الحاجة إلى مشروع وطني للتوعية بالتعاملات الإلكترونية الحكومية

كان لي شرف المشاركة في إحدى حلقات البرنامج التلفزيوني «سعودي تك» في القناة الأولى والتي كانت تناقش المعوقات التي تواجه تطبيق التعاملات الإلكترونية الحكومية. وتعتبر هذه المبادرة من التلفزيون السعودي وبالإمكانات البسيطة لهذا البرنامج إحدى الوسائل الضرورية لنشر الوعي في أهم مشروع استراتيجي للمملكة العربية السعودية في الوقت الراهن. وفي الواقع إننا نحتاج إلى كثير من هذه البرامج لتوعية المجتمع لكي يكتسب هذا المشروع دعما من جميع المشاركين فيه من مستفيدين وعاملين على هذه الخدمات.
وحيث إن الوعد بتطبيق 150 خدمة حكومية إلكترونياً في عام 2010 قارب على الاكتمال بشكل «ناجح ومتميز»، فإنه لا بد من التفكير في تطبيق مشروع وطني يختص بتوعية جميع المستفيدين (مواطنين وموظفين) بهذا المشروع الاستراتيجي الذي ضخت فيه الدولة مبالغ طائلة؛ وبدون تعاون ومشاركة هؤلاء المستفيدين فإن المشروع سيفشل، حتى وإن تم تطبيقه بطريقة صحيحة؛ علماً بأنه كان من المفترض أن تشملها التوعية منذ الأيام الأولى للمشروع، ولكن؟؟
وحيث إنه من المفترض ألا نندب سوء الحظ أو قلة دراية العاملين على مشروع التعاملات الإلكترونية، فإنه لا بد من تحرك المسؤولين في وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بعمل مشروع توعوي وطني يشمل التالي:
1. دورات وورش عمل في جميع المنشآت الحكومية، بحيث يقوم بها أشخاص مؤهلون من المنشأة نفسها وليس شخصا أجنبياً بعيدا عن بيئة وعادات وتقاليد المتدربين.
2. عمل مسابقات تحفيزية داخل كل منشأة حكومية، تساعد على خلق منافسة شريفة في مجال تطبيق التعاملات الإلكترونية الحكومية.
3. إعداد حملات إعلامية لدور التعاملات الإلكترونية الحكومية في حياة المواطن والمقيم في الأماكن العامة والتلفزيون.
وهناك كثير من وسائل التوعية عند الرغبة في تفعيل وإشراك المستفيدين من خدمة التعاملات الإلكترونية الحكومية، ولكن للأسف فإن مشروع التعاملات الإلكترونية يواجه كثير من العقبات التي أحدثت من قبل القائمين عليه. وحيث إنه من المتوقع بأن الوعد المقطوع بإتمام الخدمات الحكومية الإلكترونية في 2010 م لن يتم في موعده، فستلقى المسؤولية على عدم تعاون الجهات الحكومية، علماً بأن حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين (حفظها الله) لم تدخر وسعاً في منح الدعم المالي والمعنوي، ولكن أرجو من القائمين على المشروع أن يتداركوا الأخطاء السابقة ويعدَلوا المسار ليكونوا أهلاً للثقة الممنوحة لهم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي