يحل فصل الشتاء كضيف ثقيل جدا على المستثمرين في محال العصائر الطبيعية الباردة وباعة الآيس كريم والمثلجات، ذلك أن الإقبال يتضاءل تدريجيا على منتجاتهم، مما يحول حركتهم التجارية إلى حالة من البيات الشتوي، في الوقت الذي يتزايد فيه الإقبال على المشروبات الساخنة بأنواعها.
يقول محسن خيران مستثمر في محل لبيع العصير الطازج، إن فترة الشتاء من كل عام تفرض علينا طبيعتها الباردة حتى في البيع، فشح المبيعات هو ذاته الهم المؤرق لأن حركتنا التجارية التي عادة ما تنشط في فصل الصيف لا تلبث أن تهدأ في الشتاء حتى نظنها انتهت.
ويضيف خيران: «معدل المبيعات يندرج تحته ميزانية بأكملها تشمل أجور العمال وإيجار المحل، إلى جانب تكاليف المشتريات من فواكه وآيس كريم وغيرها من العناصر التي تدخل في إنتاج العصير الطازج.
وعزا محسن خيران انخفاض مستوى مبيعاته من العصائر إلى السلوك الاستهلاكي لسكان العاصمة مع ما يتميز به شتاؤها من برودة قاسية جدا تبعث على النفور من كل ما هو بارد، فضلا عن انتشار حالات الإنفلونزا الموسمية، وتأثيرها المباشر في الصحة العامة، الأمر الذي يزيد من مسألة الميل إلى تناول المشروبات الساخنة بأنواعها.
أما مؤنس عبد النور أحد العاملين في محل شهير للعصائر الطازجة في العاصمة فأكد تجاوز المحل إشكالية التبريد من خلال تنويع قاعدة المنتجات، وجعلها تشمل أصنافا مختلفة من الفواكه المقطعة بطرق جذابة مع خلطها بعصائر مختلفة وتزيينها بالشوكولاتة والفانيلا وأنواع أخرى من النكهات، إلى جانب توفير أنواع من المشروبات الساخنة كالشوكولاتة، والقهوة بأصنافها، ومشروب الكابتشينو الشهير، إضافة إلى الشاي وأنواع الحلوى المختلفة، وذلك تلبية لكل الأذواق ومواكبة لفصل الشتاء الذي عادة ما يشهد حالة ركود كبير في مبيعات العصائر.
من جهته رأى خالد الأحمد أحد المستهلكين أن الموسمية لأي سلعة أمر طبيعي ينبغي لباعتها تقبله، معللا رأيه بالحكمة في المساواة بينهم في الأرباح والرزق، مع عدم إغفال النواحي التسويقية، التي تعد بحسب الأحمد الرقم الصعب في إقناع المستهلك بالشراء، مؤكدا أنه نادرا ما يبتاع العصير الطازج في فصل الشتاء، بينما ينصب تركيزه على المشروبات الساخنة، لا سيما مع كثرة المحال التي تقدمها على الطرق والميادين العامة وبجانب محطات البنزين وداخل الأسواق والمجمعات التجارية والأسواق.
