رؤية رجل أعمال حول التشبيك الاجتماعي على الإنترنت
مع التكاثر المتنامي بسرعة لمواقع التشبيك الاجتماعي على الإنترنت، أصبح شائعاً لدى الكثير من الناس أن يقضوا وقتاً أثناء العمل يلعبون، دون تحقيق الانخراط الاجتماعي، وإيجاد المزيد من الأصدقاء على الإنترنت. بالفعل، أن يكون لدى المرء العديد من حسابات التشبيك الاجتماعي على قواعد شعبية مثل فيسبوك، وتويتر، وماي سبيس، وفليكر، أمر منطقي لسير الأمور بالنسبة لكثير من الناس، مثل رجل الأعمال الدنماركي المقيم في سنغافورة، توربن لينبيرج.
ولكن أن تكون لديك حياة اجتماعية مفعمة على شبكة الإنترنت له بعض المساوئ، كما وجد لينبيرج، بينما تخلف عن مناسبات دُعي لها لأنه نسي الدخول إلى شبكة معينة. وهو يعتقد كذلك أنه لابد أن تكون هنالك طريقة أسهل لإدارة، والتعامل مع الرسائل الإلكترونية الهائلة، والطلبات، وغيرها من الإشعارات التي تأتي من حسابات التشبيك الاجتماعي العديدة.
في أواخر عام 2007، أسس شركة تُدعى ''أورليانت'' لتطوير أداة تشبيك اجتماعي جديدة تُدعى أورسيسو – OrSiSo، وهي تمكن الناس من إدارة الحسابات المتعددة من خلال قناة منفردة. وتعتبر أورسيسو والتي ترمز إلى نظّم، بسّط، واختلط، بمثابة مجمع لمواقع التشبيك الاجتماعي. وباستخدام محرك تحركه الخوارزميات يُدعى ''سوشال كرافت – Social Craft''، أو أورسيسو، فإنه يمكّن كذلك الناس من تنقية والتخلص من المعلومات غير المرغوب بها من الآخرين ممن لا يعتبرون من الأصدقاء المقربين.
''إن أورسيسو يجمع حياتك الاجتماعية، ويضفي عليها الحس المنطقي، وينقيها من كافة الثرثرة الفارغة''، كما قال لينبريج الذي بلغ 39 عاماً من عمره هذا العام.
واكتسبت فكرته المبتكرة بعض الاعتراف من جانب الصناعة. ففي هذا العام، فازت أورسيسو بجائزة أفضل مرحلة مبكرة لموبايل مونداي، وكذلك جائزة مشروع الشاشة المفتوحة لأدوبي نوكيا.
ويقول لينبيرج إن أورسيسو ستكون جاهزة للإطلاق في غضون شهرين من الزمن، حيث لا تزال في مرحلة الاختبار، ولو أنها كانت متاحة على الإنترنت منذ نيسان (أبريل) الماضي. وحين يتم تطويرها بالكامل، فالخطة هي أن تتم إتاحة أورسيسو ليس فقط على أسطح أجهزة الكمبيوتر، ولكن على الهواتف الجوالة كذلك، وعلى تلفزيونات الكابل. وأما في الوقت الراهن، فتدعم أورسيسو 9 شبكات اجتماعية، وهي تشمل فيسبوك، وفريندستر، وبيبو، وفليكر، ولينكدإين. وهي تدعم كذلك قواعد الرسائل الفورية، مثل ياهو، وإم إس إن - MSN، وأيه آي إم - AIM، وجوجل توك. وهنالك خطط إضافة مواقع تسويق، مثل أمازون، وإباي، ومواقع ترفيه مثل يوتيوب، ولاست دوت إف إم، وفيمو، ودايلي موشن.
وإلى جانب تعليق الآمال على جذب المستخدمين عن طريق تبادل الأحاديث العفوية، فقد أمّن لينبيرج علاقة وثيقة مع ستارهب - StarHub، وهي شركة مقرها سنغافورة لتشغيل الاتصالات والكابل، لتقديم خدمات الرسائل النصية القصيرة، وبروتوكل الإنترنت الصوتي.
''من المفترض أن تشترك استراتيجية النمو جزئياً مع ستار هب، للاستفادة من قاعدة زبائنها على قاعدتها بفينغو (مثل خدمة سكايب)، حيث لديها 100 ألف مستخدم''، كما يقول لينبيرج. ''وهي تمتلك نحو 33 في المائة من حصة السوق في سنغافورة لمستخدمي الهواتف الجوالة، لذا نحن نريد الاستفادة من ذلك للنمو مبدئياً والحصول على قوة السحب''.
