سوق صامطة الشعبي يبعث رسالة صمود وتحد للمتسللين

سوق صامطة الشعبي يبعث رسالة صمود وتحد للمتسللين
سوق صامطة الشعبي يبعث رسالة صمود وتحد للمتسللين
سوق صامطة الشعبي يبعث رسالة صمود وتحد للمتسللين

استقبل سوق صامطة الشعبي يوم أمس المتسوقين والسياح كعادته كل أسبوع بعبق وعبير الفل والرياحين في رسالة تحد لكل حاقد ومتسلل ومخرب وكأن لسان حاله يقول كغيره من أسواق المنطقة الشعبية إنه لن يلين أو يخور أمام أي اعتداء في تضامن واضح مع سوق الخوبة الذي أغلق قبل أسبوعين إثر الأحداث الإجرامية التي قام بها متسللون.

ويقع سوق صامطة على مقربة من سوق الخوبة الحدودي، إذ لا يفصل بينهما إلا عدة كيلو مترات.

#2#

ويزيد من أهمية سوق صامطة وقوعه على الطريق الدولي الذي يربط بين السعودية ودولة اليمن الشقيقة، الأمر الذي أكسبه تبادلا تجاريا وثقافيا متفردا.

ومع تغير الحياة وتبدلها واندثار العشش والبيوت الطينية، لم تستطع المدنية أن تغير من إرث السوق، إذ ظلت محافظة على تراثها وموروثها الشعبي في تحد واضح وصارخ للجوانب المظلمة.

ويرجع بعض الباحثين اسم صامطة إلى بئر في سوق الإثنين الشعبي اشتهرت ببرودة مائها فسميت صامطة نسبة إلى تلك البئر وتعتبر صامطة إحدى بوابات المملكة الجنوبية، وبقي سوقها شامخا منذ ما يقارب قرنين كحلقة وصل بين البلدين الشقيقين وسلة غذاء وشلال عطر لا ينضب.

وما إن تبزغ شمس يوم الإثنين إلا وقد شكلت السيارات والبسطات المحملة بالبضائع المختلفة والمتفردة عقدا جميلا ومتفردا ليفيق سكان المحافظة على ذلك التواجد والحضور الكبير لوفود متعددة الجنسيات وثقافات مختلفة وتبادل تجاري منقطع النظير يبعث في النفس الحياة والتفاؤل، فتجد في زاوية معينة من السوق أوان فخارية هنا وحلويات جازاني هناك وبينها أشجار عطرية عادة ما تحرص النساء على التزين بها، إذ إن من أهم ما يميز الفتاة الجازانية عشقها الكبير للفل والكادي.

#3#

وهناك حلويات تحمل أسماء مختلفة: مشبك.. زنبطية.. صُبَّع زينب.. وتختلف في أذواقها وتلقى شعبية كبيرة إذ لا يمكن أن يخلو منها بيت، ويحرص المتسوقون من خارج جازان على التزود بها كهدايا وذكريات جميلة وحلوة كطعم العسل اليمني الذي يفترش جانبا من السوق.

وما يوجد في السوق هي موروثات شعبية استطاعت أن تسطر ما يميز المنطقة وأهلها عن كل المناطق قل أن تجده إلا في أسواق المنطقة التي تمتد من الشقيق شمالا وإلى صامطة جنوبا، وتعد الأسواق الشعبية في منطقة جازان أحد أهم روافد الاقتصاد والسياحة وتشكل صفحة مشرقة ومضيئة لتراث خالد ذي طابع خاص، ويتجاوز أعمار بعضها الـ 300 عام.

أسواق شعبية تنسج جانبا من جوانب الأخوة والمحبة لجيران كانوا وما زالوا يمثلون رافدا من روافد بقائها وتميزها.. أسواق استطاعت أن توطد للعلاقات الأخوية وتعزز من التبادل التجاري والاقتصادي بين البلدين، و طالما فتحت أبوابها لدولة الجوار منذ سنين.

وكانت «الاقتصادية» قد رصدت البارحة الأولى عشرات السيارات اليمنية في منفذ الطوال تحمل منتجات يمنية في طريقها إلى سوق صامطة في تأكيد واضح على عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين.

الأكثر قراءة