إن فلسفة تعريف الأمن لدى الأمير نايف بن عبد العزيز، الرجل الأول المشرف على إدارة أعمال الحج ومدى البعد الأمني الذي يخالج تفكيره، ينبغي أن يضعها منظرو الأمن في العالم نصب أعينهم، وموضع أطروحاتهم، إذ إن الأحداث الأخيرة لاقتحام المتسللين والتطهير الذي قام به رجال الأمن وأسود القوات المسلحة في الشريط الحدودي الجنوبي، لم تحرك قيد أنملة من مكانة الحج وقدسيته لدى سموه، وعلى الرغم من أن تلك “النازلة” التي حلت بدرة الجنوب “جازان”، قد أضرمت نارها، إلا أن الحج “أبى” إلا أن يكون المتربع والمتصدر في سلم أوليات النائب الثاني في المملكة، بل وشغله الشاغل، فهو “الوتد” الذي تتكئ عليه المفاهيم الأمنية بمجملها في البلاد، والقاهر الحقيقي للإرهاب والمتسللين، نايف بن عبد العزيز رجلٌ وحد تعريف الأمن رغم كل الأمزجة في تعريفه، وأرسى دعائمه رغم كل رهبنةٍ وتخويفٍ وجريمة، ما إن ترى هذا الرجل قبيل حج كل عام، حتى يختمر في عقلك أنه حجٌ آمن بفضل الله مقدماً.

والمتتبع لثنايا شخصية سموه، يدرك جلياً أنه لا يهاود ولا يهادن في الأمن، هو رجل الدولة والمسؤول الذي يعظم كتاب الله ويمجد قدسية المكان، ويعي جيداً الأدوار الأمنية المنوطة به، وحين أرادت دول مغرضة حاسدة تحوير شرها، وزرع “دجاليها” ظناً منها أنها ستتمكن من خلخلة الترسانة الأمنية في البلاد، يطل في حينها نايف بن عبد العزيز ليؤكد أنها خاسئة ذليلة، وأن كل تلك الأحداث لن تبدد مكانة الحج الأعظم في أولويات الدولة.

والمتابع لمواسم الحج خلال السنوات الماضية وفي هذا العام يلاحظ التغيير والتطوير عاما بعد آخر، حيث أصبحت خدمة ضيوف الرحمن صناعة احترافية على مستوى العمل الأمني وخرجت المملكة من فكر العمل الفردي للأمن إلى العمل الجماعي المخطط له يقوده ويشرف عليه رجل الأمن الأول نايف بن عبد العزيز الذي يقف وراء كل النجاحات الأمنية المبهرة، ولمن لا يعلم فإن 100 ألف رجل أمن يضبطون إيقاع ثلاثة ملايين حاج في بقعة لا تتجاوز بضعة كيلو مترات، شرفٌ تمتطيه هذه البلاد وأي شرف، وعلى هذا فإن المملكة ليست فقط تفتخر بنجاحاتها الأمنية، ودحر عتاولة الإرهاب والتسلل، بل تقف رافعةً الرأس بحزمة من المشاريع الضخمة والجبارة، لتثبت أمناً وحضارة أن مهندس أمنها يعرف جيداً أن الأمن صنو الحضارة في هذه البلاد. وفي مساء اليوم ومن مكة المكرمة يعلن الأمير نايف بن عبد العزيز اكتمال الاستعدادات الأمنية والخدمية كافة لاستقبال ضيوف الرحمن ليؤكد نهج المملكة في تنظيم وإدارة شؤون الحج يتحدث سموه أمام وسائل الإعلام المحلية منها والعالمية بفكر رجل الأمن الأول والذي قضى نحو ثلاثة عقود من الزمن يشرف على مهمة أمن الحج والحجاج يقود أبناءه رجال الأمن وفق خطط أمنية محكمة لنخرج بمشيئة الله بحج آمن وعودة حميدة لضيوف الرحمن.