميا، بينما يرى آخرون أنه سيزيد، وقد تصل هذه الزيادة إلى 770 ألف برميل يوميا. وهناك عديد من العوامل التي قد ترفع أسعار النفط في العام المقبل منها انتعاش الاقتصاد العالمي، واحتمال استمرار الدولار الأمريكي في الانخفاض، وانخفاض الاستثمار في عمليات التنقيب والاستكشاف عام 2009 بسبب الكساد. ونظرة سريعة إلى توقعات مجموعة من الهيئات والبنوك تفيد بأن توقعات الوقت الحالي لمتوسط أسعار النفط عام 2010 أنه سيكون بين 65 دولارا للبرميل و90 دولارا للبرميل، حيث يبلغ متوسط هذه التوقعات نحو 78 دولارا للبرميل. أما بالنسبة إلى السعر الذي ستبنى عليه موازنات الدول المنتجة للنفط فإنه سيكون أقل من ذلك ويتوقع أن يراوح بين 45 دولارا للبرميل و65 دولارا للبرميل، وبمتوسط قدره 53 دولارا للبرميل. وقد تبين أخيرا أن الموازنة الفنزويلية للعام المقبل مبنية على سعر 59 دولارا للبرميل. ويبين الجدول رقم (2 ) توقعات الهيئات والبنوك المختلفة، كما يبين متوسط عدد كبير من الخبراء وذلك في استطلاع لشركة بلوومبرج، واستطلاع آخر لوكالة أنباء «رويتر». ## الجدول رقم (2 ) #3# هذه التوقعات مرتبة من الأعلى إلى الأدنى. وكالعادة، فإن بنك جولدمان ساكس أكثر التوقعات تفاؤلا, حيث يتوقع البنك أن يكون متوسط الأسعار 90 دولارا للبرميل. وبما أن هذا هو المتوسط، فإن احتمال ارتفاع الأسعار فوق 100 دولار وارد عند خبراء البنك. إلا أن وجود طاقة إنتاجية فائضة في دول «أوبك» واستعداد إدارة أوباما لاستخدام الاحتياطي الاستراتيجي في حالة ارتفاع الأسعار بشكل كبير، وكون الاقتصاد الإعلامي أصغر مما كان عليه عام 2007 يجعل من الصعب أن تتحقق توقعات جولدمان ساكس بأن يكون متوسط الأسعار 90 دولارا للبرميل عام 2010.
إنشرها