كسرت عمليات القوات المسلحة والحركة التجارية غير المسبوقة حاجز السكون والهدوء الذي كان يخيم على قرية الدغارير التي تجثم على ضفة وادي خلب قبل قيام جماعات من المتسللين بالاعتداء على الأراضي السعودية.
وتقع قرية الدغارير إلى الجنوب الشرقي من جازان وعلى نحو 50 كيلومترا من العاصمة الإدارية، وتعتبر نقطة التقاء لكل من محافظتي أحد المسارحة وصامطة ومركز الخوبة يسكنها قرابة خمسة آلاف نسمة يشتغل أغلبهم بالتعليم والزراعة والأعمال العسكرية. ويزيد من أهمية القرية وقوعها على الطريق الدولي الذي يربط المملكة بالجمهورية اليمنية وتتبع محافظة الحرث وتنعم بكل الخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية والبلدية كغيرها من مدن وقرى المملكة المترامية الأطراف.
وكان لقرية الدغارير نصيب الأسد من اسمها حيث شهدت خلال الأيام القليلة الماضية مداهمة عدد من المتسللين لبعض مدارسها وأحد مساجدها ومفرد الدغارير: دغريري، والدغريري وفق بعض المعاجم اللغوية معرف من دغر وتعني هجم واقتحم من غير تثبت. وزاد من أهمية الدغارير وقوعها على ضفة وادي خلب الذي يعد من أهم وأكبر الأودية في جزيرة العرب، ويمتد الوادي من جبال اليمن ملتفاً خلف جبل النضير شرقاً وحتى ساحل البحر الأحمر غربا، ومن أهم المدن التي تقع على ضفتيه مدينة الخوبة المركز الإداري لمحافظة الحرث وقرية رمادة خلب وقرية الدغارير, ومن أبرز معالمه العين الحارة التي تقع بجوار الطريق المؤدي إلى وادي دهوان, ويعد الوادي من أجمل الأماكن في منطقة جازن ولا سيما الجزء الواقع منه في بلاد الحرث والذي شهد خلال الأيام العشرة الماضية عمليات تمشيط عسكري وعبور آليات ومعدات عسكرية متطورة.
#2#
#3#
#4#
#5#
وساهم التواجد العسكري ونزوح مئات المواطنين إلى الدغارير لتحويلها إلى منطقة تجارية تعمل على مدار الساعة بعد أن كانت تنام في وقت مبكر ، وشهدت القرية حركة بيع وشراء، وتبادل تجاري لا نظير لها، وأدى الأمر إلى زيادة نسبة إشغال الفنادق والشقق وعجزت بعض المطاعم والمغاسل والمحال التجارية وصوالين الحلاقة من تحقيق الخدمة بشكل تام. وقال عدد من المواطنين والعسكريين أن المغاسل في الدغارير حددت فترة تسلم الثياب المراد غسلها بأسبوع في ظل وجود ارتفاع ملحوظ في الأسعار والخدمات المقدمة حيث سجلت الساعة للغرف التي كانت تتراوح أسعار إيجارها بين خمسة و عشرة ريالات، 50 ريالا مستغلة بذلك الوضع والإقبال الكبير الذي تشهده المنطقة.