ويعمل لينبيرج كذلك على جلب أورسيسو إلى التلفزيون، مع فكرة تطوير قاعدة ملائمة للكابل، والتي ستحصل على براءة اختراع، ولاحقاً ترخّص لشركات تشغيل الكابل. وبوضع ذلك في الاعتبار، يجري لينبيرج محادثات مع كبرى شركات تصنيع كابل التلفزيون.
وبينما تأثر العديد من النشاطات العملية بشدة جراء الانكماش الاقتصادي العالمي، يعتقد لينبيرج، الذي أسس شركة ناشئة سابقة لم تنجح، أن قوى النجوم والفلك في صفه الآن.
''لقد نما التشبيك الاجتماعي حقاً خلال فترة الكساد. وإذا كان ذلك يدل على شيء، فهو يدل على أن هذه الصناعة ضد الكساد، لأنه كلما قلّت الأموال المتاحة لدى الناس، زاد الوقت الذي يقضونه في الاختلاط الاجتماعي في المنزل، لأنه، نوعاً ما، مجاني''، كما يقول لينبيرج. ''إنك ترى الكثير من الصور التي يتم تخزينها على فيسبوك خلال الربع الأخير أكثر من الفترة نفسها من السنة الماضية، لأن الناس ببساطة لديهم المزيد من الوقت للجلوس في المنزل. فهم يعملون على تفريغ محتويات كاميراتهم الرقمية، ويحدّثون أشياءهم''.
من المؤكد أن لينبيرج لديه شيء من المرونة. فقبل نحو 3 أشهر، أصيب في حادث سيارة حيث كُسرت ذراعاه، وساقه. واضطر للخضوع لأربع عمليات، والمكوث خمسة أسابيع في المستشفى لاحقاً، ويبدو أن هذا الدنماركي الطويل، الهزيل أسعد اليوم مما كان قبل الحادث.
''أود أن أقول إنني سعيد أكثر بقليل اليوم مما كنت عليه قبل ثلاثة أشهر''، كما قال لمجلة ''إنسياد نولدج'' في مقابلة له معها. ''إنني أجلس هنا أتحدث إليك، وأنا في حالٍ جيدة. فحين تحدث معك أمور سيئة بهذا القدر، تتسنى لك خمسة أسابيع في المستشفى لتفكّر في حياتك''. ''هنالك نوعان من الناس: أحدهم ينظر إلى الداخل، وقد يستاء، ويعتقد أن كل شيء ضده. وأنا سعيد لأنني ما زلت حياً، وأعتقد أنه سنحت لي الفرصة لأعاود التفكير في الأشياء البسيطة في الحياة... فقد شهدت مذكرات قوية بشأن مدى زوال الحياة، ولكن الطريقة التي أنظر بها إلى الحياة تشعرني بأنني أتحسن، وأصبح أفضل في كل يوم. وأنا فعلاً سعيد للغاية''. وفي أي مرحلة من الحياة المبكرة للشركة، يمكن أن تواجه الفشل في مجالات عدة. فمن الممكن أن تنفذ لديك الأموال، أو تفشل في توصيل منتج ناجح. وهنالك الكثير من الأمور التي يمكن أن تسير على نحوٍ خاطئ، وبالتالي فإن التأكد من أن الشركة سوف تنجو خلال الأشهر الثمانية المقبلة، هو أمر ليس من قبيل الترف لدينا كرجال أعمال، وعليك أن تتقبل ذلك''. ''إذا بدأت بالشعور بالتوتر حيال الفرصة الكامنة للفشل، عندها ستخسر طاقتك، ورؤيتك. وإن السبب الوحيد وراء قدرتك على جذب الأموال كرجل أعمال هو لأن الناس ينظرون إليك، ويقولون إنك تحترق من أجل القيام بما تريد. وإذا بدأت الشعور بالتوتر، وبدأت الشعور بالقلق بشأن أموالك، وكيفية سداد الإيجار في الأسبوع المقبل، فإنك تبدأ بفقدان بعض البريق، ويتجلى ذلك، بوضوح. وحتى تصبح ناجحاً، فإنه يجب أن تكون قادراً على النوم بكل راحة، دون معرفة ما سيأتي به الغد بالضبط''.